في الوقت الذي يشدد فيه منظمو كرة القدم الإنجليزية اللوائح الخاصة برعاية الفرق الرياضية، وهو أمر من شأنه اقتطاع جزء رئيسي من دخل الأندية في إنجلترا، استمر تدفق الأموال إليها عبر صناعة العملات المشفرة.
ووفقًا لبيانات شركة "سبورت كويك- SportQuake" للاستشارات المتعلقة بعقود الرعاية الرياضية، أنفقت شركات التشفير (العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال والبلوك تشين) مبلغًا قياسيًا قدره 130 مليون جنيه إسترليني (170 مليون دولار) على صفقات رعاية مع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الجاري.
ومن المرجح أن يزيد هذا المبلغ، مع الإعلان عن المزيد من الشراكات غالبًا خلال الموسم، ويعكس هذا الاهتمام تعافي السوق بعد انهيار مجموعة من شركات الأصول الرقمية في عام 2022 وانخفاض قيم العملات المشفرة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية
وفي أعقاب هذا الانهيار الذي يعد دعاية سلبية، فإن الارتباط مع كرة القدم هو محاولة لإعادة بناء العلامات التجارية (وإضفاء الشرعية)، خاصة بين عملاء التجزئة المنزعجين من الفضائح البارزة وقصص الازدهار والانهيار المفاجئ.
ماذا حدث؟
- بالنسبة لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي تكافح بسب القيود المشددة (تستهدف بالأساس شركات المراهنة)، فإن الأموال المتدفقة من قطاع العملات المشفرة هي فرصة لتأمين مصدر جديد للدخل.
- في عام 2019، كُشف لأول مرة عن قاعدة "صافرة إلى صافرة" التي تمنع إعلانات المراهنة على شاشة التلفزيون أثناء المباريات، ومن منتصف عام 2026، سيُطلب من الأندية الامتناع عن وضع شعارات شركات المراهنات على واجهة قمصان الفرق.
- يقول "دانييل ماكدونا"، الشريك في شركة المحاماة البريطانية "تشارلز راسل سبيتشليز": "كان هناك تحول حقيقي نحو الحد من رعاية هذه الشركات، وكان هناك حافز بشكل عام لفرق كرة القدم للبدء في البحث عن فئات جديدة من الرعاية".
- تحدث صفقات كبيرة أيضًا في جميع أنحاء أوروبا، مع ارتباط العديد من الشركات بدوريات كرة القدم لأول مرة، ويشمل ذلك الشركاء الجدد لبورصة العملات المشفرة "كراكن- Kraken" في 2024، والتي ترعى توتنهام وأتلتيكو مدريد ولايبزيغ.
- شركة "كريبتو دوت كوم- Crypto.com"، التي تمتلك حقوق الاسم لسباق الجائزة الكبرى "فورمولا وان" في ميامي، أعلنت في أغسطس أنها سترعى بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم حتى عام 2027.
- أما "أوككس- OKX"، وهي بورصة أخرى للعملات المشفرة، فمددت في العام الماضي صفقة مع مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي الممتاز.
- يأتي ذلك أيضًا بعدما تغيرت اللوائح البريطانية المتعلقة بالعملات المشفرة في السنوات الأخيرة، ومع تشديد القواعد المتعلقة بالتسويق في عام 2023.
إنفاق شركات التشفير على رعاية كرة القدم في إنجلترا |
|
الموسم |
حجم الإنفاق (مليون دولار) |
2020/ 21 |
18.0 |
2021/ 22 |
57.0 |
2022/ 23 |
164.0 |
2023/ 24 |
133.0 |
2024/ 25 |
170.0 |
ماذا تغير؟
- في الصفقات الرياضية، ينصب التركيز على الترويج للعلامة التجارية على نطاق واسع مثل شعارات الشركات والأسماء على لافتات الملعب والملصقات داخل الاستاد وملابس الفريق.
- الرموز غير القابلة للاستبدال (وهي مقتنيات رقمية مخزنة على شبكة بلوكتشين) معفاة من قواعد الترويج في المملكة المتحدة، ويمكن للرعاة أن يصبحوا "شركاء تشفير" للأندية، ما يوفر وصولًا إلى مسابقات ومحتويات حصرية للترويج من خلالها.
- يقول "مات هاوس"، الرئيس التنفيذي لشركة "سبورت كويك"، إنه كان هناك بعض الحذر بشأن الصفقات في الماضي بسبب الإجراءات التنظيمية الصارمة، لكن هذا تغير والشركات "مرتاحة بشأن ما يمكنها فعله".
- يضيف "هاوس" أن العلامات التجارية لشركات العملات المشفرة وغيرها في هذا القطاع تقول له: "سنستخدم الدوري الإنجليزي الممتاز فقط للترويج لرسالة العلامة التجارية، فيما لا ندفع برسائل مباشرة للمبيعات".
- مع ذلك، فإن التعامل مع شركات التشفير ليس خاليًا من المخاطر، فمثلًا شركة "سوراري- Sorare" الفرنسية للرموز غير القابلة للاستبدال، والتي أبرمت صفقة مدتها أربع سنوات مع رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز في 2023، تتعرض للملاحقة من قبل المنظمين بتهمة تقديم خدمات غير مرخصة.
- كما تؤثر التقلبات والفضائح التي منيت بها صناعة العملات المشفرة على شروط الشراكات في عالم كرة القدم، ففي حين أن الرعاة من القطاعات الأقدم أو الأفضل سمعة يدفعون ثمن الصفقات بشكل تدريجي، فمن الشائع أن يُطلب من الرعاة الجدد الدفع مقدمًا.
ما مصلحة صناعة التشفير؟
- قد تتضمن العقود أيضًا بنودًا نمطية حول الضرر الكبير للسمعة، ما يسمح للأندية بالتراجع عن الاتفاق إذا تأثرت مكانة الشركة الراعية، ولحماية أنفسهم بشكل أكبر، يمكن لحاملي الحقوق طلب خطاب اعتماد، أو ضمان من بنك أو شركة أم لتأمين الصفقة.
- لكن على أي حال، مع حدوث فراغ في إيرادات الرعاية بسبب تشديد اللوائح، تثبت شركات الشفير أنها قادرة على الترقي والاستفادة من الفرصة السانحة، مع توفير شريان حياة جديد للأندية التي يواجه بعضها صعوبات في تأمين مصادر الدخل.
- تاريخيًا، فضلت شركات التشفير إنفاق الأموال على صفقات أكبر في رياضات مثل "الفورمولا وان"، حيث كانت إمكانية الوصول إلى الأفراد ذوي الثروات الضخمة أكبر بكثير.
- لكن بعد عامين من الاضطرابات في الصناعة، وفيما تبحث الشركات عن طرق لدفع علاماتها التجارية نحو العالمية، أصبحت التكاليف المنخفضة في كرة القدم أكثر جاذبية.
- وقعت شركة "أركام إنتلجنس- Arkham Intelligence" لتحليل البيانات المرتبطة بالعملات المشفرة و"بلوك تشين"، صفقة لمدة موسمين مع نادي "جالطة سراي" التركي في يوليو، حيث تنفق 1.8 مليون يورو (مليوني دولار) لكل موسم، نظير وضع شعارها على أكمام قمصان اللاعبين.
- يقول رئيس الشركة "ميغيل موريل" إنها "طريقة رخيصة وفعالة" لاختبار السوق، وإذا نجحت، فستفكر "أركام" في إنفاق المزيد للحصول على مكانة مميزة.
- "عندما تغوص بقدميك في السوق، ترى أن كرة القدم توفر قيمة كبيرة حقًا من حيث عدد الأشخاص المهتمين للغاية بالرياضة مقابل مقدار المال"، أو هكذا يرى "موريل" على الأقل، فهل تثبت الشراكة بين كرة القدم وصناعة التشفير أنها كانت مربحة للطرفين؟
المصدر: بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}