رئيس أورينت للتأمين لـ أرقام: أقساط العام الماضي تتجاوز 7 مليارات درهم ونعمل على التوسع في 3 دول

عمر الأمين الرئيس التنفيذي لـ مجموعة أورينت للتأمين

قال عمر الأمين، الرئيس التنفيذي لمجموعة أورينت للتأمين المملوكة لمجموعة الفطيم، والمدرجة بسوق دبي المالي، إن أرباح الشركة للنصف الأول شكّلت نحو 44 % من إجمالي أرباح الشركات المدرجة في أسواق المال في الدولة وتعد أورينت أكبر شركة تأمين في الإمارات، وتعمل حاليا على التوسع في عدة دول أبرزها السعودية حيث تقوم بفتح فروع في المملكة ومصر لتأسيس شركة تأمين على الحياة وأستراليا حيث تؤسس فرعا للتأمين التكافلي.

وأضاف الأمين في مقابلة خاصة مع أرقام، أن نمو أرباح الشركة يرجع إلى السياسة الاكتتابية الحذرة التي تتبعها الشركة، وتنويع مصادر الأقساط (الدخل) وقوة قنوات البيع لديها، حيث لديها 600 بائع في السوق، ولا مثيل لذلك العدد في شركات السوق، بالإضافة لعلاقتها القوية مع البنوك التي تشكل إحدى قنوات التوزيع، كما أن لدى الشركة قسما مخصصاً لكبار العملاء من المؤسسات كإعمار ونخيل ودبي القابضة وبنك الإمارات دبي الوطني، وعلاقات ممتازة مع وسطاء التأمين، ليكون هذا المزيج من شبكة العلاقات شاملا ويحقق قاعدة قوية لنمو الشركة.

وأكد أنه في مقابل ذلك فإن الشركة تُخضِع عمليات التأمين (الاكتتابات) لتدقيق شديد، تلافياً للمخاطرحيث إن لديها تحفظاً في نفس الوقت الذي تسعى فيه للتوسع، مشيراً في هذا الصدد إلى أن إجمالي الأقساط في أورينت تجاوز 7 مليارات درهم في العام الماضي.

وقال الأمين إن خسائر الشركة الناجمة عن الأمطار والسيول التي حدثت في الإمارات في أبريل الماضي قاربت ملياري درهم، وأغلبها يتعلق بالممتلكات والمشاريع الإنشائية، بينما شكلت الخسائر المتعلقة بالسيارات نسبةً قليلة بسبب صغر حجم محفظة السيارات لدى الشركة، وستتحمل شركات إعادة التأمين الجزء الأكبر من هذه الخسائر وتتحمل أورينت للتأمين ما لا يتجاوز 60 مليون درهم فقط منها كخسائر.

وأكد أن الشركة مستمرة بقطاع التأمين على الممتلكات والمشاريع، حيث بالإمكان استيعاب الخسائر التي حدثت فيه، بالنظر لضخامة حجم الأقساط المكتتبة التي سيتم إعادة التأمين عليها.

وحول شركة أورينت تكافل التي تأسست قبل سنوات بالشراكة مع بنك الاتحاد الوطني (سابقاً) نوه باستحواذ الشركة على كامل الحصص تقريباً بعد اندماج البنك مع بنك أبوظبي التجاري، مشيراً إلى أن الشركة ناجحة جداً، حيث أصبحت عاشر أكبر شركة في السوق، وتوقع أن ترتفع حصتها في سوق التكافل.

وفيما يتعلق بملكية أورينت للتأمين من قبل مجموعة الفطيم، وانعدام التداول على أسهمها، أوضح أن الشركة ملزمة قانوناً بالإدراج في أسواق المال بحكم أنها تأسست داخل الإمارات كشركة مساهمة عامة كما ينص القانون.

وحول التوسع في السوق السعودي، قال إن الشركة لا زالت في مرحلة الترخيص، ونتوقع بدء الأعمال بعد منتصف نوفمبر القادم، منوهاً إلى أن السوق السعودي سوق كبير، والشركة تطمح بالحصول على حصة منه، لا سيما وأن لديها تصنيفاً ائتمانياً عالياً عند (A+) من وكالة ستاندرد أند بورز حيث إن الشركات والمشاريع الكبيرة تطلب شركات تأمين ذات تصنيفٍ عالٍ، كما تملك أورينت خبرة طويلة في الإمارات و7 أسواق خارجية، وهي متفائلة بالسوق السعودي.

أما الأسواق أخرى، قال الأمين إن أورينت للتأمين تعتزم افتتاح شركة تأمين على الحياة في مصر، بعد دراسة السوق حيث هناك فرص كبيرة في هذا المجال، وبدأت النقاشات مع بعض البنوك في هذا الصدد، لأن الترويج لمبيعات التأمين على الحياة يتم من خلال البنوك، ولدى أورينت شركة تكافل للتأمينات العامة ناجحة جدا في مصر، وهي ثاني أكبر شركة هناك.

وأكد أن الشركة تعتزم أيضاً افتتاح شركة تأمين تكافلي في أستراليا، حيث هناك جالية إسلامية كبيرة تصل إلى مليون شخص، ولا وجود لشركات تأمين إسلامي فيها، وترى أورينت فرص نجاح قويةً هناك، وهي متفائلة حيالها، وقد ناقشت الأمر مع المسؤولين والمهتمين في أستراليا وستعمل على تأسيس الشركة على ضوء ذلك.

وحول نظرته لقطاع التأمين في الإمارات، قال رئيس أورينت إن قطاع التأمين في الإمارات تنافسي إلى حدٍ كبير جداً وذلك بسبب وجود عدد كبير من الشركات بما يفوق طاقة السوق، وهو ما سبب ضغطاً على الأسعار.

وأوضح أن 4 شركات لديها 70 % من الأقساط، وعلى رأسها أورينت ثم أبوظبي الوطنية للتأمين، وشركة سكون، ودبي للتأمين، ويتوزع باقي الأقساط البالغ 30% على باقي شركات التأمين، وهذا ما أوجد منافسة كبيرة وحرب أسعار.

ونوه إلى أن عدداً من الشركات في القطاع لديه مشاكل في الملاءة المالية، وخسائر أيضاً، وفي معظمها خسائر فنية، بالإضافة إلى أن رؤوس الأموال صغيرة، مشيراً إلى أن الحل يكمن بدفع هذه الشركات للاندماج، وذلك عن طريق زيادة الحد الأدنى لرأس مال الشركات، والذي يبلغ حالياً 100 مليون درهم، ومن المناسب الآن رفعه إلى 300 مليون أولاً ثم 500 مليون في السنوات القادمة، فالحل السريع يكمن في تقليل عدد الشركات العاملة بالسوق عبر دفعها للاندماج أو الدخول باستحواذات.

وحول إدخال الذكاء الاصطناعي في الشركة، قال إن أورينت للتأمين تعمل على تعيين مدير ذكاء اصطناعي في الشركة، حيث حصلت على 50 رخصة ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت، ولدى الشركة إيمانٌ بالتحول للذكاء الاصطناعي، وستطبقه في كثير من المجالات، فهي على سبيل المثال ستستبدل مركز الاتصال بمنظومة ذكاء اصطناعي، وستطبق الذكاء الاصطناعي بالعمليات والمبيعات والدوائر الفنية والمطالبات.

وقال الرئيس التنفيذي إن أورينت لديها خطة طموحة للتوطين، وقد ارتفع عدد المواطنين الإماراتيين الموظفين بالشركة إلى 140 موظفاً وموظفة، وتعمل مع مجموعة الفطيم (ملاك الشركة) لرفع مستوى التوطين لا سيما في المناصب القيادية.

وأعرب الأمين عن أمله بإنشاء شركة إعادة تأمين كبرى، برأسمال ضخم، بحيث تكون خطوة كبيرة وفريدة، منوهاً إلى أن هناك نقاشاً حول الموضوع ولا زال في بداياته، حيث تفتقر السوق لشركات إعادة تأمين كبرى، ما يضطر الشركات للجوء لشركات بأسواق خارجية.