نبض أرقام
05:41 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/05
2024/12/04

عواصف السياسة في كوريا .. كيف ستؤذي رياحها العالم؟

2024/12/04 أرقام - خاص

مع توارد أنباء التوتر السياسي الذي شهدته كوريا الجنوبية، يترقب الكثيرون التبعات التي يمكن أن تلحق بالبلاد في حال تصاعده، والآثار الاقتصادية في حال استمراره، ومدى تأثيرها على الأسواق العالمية.

 

وتشير المؤشرات المبدئية إلى أن هذا التوتر قد لا يستمر طويلًا، خاصة بعد إلغاء الرئيس الكوري الجنوبي "يون سوك يول" الأحكام العرفية التي أعلنها قبل ساعات قليلة، بعد تصويت البرلمان ضد هذا الإجراء.

 

 

إلا أنه في حال تصاعد الأحداث بشكل غير متوقع، خاصة مع مطالبة المعارضة بتنحي رئيس البلاد واستقالة عدد من كبار معاوني الرئيس بالفعل، فإن الأسواق العالمية قد تشهد هزة قوية نظرًا للمكانة الاقتصادية التي تتمتع بها كوريا الجنوبية.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

وبالإضافة لاحتضانها العديد من الشركات ذات الثقل في العالم، مثل سامسونج وهونداي، تُعَد كوريا الجنوبية موردًا رئيسيًا للرقائق التي أصبحت تدخل في كثير من الصناعات مثل أجهزة الهاتف والسيارات والأجهزة المنزلية.

 

تفاصيل التوتر السياسي في كوريا

 

وفي وقت سابق أمس أعلن "سوك يول" الأحكام العرفية للقضاء على ما أسماه بـ"القوات المعادية للدولة" بين معارضيه، لكن أعضاء البرلمان الغاضبين رفضوا القرار، في أكبر أزمة سياسية تشهدها كوريا الجنوبية في عقود.

 

وفي غضون 3 ساعات من إعلان الأحكام العرفية، صوَّت 190 مشرعًا في البرلمان من بين 300 ضد القرار، الذي قال يون إنه يستهدف خصومه السياسيين، كما أن الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس الكوري دعا هو الآخر إلى إلغاء هذا الإعلان.

 

وينص القانون في كوريا الجنوبية على وجوب إلغاء الرئيس للأحكام العرفية على الفور إذا صوَّت البرلمان بالأغلبية على ذلك.

 

وأدى إعلان إلغاء الأحكام العرفية إلى تقليص العملة المحلية لخسائرها، بعد أن شهدت موجة هبوطية أمام الدولار عقب إعلان الأحكام العرفية، أدت إلى أن تفقد أكثر من 2% من قيمتها، وتسجيلها أدنى مستوى لها في أكثر من عامين.

 

وأحدثت الأزمة في كوريا الجنوبية حالة قلق عالمية، فهي من أكبر اقتصادات آسيا، ولم تشهد أي توترات سياسية منذ ثمانينيات القرن الماضي، كما تُعَد حليفًا قويًا للولايات المتحدة.

 

وقال "كيرت كامبل" نائب وزير الخارجية الأمريكي، في وقت سابق، إن الولايات المتحدة تراقب الأحداث في كوريا الجنوبية "بقلق بالغ"، وتأمل في حل أي نزاعات سياسية سلميًّا ووفقًا لسيادة القانون.

 

وبعد إعلان يون الأحكام العرفية في خطاب بثه التلفزيون، قال الجيش إن أنشطة البرلمان والأحزاب السياسية سيجري حظرها، وإن وسائل الإعلام ودور النشر ستخضع لسيطرة قيادة الأحكام العرفية.

 

وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1980 التي تُعلن فيها الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.

 

لا تزال هناك مخاوف من تصاعد التوتر السياسي في كوريا الجنوبية، إذ تتزايد حاليًا الأصوات المطالبة باستقالة رئيس البلاد، وأعلنت أكبر مجموعة نقابية عمالية في كوريا الجنوبية إضرابًا مفتوحًا حتى استقالة "يون".

 

 

ودعا الحزب الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، الرئيس يون، الذي يشغل منصبه منذ 2022، إلى الاستقالة أو مواجهة المساءلة بسبب إعلان الأحكام العرفية، وهو الأول في كوريا الجنوبية منذ عام 1980.
 

ويمكن للجمعية الوطنية عزل الرئيس إذا صوَّت أكثر من ثلثي المشرعين لصالح ذلك، ثم تَعقِد المحكمة الدستورية محاكمة، ويمكن أن تؤكد ذلك بتصويت ستة من القضاة التسعة.

 

ويسيطر حزب يون على 108 مقاعد في الهيئة التشريعية المكونة من 300 عضو.

 

وحثت السفارة الأمريكية المواطنين الأمريكيين في كوريا الجنوبية على تجنب المناطق التي تشهد احتجاجات، بينما نصحت عدة شركات كبرى الموظفين بالعمل من المنزل.

 

لماذا يقلق العالم بشأن أحداث كوريا الجنوبية؟

 

رغم أن تلك الأحداث لم تستمر إلا لفترة محدودة، فإن الأوساط الاقتصادية انتابها الكثير من القلق بشأن ما جرى هناك، وسط مخاوف من تصاعد الأحداث.

 

فكوريا الجنوبية تُعَد واحدة من أهم الاقتصادات في العالم، إذ تحتل المرتبة الـ13 عالميًا من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لعام 2024، والذي يُقدر بنحو 1.67 تريليون دولار أمريكي.

 

هذا الرقم يجعلها رائدة على مستوى آسيا، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا والإلكترونيات، إذ تُعَد أحد أكبر مُصدِّري الرقائق ومنتجات التقنية المتطورة.

 

ترتيب الدول الرائدة في إنتاج الرقائق عالميًا وفقًا لبيانات 2023

الترتيب

 

الدولة

 

الحصة السوقية من السوق العالمية

 

عدد المصانع

1

 

تايوان

 

%44

 

80

2

 

الصين

 

%31

 

81

3

 

كوريا الجنوبية

 

%6

 

15

4

 

الولايات المتحدة

 

%5

 

95

5

 

اليابان

 

%3

 

103

 

وتُعد كوريا الجنوبية من كبار المصدرين عالميًا، إذ يشكل قطاع الإلكترونيات نحو 35% من إجمالي صادراتها، ما يجعلها محورية في سلسلة توريد الإلكترونيات العالمية.

 

وجاء قطاع البتروكيماويات في المرتبة الثانية، إذ شكَّل نحو 8.7% من تلك الصادرات، ثم السيارات بنسبة 7.39%.

 

وبحسب بيانات عام 2022، استحوذت الصين على خُمس الصادرات الكورية، فيما كانت الولايات المتحدة واليابان مقصدًا لنحو 16% و4.3% على التوالي من تلك الصادرات.

 

ورغم أن بورصة كوريا الجنوبية لم تشهد أي تأثر خلال تعاملات أمس بالإعلان، نظرًا لأنه جاء بعد غلق السوق، فإن أسهم الشركات الكورية تراجعت في البورصة الأمريكية بسبب المخاوف من استمرار عدم الاستقرار السياسي.

 

وانخفض صندوق آيشيرز إم إس سي آي الذي يتتبع أكثر من 90 شركة كبيرة ومتوسطة الحجم في كوريا الجنوبية، بنسبة 7% ليصل إلى أدنى مستوى له في 52 أسبوعًا.

 

وخفّض الصندوق خسائره إلى نحو 2.4%، بعد أن صوَّت المشرعون في الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية على إلغاء مرسوم الأحكام العرفية.

 

كما تراجع سهم شركة التجارة الإلكترونية الكورية العملاقة كوبانج بنحو 6%، فيما هبط سهم  شركة كي تي، المعروفة سابقًا باسم كوريا تليكوم، بنسبة 3%، كما انخفض سهم شركة تصنيع الفولاذ الكروية "بوسكو" بأكثر من 6%.

 

 

وخلال تعاملات صباح اليوم الأربعاء انخفض سهم كيه إس بنسبة 2% كما هبط سهم سامسونج إلكترونيكس بنسبة 1.31%.

 

وتراجع مؤشر كوسبي القياسي في بورصة كوريا الجنوبية بنحو 2%، مما رفع خسائره منذ بداية العام إلى أكثر من 7%، ما يجعله أسوأ الأسواق الآسيوية الرئيسة أداءً هذا العام.

 

وأعلنت وزارة المالية في كوريا الجنوبية يوم الأربعاء أنها مستعدة لنشر سيولة "غير محدودة" في الأسواق المالية إذا لزم الأمر، وسط مخاوف من أن يؤثر التوتر السياسي في البلاد على قيمة العملة المحلية وأداء البورصة.

 

جاء الإعلان بعد أن عقد وزير المالية "تشوي سانج موك" ومحافظ بنك كوريا "ري تشانج يونج" اجتماعًا طارئًا أثناء الليل.

 

وقالت الحكومة في بيان إن جميع الأسواق المالية وأسواق الصرف الأجنبي وكذلك أسواق الأسهم ستعمل بشكل طبيعي.

 

وأفادت بأنها ستضخ "سيولة غير محدودة في الأسهم والسندات وسوق النقد قصيرة الأجل وكذلك سوق الصرف الأجنبي في الوقت الحالي، حتى تعود إلى طبيعتها بالكامل".

 

ثقل شركات كوريا الجنوبية في الأسواق العالمية

 

تتمتع الشركات الكورية بمكانة مرموقة في الأسواق العالمية، كما أن لها دورًا رئيسيًا في تلك الأسواق بفضل ريادتها في قطاعات مثل التكنولوجيا، والسيارات، والكيماويات.

 

ففي قطاع التكنولوجيا على سبيل المثال هناك شركة سامسونج للإلكترونيات، التي تُعَد أكبر شركة تقنية في كوريا الجنوبية وواحدة من أكثر العلامات التجارية شهرة عالميًا.

 

 

وتتصدر سوق الهواتف الذكية عالميًا، وتُعَد منافسًا شرسًا لشركة أبل الأمريكية، كما تسيطر سامسونج على سوق الأجهزة المنزلية المتطورة، خاصة شاشات التلفاز.

 

كما أنها رائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، وتأتي في المرتبة الأولى عالميًا في هذا القطاع.

 

وتوجد أيضًا شركة إل جي للإلكترونيات ثاني أكبر شركة تقنية في كوريا الجنوبية، المعروفة بمنتجاتها الرائدة في مجالات التلفزيونات، والأجهزة المنزلية، وتقنيات الطاقة المتجددة.

 

وبالنسبة لقطاع الرقائق الذي يشكل العمود الفقري للتكنولوجيا، فبجانب سامسونج توجد شركة إس كيه هاينيكس ثاني أكبر منتج عالمي للذاكرة.

 

وتُعد رقائق هذه الشركات أساسًا للتكنولوجيا الحديثة، إذ تُستخدم في الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، ومراكز البيانات.

 

أكبر شركات كوريا الجنوبية من حيث القيمة السوقية (وفقًا لبيانات عام 2024)

الترتيب

 

الشركة

 

القيمة السوقية

(بالمليار دولار)

1

 

سامسونج إلكترونيكس

 

278

2

 

إس كيه هاينيكس

 

87.3

3

 

إل جي إنرجي سيليوشين

 

68

4

 

هونداي موتور

 

39.5

5

 

كيا كوربوريشن

 

27.3

 

أما في قطاع السيارات، فتتصدر شركتا هيونداي موتور وكيا التابعة لها، مع احتلالهما المرتبة الخامسة عالميًا من حيث مبيعات السيارات، ومن المتوقع أن تصل مبيعاتهما خلال العام الحالي إلى نحو 7.4 مليون سيارة.

 

وتُعرف سياراتهما بالجودة العالية، والتكنولوجيا المتقدمة، والأسعار التنافسية، كما تستثمر الشركتان بشكل كبير في تطوير السيارات الكهربائية والهجينة، وتتنافسان مع عمالقة الصناعة مثل تسلا.

 

قطاع الطاقة والكيماويات يوجد هو الآخر بقوة في كوريا الجنوبية عبر عدة شركات، مثل إل جي للكيماويات وهي واحدة من أكبر الشركات المنتجة للبطاريات الكهربائية في العالم.

 

كما تُعد المزود الأساسي لبطاريات السيارات الكهربائية لشركات مثل تسلا وجنرال موتورز.

 

 

وهناك أيضًا شركة إس كيه إنوفيشين التي تُدير مشاريع كبرى في مجالات الطاقة والكيماويات، ورائدة في مجال تطوير بطاريات الليثيوم أيون.

 

ومن بين القطاعات القوية في كوريا الجنوبية قطاع الشحن وبناء السفن، فهي واحدة من أكبر الدول المُصنّعة للسفن في العالم.

 

وتحتل شركات مثل هيونداي للصناعات الثقيلة وسامسونج للصناعات البحرية والهندسية مكانة ريادية في بناء السفن العملاقة ومنصات النفط.

 

المصادر: أرقام- رويترز- صندوق النقد الدولي- منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)- ورلد بوبوليشين رفيو- سي إيه أو ورلد

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.