تحظى مسألة التفرقة بين الغنى والثراء بنقاشات مكثفة في أوساط الشباب في مقتبل العمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق "تيك توك" الذي يحتضن قطاعاً واسعاً من الجيل زد، ويعد ساحة لعرض مختلف مظاهر حياتهم اليومية.
وعبّر أحد مستخدمي التطبيق الصيني الشهير عن رأيه بشأن هذه المسألة في مقطع فيديو في يوليو الماضي حصد 4 ملايين مشاهدة، قائلاً إن الأغنياء يميلون للتحدث عن أموالهم، لكن الأثرياء لا يلفتون الانتباه إليهم.
وفي أحد المقاطع الأخرى التي انتشرت على نطاق واسع الشهر الماضي، سخر أحد المستخدمين من اختلاف سلوكيات الأغنياء والأثرياء أثناء التسوق، والشاهد من هذه المقاطع الرائجة بين الشباب الأصغر أنها تحول المقارنة بين صفتي الغنى والثراء إلى شيء من الموضة، ويوجد أكثر من 250 ألف منشور تحت وسم "مظاهر الغنى القديمة - #OldMoneyAesthetic" على تطبيق "تيك توك" وحده.
وأجرى موقع "ماركت ووتش" استطلاعاً لآراء 12 مستشاراً للثروة وخبيراً في المجال المالي حول الفارق بين الشخص الغني والشخص الثري.
وأجمعوا بداية على أن هناك فرقا بالتأكيد، وقالوا إن تحقيق الثراء يتطلب اتباع نهج معين حتى دون أن يمتلك الفرد دخلاً مرتفعاً.
معايير التفرقة بين الغنى والثراء |
||
المعيار |
|
التوضيح |
الاستدانة |
|
- قال "دي جيه هانت" أحد المستشارين الذين شملهم الاستطلاع، إن المعيار العملي الأول للتفرقة بين المفهومين هو صافي الثروة وليس الدخل.
- ويعني هذا المعيار على حساب القيمة الإجمالية للأصول التي يمتلكها الفرد، مطروحاً منها الديون والالتزامات.
- وقد يحصل الفرد على دخل مرتفع للغاية، لكن صافي ثروته يظل متدنيًا للغاية.
- أشار "هانت" إلى أنه يعرف بعض الأشخاص ممن يبلغ صافي دخلهم السنوي مليون دولار لكنهم ينفقونه بالكامل، ورغم امتلاكهم الكثير من المقتنيات الرائعة، لكنهم قد يتعرضون للإفلاس على الفور حال توقف رواتبهم لشهر أو اثنين.
- وأوضح "ماثيو إيشانيز" نائب رئيس قسم إدارة العلاقات في "أوسايك" لإدارة الأصول، أن الغنى لا يعني بالضرورة تمتع الشخص بالقدرة على التحكم في موارده أو الحرية المالية.
- لذا فقد يكون الشخص غنياَ لكنه غير مستقر مالياً، وأشار "باول سوليفان" مؤلف كتاب "الخط الأخضر الرفيع: الأسرار المالية لفائقي الثراء"، إلى أن الأغنياء غالباً ما ترتفع مستويات استدانتهم، وينفقون أكثر مما يكسبون في كثير من الأحيان، ومن ثم تظل أحوالهم على ما يرام لفترة زمنية محدودة فقط.
|
مظاهر الترف |
|
- أكد الخبراء في الاستطلاع على أن مظاهر الترف تعد حقاً أحد معايير التفرقة بين الغنى والفقر، وذكر "إيشانيز" أن الغنى يعد مقياساً لمراكمة أصول من نوعية العقارات، والقوارب الخاصة، ولعب الأطفال، والأموال. |
الحرية والاستقلال المالي |
|
- أوضحت نتائج الاستطلاع أن الثراء يعني المرونة والحرية الماليتين، واستمرار احتفاظ المرء بأمواله وأصوله لفترة زمنية مطولة.
- وذكر "إيشانيز" أن الحرية المالية يترتب عليها حرية القرار وفقاً لرغبة المرء، وكونه ليس مديناً سواء لشخص أو جهة ما، أو رهناً لتغيرات ظروف السوق مثل أسعار الفائدة.
|
وبناء على ما سبق، يرى "إيشيانز" أن سبل الوصول للثراء تتضمن ضبط الإنفاق، والتخلي عن شراء الأشياء الفخمة المعرضة بطبيعتها للإهلاك وانخفاض القيمة مثل السيارات الفخمة، والملابس الباهظة، حتى لو كان الإنسان قادراً على تحمل تكلفتها.
ومن ثم استغلال هذه الأموال في استثمارات مولدة للدخل، وأوصول ترتفع قيمتها بمرور الزمن، وهو ما يتوافق مع رؤية " باول سوليفان" الذي أفاد بأن الأثرياء غالباً ما يكونون حذرين في التعامل مع أموالهم وديونهم أيضاً، فضلاً عن تركيزهم على أفضل سبل الاستدانة لتمويل أعمال تجارية قادرة على النمو، أو شراء أصول مثل العقارات.
هذا بالإضافة لأن الأثرياء لديهم مصادر دخل متعددة بحسب "إيشيانز"، كما يعتقد الخبراء بأن المرء ليس بحاجة لأن يصبح من بين فئة الـ 1% أو الـ 10% الأعلى دخلاً في المجتمع كي يحقق الاستقرار والحرية المالية التي تميز الأثرياء، بل يكفي امتلاكه قدراً معقولاً من الثروة التي تكفل له حرية التحكم في قراراته.
المصدر: ماركت ووتش
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}