نبض أرقام
04:08 م
توقيت مكة المكرمة

2025/01/20
2025/01/19

بعد المكاسب القوية .. هل تستطيع عملة ترامب المشفرة منافسة البيتكوين؟

07:56 ص (بتوقيت مكة) أرقام - خاص

ساعات قليلة تفصلنا عن حفل التنصيب الرسمي للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي يبدو أنه احتفل بهذا الحدث بطريقته الخاصة بعدما أعلن يوم الجمعة عن إطلاق عملة مشفرة سُمّيت بـ"دولار ترامب".

 

وقدّم ترامب في رسالة نُشرت على شبكته الاجتماعية "تروث سوشل" وعلى منصة "إكس" هذه العملة الرقمية الجديدة، واصفًا إياها بأنها "عملة ميم".

 

 

وتشير عملة الميم إلى نوع من العملات المشفرة التي ترتكز على الحماس الشعبي حول شخصية، أو حركة أو ظاهرة تلقى رواجا على الإنترنت.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

يأتي هذا في وقت يشهد سوق العملات الرقمية تحولات كبيرة خاصة مع تنصيب "ترامب"، الذي أعرب عن دعمه القوي للأصول الرقمية.

 

ومؤخرًا سجلت البيتكوين مكاسب كبيرة، حيث يتم تداولها حاليًا عند مستوى يتجاوز 100 ألف دولار.

 

ومع ذلك، فإن إدخال عملة الميم الجديدة (دولار ترامب) يثير تساؤلات حول تأثيرها المحتمل على هيمنة البيتكوين.

 

هل هي منافس حقيقي للبيتكوين؟

 

يبدو أن عالم العملات الرقمية على وشك مواجهة مزيد من المنافسة، بعد المكاسب القوية التي حققتها البيتكوين وأخواتها خلال الأشهر القليلة الماضية بشكل فاق التوقعات، مما قد يدفع العديد من المستثمرين لدخول هذا السوق.

 

ومع ظهور عملة ترامب المشفرة على الساحة، تساءل الكثيرون هل ستتمكن هذه العملة الجديدة من منافسة الملكة المتوجة على عرش العملات الرقمية؟

 

حماسة المتسائلين جاءت مدفوعة بالمكاسب القوية التي حققتها عملة ترامب الرقمية والتي تضاعف سعرها منذ إطلاقها عدة مرات ليصل إلى أكثر من 70 دولارًا، فيما بلغ حجم التداول 24 مليار دولار صباح يوم الأحد وسجلت القيمة السوقية أكثر من 14 مليار دولار.

 

أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية وفقا لبيانات يوم الأحد

الترتيب

 

اسم العملة

 

القيمة السوقية

(بالمليار دولار)

1

 

البيتكوين

 

1995

2

 

إيثريوم

 

387

3

 

إكس آر بي

 

168

4

 

تيثر

 

138

5

 

سولانا

 

118

6

 

بي إن بي

 

98

7

 

دوكجوين

 

52

 

لكن مسألة أن تنافس العملة المشفرة الجديدة البيتكوين هو محل شك، إذ غالبًا ما تكون عملة ميم عرضة لتقلبات الأسعار والانهيارات حيث لا تكون لها فائدة متأصلة.

 

فعلى سبيل المثال هوت عملة "فتاة هوك توا" بـ 95% بعد وقت قصير من إطلاقها الشهر الماضي، وانخفضت من 500 مليون دولار في القيمة السوقية إلى 25 مليون دولار.

 

وقدم المستثمرون شكاوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات بشأن التداول المتعلق بتلك العملة.

 

وعادة ما تُستخدم عملات الميم من قبل المحتالين الذين يتطلعون إلى تحقيق ثروة سريعة على حساب المستثمرين غير الحذرين.

 

 

وكان مجتمع العملات المشفرة يترقب بفارغ الصبر ولاية "ترامب" الثانية، بعدما زعم أنه ينوي جعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة على هذا الكوكب"، وسط توقعات بتأسيس بيئات تنظيمية داعمة لتلك العملات.

 

ورشح الرئيس المنتخب "بول أتكينز" لشغل منصب رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة، وهو متحمس معروف للعملات المشفرة والذي شغل منصب الرئيس المشارك لمجموعة الدفاع عن العملات المشفرة منذ عام 2017.

 

كما وعد "ترامب" بإصدار أمر تنفيذي بمجرد توليه منصبه لإنشاء مجلس استشاري للعملات المشفرة يضم ما يصل إلى 20 عضوًا.

 

ليست فرصة استثمارية

 

وبشكل عام، تثير الطبيعة المضاربية للأصول المشفرة مخاوف بشأن فقاعة محتملة، حيث يعمل التأييد السياسي والدعم على تضخيم أسعار الأصول إلى ما هو أبعد من القيم الأساسية بما يشكل مخاطر كبيرة على المستثمرين.

 

وكتبت "لاريسا ياروفايا"، الأستاذة المساعدة في كلية ساوثهامبتون للأعمال، لصحيفة الجارديان هذا الشهر أن التأييد السياسي والحكومي القوي للعملات المشفرة قد يقوض في نهاية المطاف جاذبية الأصول المشفرة.

 

وأضافت أنه "إذا غضت لجنة الأوراق المالية والبورصات الطرف في عام 2025، فقد يصبح المستهلكون غير محميين من الخسائر المالية، خاصة عندما تنفجر فقاعة جديدة لعملة ميم أخرى".

 

ووفقًا لموقع عملة ترامب الحديثة، جرى إصدار حوالي 200 مليون من الرموز الرقمية من هذه العملة فيما سيصدر 800 مليون أخرى في السنوات الثلاث المقبلة.

 

 

وتضمن موقع عملة الميم إخلاء مسؤولية ينص على: "تهدف ميمات ترامب إلى العمل كوسيلة للتعبير عن الدعم والمشاركة للمثل العليا والمعتقدات التي يجسدها الرئيس الأمريكي، ولا يُقصد منها أن تكون فرصة استثمارية أو عقدا استثماريا أو ضمانا من أي نوع".

 

وأشار الموقع إلى أنه ليس سياسيًا ولا علاقة له بأي حملة سياسية أو أي مكتب سياسي أو وكالة حكومية، قائلا: "تحتفل ميم ترامب بزعيم لا يتراجع، بغض النظر عن الصعاب".

 

في المقابل واجه "ترامب" جملة من الانتقادات جراء إطلاقه للعملة المشفرة الجديدة.

 

وقال "نيك توماينو"، أحد المستثمرين في العملات المشفرة، على وسائل التواصل الاجتماعي: "امتلاك ترامب لـ 80% وتوقيت الإطلاق قبل ساعات من التنصيب هو استغلال ومن المرجح أن يتضرر الكثيرون منه".

 

وتشتهر مثل هذه الرموز الرقمية باستخدام المضاربين للضجيج بهدف رفع القيمة قبل البيع عند أعلى سعر في السوق، مما يترك الذين اشتروا تلك الرموز يغرقون في الخسائر مع انهيار سعرها في وقت لاحق.

 

خطط ترامب لدخول البيتكوين ضمن الاحتياطي

 

ويأمل مستثمرو العملات المشفرة أن تعزز إدارة "ترامب" الصناعة في وقت سعت فيه إدارة الرئيس "بايدن" إلى مواجهة تلك الصناعة أثناء ملاحقتها لشركات التشفير بتهم متعلقة بالاحتيال وغسل الأموال.

 

وتبرعت شركات التشفير الرائدة بنحو 10 ملايين دولار إلى صندوق تنصيب "ترامب".

 

وخلال الشهر الماضي جاوزت مسيرة صعود البيتكوين القياسية 107 آلاف دولار بعد أن أكد الرئيس المنتخب أنه يخطط لإنشاء احتياطي استراتيجي أمريكي من البيتكوين مماثل لاحتياطي النفط الاستراتيجي، مما أثار حماس المستثمرين في العملات المشفرة.

 

وعادت البيتكوين والعملات المشفرة إلى دائرة الضوء مع مراهنة المستثمرين على أن إدارة "ترامب" ستدشن بيئة تنظيمية أكثر ودية، مما يعزز الإقبال على الاستثمار بتلك العملات، وبالفعل ارتفع سعر البيتكوين بنحو 150% في عام 2024.

 

وقال لشبكة سي إن بي سي، خلال الشهر الماضي "سنفعل شيئًا رائعًا بالعملات المشفرة لأننا لا نريد الصين أو أي كيان آخر يتبنونها.. نريد أن نكون الرأس".

 

وعندما سُئل عما إذا كان يخطط لبناء احتياطي للعملات المشفرة مشابه لاحتياطيات النفط، قال "ترامب": "نعم، أعتقد ذلك". وقد دعا إلى نفس الشيء في وقت سابق من هذا العام.

 

 

وبحسب مزود البيانات كوين جيكو، فإن الحكومات في جميع أنحاء العالم تمتلك 2.2% من إجمالي المعروض من عملة البيتكوين اعتبارًا من يوليو، حيث تمتلك الولايات المتحدة ما يقرب من 200 ألف وحدة بيتكوين بقيمة تزيد على 20 مليار دولار بالمستويات الحالية.

 

في حين أظهر موقع البيانات بيتكوين ترجيرز أن الصين والمملكة المتحدة وبوتان والسلفادور تمتلك كمية كبيرة من عملة البيتكوين، فيما تدرس دول أخرى احتياطيات استراتيجية من العملات المشفرة.

 

وقال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن" نهاية العام الماضي إن الإدارة الأمريكية الحالية تقوض دور الدولار كعملة احتياطية في الاقتصاد العالمي من خلال استخدامه لأغراض سياسية، مما يجبر العديد من الدول على اللجوء إلى أصول بديلة، بما في ذلك العملات المشفرة.

 

وقال "بوتن": "على سبيل المثال، عملة البيتكوين، من يستطيع حظرها؟ لا أحد".

 

على الجانب الآخر يحذر البعض من هذا الأمر، وأعرب "كريس ويستون"، رئيس قسم الأبحاث في بيبرستون عن اعتقاده بأنه يجب توخي الحذر بشأن الاحتياطي الاستراتيجي من البيتكوين، متوقعًا عدم حدوث ذلك قريبًا.

 

وارتفعت قيمة البيتكوين بأكثر من 50% منذ انتخابات 5 نوفمبر التي شهدت انتخاب ترامب جنبًا إلى جنب مع العديد من المرشحين المؤيدين للعملات المشفرة.

 

كان "ترامب" مترددا في السابق بشأن العملات المشفرة، ولكن في مؤتمر بيتكوين في ناشفيل العام الماضي قال إن أمريكا ستكون "عاصمة التشفير على هذا الكوكب" بمجرد عودته إلى البيت الأبيض.

 

كما أعلن ابناه "إريك" و"دونالد جونيور" عن مشروع تشفير خاص بهما العام الماضي.

 

وتضاعفت القيمة الإجمالية لسوق العملات المشفرة تقريبًا على مدار العام حتى الآن لتصل إلى رقم قياسي يتجاوز 3.8 تريليون دولار، وفقًا لشركة كوينجيكو.

 

 

وشهدت مايكروستراتيجي، وهي مستثمر قوي في أكبر أصول العملات المشفرة في العالم، ارتفاع أسهمها بأكثر من ستة أضعاف خلال العام الماضي، مما رفع قيمتها السوقية إلى ما يقرب من 94 مليار دولار، لتصبح أكبر شركة حاملة للعملة المشفرة.

 

قد تكون عملة ترامب المشفرة ظاهرة جديدة في عالم العملات الرقمية، وحققت مكاسب قوية في الفترة الأخيرة، لكن هناك شكوك حول إمكانية منافستها للعملات المشفرة الثقيلة على غرار البيتكوين، العملة المشفرة الأكثر شهرة واستقرارًا.

 

ولا تزال البيتكوين تتمتع بمكانة رائدة في السوق بفضل شبكتها الواسعة وقيمتها السوقية العالية.

 

في النهاية، المنافسة بين العملات المشفرة تظل مفتوحة ومليئة بالتحديات، ويُنتظر أن يكشف الزمن عن مدى قدرتها على الصمود والمنافسة.

 

المصادر: أرقام- وكالة الأنباء الفرنسية- أسوشيتدبرس- ذاجاردين- بي بي سي- رويترز- كوين ماركت كابيتال

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.