نبض أرقام
08:11 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/02
2025/02/01

4 حلول مبتكرة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والمائي في عصر الذكاء الاصطناعي

2025/01/28 أرقام

- تُشكّل البيانات الشاملة والمتكاملة المتعلقة بأنظمة الغذاء والمياه حجر الزاوية في تحسين التدخلات المستدامة وتعزيز عملية صنع القرار.

 

- فقد أضحى اتباع نهج مُنسَّق لإدارة البيانات أمرًا لا غنى عنه، لا سيّما في ظل التحديات الجسيمة المتمثلة في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتفاقم أزمة المياه، فضلًا عن تزايد الطلب العالمي على الغذاء.

 

- وعلى مدار عامين، درس مجلس المستقبل العالمي للأمن الغذائي والمائي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي هذه القضية ووضع إطار عمل لمجمّعات البيانات، بهدف تمكين أصحاب المصلحة من اتخاذ قرارات مدروسة.

 

الموازنة بين الابتكار والاستدامة

 

 

- يمكن لمجمّعات البيانات توحيد شتّى البيانات وتلخيصها على منصة موحدة ومتكاملة، والاستعانة بالتقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لتقديم توصيات جيدة ومدروسة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- وتكتسب هذه المجمّعات أهمية بالغة لأصحاب المصلحة من مختلف الوحدات التجارية والوزارات والصناعات لا سيّما في القطاعات التي تعاني من التجزئة، مثل قطاعَي الغذاء والمياه اللذين يستلزمان مزيدًا من التكامل، وذلك لاتخاذ قرارات أكثر استدامة فيما يتعلق بإدارة الموارد الغذائية والمائية.

 

- وفي السياق ذاته، يدعو مجلس المستقبل العالمي للأمن الغذائي والمائي إلى وضع أُطر حوكمة للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي، واستغلال فوائده على الوجه الأمثل.

 

توسيع نطاق الأمن الغذائي والمائي

 

 

- سلّم مجلس المستقبل العالمي بالإمكانات الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي التوليدي وغيره من التقنيات الناشئة لدعم صانعي القرار.

 

- ويبحث المجلس سُبل تطبيق هذه التقنيات على يد مختلف أصحاب المصلحة على امتداد سلسلة القيمة، بدءًا من واضعي السياسات وصولًا إلى المزارعين والمستثمرين.

 

- وعلى هامش قمة "المياه الواحدة" التي تستضيفها حكومتا فرنسا وكازاخستان، سيُطلق المجلس هذه الأدوات والتحليلات المُرفقة بها في ورقة عمل بعنوان "أنظمة الغذاء والمياه في العصر الذكي".

 

- ويوصي المجلس القادة باعتماد المبادئ الآتية لتفعيل هذه الأدوات وتوسيع نطاق استخدامها بهدف المساعدة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالغذاء والمياه على المستويين المحلي والوطني.

 

حلول مبتكرة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي

1- إنشاء بنية تحتية فعّالة للبيانات

تُتيح الوصول المفتوح إلى قواعد

بيانات الغذاء والمياه المحلية

 

من الأهمية بمكان إنشاء هذه البنية بالتعاون الوثيق مع المستخدمين النهائيين، كالمزارعين وواضعي السياسات، لضمان ملاءمتها للظروف المحلية.

 

ويتعيّن أن تدير هذه البنية منصة محايدة وجديرة بالثقة، مع وضع آليات حماية صارمة تحول دون سوء الاستخدام.

 

وعند دمج معلومات الملكية الخاصة، يجب وضع بروتوكولات وإرشادات واضحة لتبادل البيانات، تُراعى فيها مسائل الخصوصية والوصول إليها والاستفادة منها بشكل مُنصف.

 

2- تعظيم المنافع من خلال استغلال

أسواق الموارد الطبيعية وتوظيف

آليات التمويل المبتكرة منخفضة الفائدة

 

 

يمكن الاستعانة بمصادر تمويلية متنوعة لتطوير مجمعات البيانات والحفاظ عليها.

 

وعلى المدى الطويل، يُمكن للتحليل الشامل لهذه البيانات أن يُبيّن جدوى استخدامها من خلال الربط بين قضايا المياه والغذاء وبين التمويل المناخي والطبيعي.

 

3- إنشاء آلية تنسيق مُحكمة بين

مختلف أصحاب المصلحة

 

يُعدّ التنسيق بين الوزارات ومختلف فئات أصحاب المصلحة ضرورة حتمية، لأنه يُسهم في دمج بيانات الغذاء والمياه على نحو أفضل، بما في ذلك البيانات المتعلقة بحدود المسطحات المائية، والتصاريح الصادرة بشأنها، والعقود والامتيازات وحقوق الملكية الأخرى القائمة ضمن هذه الحدود، ومن ثمَّ يُحسّن من كيفية تخصيص موارد المياه على النحو الأمثل، ممّا يُتيح اعتماد نهج أكثر شمولية واستدامة.

 

علاوةً على ذلك، يضمن هذا التنسيق إدراج مخرجات قطاعَي الغذاء والمياه في خطط العمل الوطنية، بما في ذلك أهداف المناخ والتنمية الاجتماعية.

 

4- الاستعداد للمستقبل وتعزيز

المرونة في اتخاذ القرارات

المتعلقة بالابتكار

 

يجب أخذ القرارات الغذائية المستقبلية بعين الاعتبار عند تطوير المنظومة، بما في ذلك تأثيرات تغير المناخ على الموارد المائية، واختلاف كميات المياه المستخدمة في إنتاج الأغذية والمنتجات الأخرى والبروتينات البديلة.

 

ونظرًا للتطور المستمر والتكيف الدائم الذي يشهده قطاعا الغذاء والمياه، فمن الضروري ضمان دمج البيانات المتجددة الحديثة والحلول الناشئة ضمن هذه المنظومة.

 

 

أنظمة الغذاء والمياه المقاومة لتغيرات المناخ

 

 

- يجب أن يشكل استخدامُ مجمّعات البيانات الحديثة، إلى جانب التقنيات المتقدمة، الركنَ الأساسي في توسيع نطاق تعاون أصحاب المصلحة المتعدّدين لبناء أنظمة مياه وغذاء آمنة في مواجهة الجفاف والتحديات المناخية الأخرى التي تُؤثّر على مناطق عديدة.

 

- يتضمن ذلك أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. ويتطلّب تحويلُ هذه الأنظمة دعمًا كبيرًا من حيث الوصول إلى المعرفة والتمويل والأسواق.

 

- تتبوأ مناطق جغرافية رئيسية مكانةً ريادية في تطبيق أُطر مماثلة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالغذاء والمياه.

 

- ففي الهند على سبيل المثال، يعتمد المزارعون أُطرًا مماثلة لاختيار أصناف المحاصيل الأكثر مقاومة لتغيّرات المناخ، ويُمكن للجهات الفاعلة في القطاع الخاص تقديم حلول مبتكرة لكفاءة استخدام المياه، استنادًا إلى الاحتياجات التي تمّ التعبير عنها.

 

- يُذكر أن مجمّعات البيانات المتقدّمة ساعدت الباحثين في رصد مستجمعات المياه (أحواض تصريف المياه) العابرة للحدود، مثل حوض نهر ليمبوبو، ونمذجة السيناريوهات المستقبلية، وتوفير الأدلة للحكومات لاستخدامها في وضع السياسات الرامية إلى حماية الموارد المائية.

 

- يُعدُّ الاعتراف بالتأثيرات الجسيمة لتغير المناخ على البلدان النامية أمرًا بالغ الأهمية، مع ضمان معالجة التداعيات المتراكمة من خلال آليات دعم فعّالة، مثل صندوق الخسائر والأضرار الذي أُطلِقَ خلال مؤتمر (كوب 28).

 

- وعلى المدى البعيد، ثمة فرصة واعدة في التدريب الذي يتلقاه قادة اليوم وأجيال المستقبل، وذلك من أجل إدارة مناخ أكثر استقرارًا، ومن ثمَّ ضمان مستقبل آمن للموارد المائية والغذائية.

 

الاستفادة من البيانات عالية الجودة

 

 

- لا شكّ أن توفّر كميات متزايدة من البيانات عالية الجودة يُسهم في بناء نماذج ذكاء اصطناعي أكثر دقة وفاعلية، قادرة على توجيه عملية اتخاذ القرار بطريقة مُيسّرة.

 

- غير أنّ مجرد وجود هذه البيانات لا يضمن بالضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة، كما هو الحال في مسألة التخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري.

 

- ومع أنّ الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على إحداث نقلة نوعية في عملية اتخاذ القرار على مختلف المستويات، من المستوى الزراعي إلى المستوى الوطني والإقليمي، فإنّ اعتماده يجب أن يخضع لمبادئ الحيطة والحذر، بما يُتيح استخدامه على نطاق واسع مع تقليل آثاره البيئية إلى الحد الأدنى.

 

- ومن خلال إيلاء الأولوية لتكامل البيانات والاستثمار في الحلول الابتكارية، يستطيع أصحاب المصلحة التعامل مع تعقيدات الأمن الغذائي والمائي، وتعزيز القدرة على الصمود في وجه تحديات تغيّر المناخ والذكاء الاصطناعي والتحديات المستقبلية الأخرى.

 

- وهنا بيت القصيد؛ إذ لا يقتصر هذا النهج الاستباقي على حماية الموارد فحسب، بل يضمن أيضًا الحفاظ على عدالة ممارسات الإدارة الزراعية وإدارة المياه، وقدرتها على دعم التنمية المستدامة في مواجهة تغيّر المناخ، وذلك لصالح الأجيال القادمة.

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.