نبض أرقام
12:17 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/01/07

كتاب معيار البيتكوين: كيف تطورت النقود عبر الزمن؟

2025/01/04 أرقام

- يُعدّ كتاب "معيار البيتكوين" بمثابة نافذة ثاقبة تُطلّ على تطور النقود عبر التاريخ، مُتتبّعًا مسارها من استخدام أحجار الراي والذهب، مرورًا بالعملات الورقية، وصولًا إلى العملات الرقمية كالبيتكوين.

 

- يُقدّم الكاتبُ والخبيرُ الاقتصادي سيف الدين عمّوس، بأسلوب يمزج بين الاقتصاد والهندسة، رؤية شاملة حول ماهية المال وكيف يخدم المجتمع من خلال وظائفه الأساسية: كوسيلة للتبادل، ومخزن للقيمة، ووحدة للقياس.

 

النقود: من الوظيفة إلى التطور

 

 

- يهدف المؤلف إلى تحليل ماهية المال من خلال فهم المشكلات التي يسعى إلى حلها، مبيّنًا أن النقود السليمة تمتاز بخصائص تجعلها قابلة للتداول عبر الزمان والمكان والقيمة، ممّا يضمن استقرار قيمتها وقدرتها على حفظ الثروة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- ومن خلال أمثلة تاريخية، بدءًا من أحجار الراي المستخدمة في جزيرة ياب، مرورًا بالذهب، وصولًا إلى العملات الورقية، يُظهر الكتاب كيف أن النقود التي يَسهُل إنتاجها، كالعملات الرخيصة أو المعرّضة للتضخم بسهولة، تفقد قيمتها بسرعة، وتؤدي إلى أزمات اقتصادية واجتماعية.

 

عندما تفقد النقود قيمتها

 

- يورد المؤلّف أمثلة تاريخية تُبيّن كيف تفقد العملات قيمتها عند تدهور نسبة المخزون إلى التدفق النقدي، على غرار ما جرى مع انهيار البوليفار الفنزويلي.

 

- يشير الكاتب إلى أن مساعي الحكومات للسيطرة على الاقتصادات عن طريق طبع المزيد من النقود وسنّ قوانين لتحديد الأسعار غالبًا ما تُفضي إلى تضخّم جامح واضطرابات اجتماعية، كما وقع في الإمبراطورية الرومانية.

 

الذهب: معيار النقد الصلب

 

 

- يتناول المؤلف نظام معيار الذهب، الذي ارتكز على اعتبار الذهب عملة عالمية تتميز بالاستقرار. وعلى الرغم من أنه أرسى دعائم استقرار نسبي لفترة طويلة، إلا أن تمركز احتياطيات الذهب جعله عُرضة لتلاعب البنوك المركزية والحكومات.

 

- أفضى هذا الأمر إلى استبداله بنظام نقدي يعتمد على العملات الورقية، وهو ما يراه المؤلف تحولًا نحو نقود أقل صلابة وأضعف في حفظ الثروة.

 

البيتكوين: الوريث الجديد للنقد

 

- يُقدّم هذا الكتابُ عملةَ البيتكوين بوصفها بديلاً عصريًا للنقود، وذلك لما تتمتع به من خصائص، أبرزُها عدم قابليتها للتضخم، وصعوبةُ استحداث وحدات جديدة منها، بفضل بنيتها التقنية القائمة على عملية التعدين.

 

- ويرى المؤلّفُ في هذه العملة فرصةً سانحة لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي، على نحوٍ يُفضي إلى مزيدٍ من الاستقرار في قيم العملات، ويَمنحُ الأفرادَ استقلالاً عن الأنظمة النقدية المركزية.

 

- نظرًا للتقلبات الاقتصادية الراهنة والسياسات المالية المُتّبعة، يطرح البيتكوين نفسه كخيار بديل يتميز بالاستقلالية والشفافية.

 

- ويرى عمّوس أن البيتكوين قد يشكّل حلًا ناجعًا للتصدي للمشكلات الناجمة عن التضخم والتدخل الحكومي المُفرط في الأنظمة النقدية.

 

إعادة تعريف العلاقة مع المال

 

 

- يدعو عمّوس إلى إدراك أعمق لدور النقود، لا بوصفها مجرد وسيلة للتبادل فحسب، بل كعنصر جوهري يحدد استقرار المجتمعات وازدهارها.

 

- ويُبيّن أن النقود السليمة - سواء اتخذت شكل الذهب أو البيتكوين - توفر أساسًا أكثر صلابة للتجارة والاستثمار وتكوين الثروات، مقارنةً بالنقود الورقية المعرضة للتلاعب.

 

- يُشدّد المؤلّف على أهمية التثقيف المالي والتوعية الاقتصادية، محذرًا من أن الأجيال الجديدة قد تقع ضحية للأنظمة النقدية غير المستدامة نتيجة لقصور فهمها لطبيعة النقود.

 

التدخل الحكومي في النظام النقدي

 

- يشير عموس إلى إغفال الحكومات لتكاليف الفرصة البديلة عند اتخاذ القرارات الاقتصادية، الأمر الذي يجعل التلاعب بالعملة أداة شائعة في السياسات التجارية.

 

- تهدف هذه السياسات إلى تخفيض قيمة العملة بهدف تحفيز الصادرات، إلا أنها تفضي إلى عواقب وخيمة، كازدياد النزعة القومية الاقتصادية وإقامة الحواجز التجارية.

 

- تُظهر هذه المرحلة الانتقال من نظام عالمي موحد قائم على معيار الذهب إلى حالة من التشرذم الاقتصادي تهيمن عليها قيادات شعبوية تستخدم النقد لخدمة مصالح آنية، كتمويل الحملات الانتخابية.

 

نهاية معيار الذهب وبداية الفوضى النقدية

 

- تسبّب التخلي عن معيار الذهب في حدوث اختلالات هيكلية في الاقتصاد العالمي، إذْ باتت العملات العائمة عاجزة عن توفير استقرارٍ راسخ.

 

- سعى صندوق النقد الدولي إلى إدارة هذه الفوضى من خلال الحفاظ على أسعار صرف ثابتة نسبيًا، لكنّ هذه المهمة أثبتت استحالتها في غياب معيار نقدي عالمي مُلزِم.

 

- في ظل هذا النظام، تمكّنت الولايات المتحدة من استغلال مكانة الدولار بوصفه العملة الاحتياطية العالمية، ما سمح لها بتمويل العجز دون تبعات فورية تُذكر.

 

الاستهلاك بدلاً من الادخار: إرث القرن العشرين

 

 

- يُنبّه المؤلف إلى أن تآكل قيمة المال بفعل التضخم يدفع الأفراد إلى زيادة الاستهلاك وتقليل الادخار، الأمر الذي ينعكس سلبًا على الإنتاجية ورأس المال.

 

- يصبح المجتمع أكثر انشغالًا بالحاضر على حساب المستقبل، ما يُفضي إلى ظهور ظواهر سلبية كالركود الاقتصادي وتدهور الأجور الحقيقية.

 

- يربط المؤلف بين التدمير المُمنهج لقيمة العملة السليمة وانتشار الفكر الكينزي، الذي جعل من الاستهلاك المُفرط محورًا أساسيًا للسياسات الاقتصادية.

 

- فمن خلال تشجيع الاقتراض وتسهيل الإقراض، تحوّل النظام النقدي إلى أداة تُعزّز الإنفاق الآني على حساب الادخار والاستثمار على المدى الطويل.

 

السياسات النقدية: لعبة خفض العملة وأثرها الجيوسياسي

 

- تتسابق حكومات العالم على تخفيض قيمة عملاتها سعيًا لإنعاش صادراتها وزيادة ناتجها المحلي الإجمالي، متبادلةً الاتهامات بالتلاعب "غير المنصف" بالعملة. يُفضي هذا المسعى إلى إفقار المواطنين في دوامة انحدار اقتصادي حاد.

 

- في غمرة هذا التنافس المحموم، تتحول قيمة العملات إلى أداة جيوسياسية، حيث تسعى الدول إلى التفاوض على مستويات مقبولة من تخفيض قيمة العملة عبر القمم الاقتصادية.

 

- في هذا المعترك، تجني المؤسسات المالية الكبرى أرباحًا طائلة من خلال إنشاء سوق صرف أجنبي يومي تتجاوز معاملاته تريليونات الدولارات.

 

- ومع ذلك، تبقى هذه الديناميكية بعيدة المنال عن تحقيق مكاسب اقتصادية شاملة ومستدامة.

 

البيتكوين: من شبكة دفع إلى عملة احتياطية رقمية

 

 

- يتبوأ البيتكوين مكانة متنامية ليغدو أصلًا احتياطيًا على غرار الذهب، مع التركيز على تعزيز قيمة المعاملات الفردية بدلًا من زيادة عددها الإجمالي.

 

- وتتجلى ميزة البيتكوين في قدرته على الاحتفاظ بالقيمة على المدى البعيد، ما يُرسّخ هيمنته كعملة رقمية لا تخضع لسلطة مركزية.

 

نظام التحقق: إنهاء الثقة المطلقة

 

- يتميز نظام البيتكوين بإنشاء سجل حسابات رقمي محكم غير قابل للتزوير، يعتمد اعتمادًا كليًا على آليات التحقق الرياضي المعقدة.

 

- يكفل هذا النظام أمن المعاملات دون الحاجة إلى الوثوق بأي طرف خارجي أو وسيط، مما يجعل البيتكوين وسيلة فريدة لإجراء معاملات اقتصادية ذات موثوقية عالية.

 

رسالة الكتاب

 

- يُعد كتاب "معيار البيتكوين" بمثابة تحذير من نظام اقتصادي هشّ يعتمد على التوسع النقدي وانتهاج سياسات قصيرة النظر.

 

- ويدعو المؤلّف إلى العودة إلى نظام نقدي أكثر استقرارًا، كنظام معيار الذهب أو البيتكوين، بوصفه السبيل الوحيد لتحقيق استقرار اقتصادي عالمي وحماية الثروات من براثن التضخم والسياسات غير الرشيدة.

 

المصدر: وايز ووردز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.