أجرى الاحتياطي الفيدرالي سلسلة من الرفع حتى وصلت الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عامًا عند 5.25%-5.5% في يوليو 2023، وذلك من أجل تحقيق أمرين أساسين: خفض التضخم وتهدئة سوق العمل.
وتشير البيانات الأخيرة إلى أنه نجح في الاقتراب من الهدفين، إذ تراجع التضخم - وفقًا للمقياس المفضل للفيدرالي – من 4.3% في ذلك الوقت إلى 2.6% حاليًا، أي أنه يقترب من المستهدف، وهناك دلائل على هدوء سوق العمل منها ارتفاع معدل البطالة إلى 4.1%.
وبالتالي، فإذا كان الفيدرالي يعتمد حقًا على البيانات ويثق في توقعاته الخاصة، فسيكون من الأفضل خفض الفائدة الآن بدلاً من الانتظار حتى سبتمبر.
وذكر "كريستوفر والر" المسؤول لدى الاحتياطي الفيدرالي في خطاب ألقاه في تكساس: على الرغم من أنني لا أعتقد أننا وصلنا إلى وجهتنا النهائية، إلا أنني أعتقد أننا نقترب من الوقت الذي يكون فيه خفض الفائدة مبررًا، ولكن لا نزال بحاجة لمزيد من الأدلة على تباطؤ التضخم.
بينما ذكرت "مارلي دالي" رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو أنها تدعم خفض الفائدة حاليًا، وأوضحت في ظل بيانات التضخم والتوظيف والنمو والتوقعات الاقتصادية، فربما يكون هناك ما يبرر بعض التعديلات في السياسة.
هل حان وقت الخفض؟
وبناءً على ما سبق يصبح القرار الصحيح حاليًا الذي يجب اتخاذه في اجتماع البنك المركزي الذي سينتهي في الحادي والثلاثين من يوليو هو البدء في خفض الفائدة، ورغم ذلك إلا أنه من المتوقع على نطاق واسع انتظار صانعي السياسات حتى سبتمبر لخفض الفائدة، مع الحفاظ عليها دون تغيير في يوليو.
للاطلاع على مزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
يرى "جولدمان ساكس" أن على الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة في اجتماع يوليو، وأوضح "جان هاتزيوس" كبير اقتصاديي البنك أن السبب وراء ذلك هو تحقيق التضخم تقدمًا كافيًا للعودة لمستهدف البنك البالغ 2%.
وأضاف "هاتزيوس" أن هناك أسباباً تدفع الفيدرالي لخفض الفائدة وعدم الانتظار سبعة أسابيع إضافية، أولها أن البيانات أصبحت واضحة، وثانيًا أن الخفض هذا الشهر من شأنه تقليل مخاطر اتخاذ تلك الخطوة في حال تسارع التضخم بشكل غير متوقع، وأخيرًا أشار للجانب السياسي وأن الفيدرالي ربما يرغب في تجنب خفض الفائدة قبل الانتخابات الرئاسية مباشرة.
وأوضح أن لجنة السوق المفتوحة ربما ترغب في تجنب خفض الفائدة في آخر شهرين من حملة الانتخابات الرئاسية، وهذا لا يعني أن اللجنة لا يمكنها التخفيض في سبتمبر ولكن يعني أن يوليو سيكون أفضل.
توقيت خفض الفائدة والانتخابات
لكن لم يعلن الفيدرالي انتصاره في معركة التضخم بعد وبالتالي لن يبدأ دورة الخفض، وأكد رئيسه "جيروم باول" وصانعو السياسة بالبنك أنهم بحاجة لمزيد من الدلائل على أن التضخم يتراجع نحو المستهدف البالغ 2%، وحتى الوصول إلى ذلك فإن لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة ستفتقر إلى الثقة اللازمة للبدء في خفض الفائدة الآن.
وخلال الفترة ما بين اجتماع يوليو وسبتمبر، فإن المسؤولين سيحصلون على قرائتين للتضخم وتقريرين للوظائف إلى جانب مجموعة من البيانات التي ستحدث نظرتهم تجاه وضع المستهلكين وسوق العمل وغيرها بأكبر اقتصادات العالم.
وسيكون اجتماع سبتمبر هو الأخير قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستنعقد في الخامس من نوفمبر، بينما سيعقد مسؤولو الفيدرالي بعدها اجتماعين آخرين قبل نهاية العام، وبالتالي تتوقع الأسواق خفض الفائدة مرتين (كل منها بمقدار ربع نقطة مئوية) على الأقل في 2024.
وتتوقع الأسواق بصورة كبيرة أن يكون أول قرار بخفض الفائدة منذ عام 2020 في اجتماع سبتمبر أي قبل ستة أسابيع فقط من عقد الانتخابات.
وطالب المرشح الجمهوري للرئاسة "دونالد ترامب" بعدم خفض الفائدة قبل التصويت في انتخابات نوفمبر، لكنه أوضح أن في حال انتخابه سيُبقي "باول" رئيسًا للفيدرالي في حال كان يفعل ما هو صحيح.
وأقر "ترامب" في مقابلة مع "بلومبرج نيوز" في أواخر يونيو بأن البنك المركزي ربما يخفض الفائدة قبل الانتخابات ولكنه أضاف: إنه أمر هم يعلمون أنه لا يجب القيام به.
المصادر: أرقام – وول ستريت جورنال – بلومبرج - فاينانشال تايمز - ماركت ووتش
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}