نبض أرقام
04:03 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/03
2025/02/02

دق طبول الحرب .. لماذا تبني الصين مجمعًا عسكريًا يتجاوز 10 أضعاف البنتاجون؟

07:59 ص (بتوقيت مكة) أرقام - خاص
وسط تصاعد التنافس العسكري العالمي، يبدو أن الصين تخطو خطوة جديدة ستعيد رسم موازين القوى، بعد أن كشف تقرير حديث عن شروعها في بناء مجمع عسكري جديد ضخم.
 

هذا المجمع العسكري يعادل حجمه عشرة أضعاف مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، في خطوة اعتبرها البعض مؤشرًا على تصاعد الطموحات العسكرية للتنين.

 

وذكرت جريدة فاينانشيال تايمز أن الجيش الصيني يبني مجمعًا ضخمًا في غرب بكين حيث تعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنه سيكون بمثابة مركز قيادة في زمن الحرب، وذلك نقلًا عن مسؤولين أمريكيين.

 

 

وأثار توقيت بناء هذا المجمع العسكري التكهنات بشأن الدوافع وراء تأسيسه، مما دفع البعض إلى توقع أنه يأتي في إطار استعدادات الصين لغزو تايوان، لكن لا يزال الغرض الدقيق من المنشأة غير معلن.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

وأشار الإصدار الأخير من تقرير معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، إلى ارتفاع تاريخي للإنفاق العسكري العالمي في 2023 ليصل إلى نحو 2.5 تريليون دولار أمريكي وهو أعلى مستوى له في التاريخ.

 

وذكر المعهد أن الإنفاق العسكري العالمي زاد في 2023 بنسبة 6.8%، مقارنة بالعام السابق، في أكبر زيادة على أساس سنوي منذ عام 2009، حيث تصدرت أمريكا والصين قائمة الإنفاق.

 

تفاصيل المجمع العسكري

 

أوضحت فاينانشيال تايمز أن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية وحصلت عليها، تكشف عن موقع بناء مساحته نحو 607 هكتارات (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع)، ويقع على بُعد 30 كيلومترًا جنوب غرب بكين.

 

وتكشف الصور عن وجود حفريات عميقة، يُرجّح الخبراء العسكريون أنها مخصصة لإنشاء مخابئ واسعة ومحصنة، تهدف إلى تأمين القادة العسكريين الصينيين في حال اندلاع أي صراع، بما في ذلك الحروب النووية المحتملة، بحسب الصحيفة.

 

استنادًا إلى تحليل صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها الصحيفة، يُرجَّح أن أعمال البناء الرئيسية لهذه المنشأة قد بدأت في منتصف عام 2024.

 

وفي تعليقها على هذه التقارير، نقلت عن السفارة الصينية في واشنطن قولها إنها "ليست على علم بالتفاصيل"، لكنها شددت على التزام الصين بـ"مسار التنمية السلمية" وانتهاج "سياسة عسكرية ذات طابع دفاعي".

 

وتباينت آراء الخبراء العسكريين حول الأغراض من وراء بناء هذا المجمع والأسلحة التي يحتويها، إذ من المحتمل أن يكون المجمع مركزًا لتطوير الصواريخ الأسرع من الصوت، وأسلحة الطاقة الموجهة (مثل أنظمة الليزر)، والأسلحة الكهرومغناطيسية.

 

مقارنة المجمع بأبرز المرافق العسكرية حول العالم

المنشأة

التقنيات الرئيسية

الحجم والغرض

البنتاجون

(الولايات المتحدة)

القيادة والسيطرة، الأمن السيبراني، البحث والتطوير

600 ألف متر مربع

مقر وزارة الدفاع

زوكوفكا وأرزماس-16 (روسيا)

تطوير الأسلحة النووية، الحرب الإلكترونية، الدفاع السيبراني

مراكز بحث وتطوير عسكرية واسعة

المنطقة 51

(الولايات المتحدة)

الطائرات التجريبية، تكنولوجيا التخفي، الأبحاث السرية

موقع سري للغاية، بمساحة تقدر بعدة مئات من الكيلومترات

المجمع العسكري الجديد

(الصين)

الصواريخ الأسرع من الصوت، الذكاء الاصطناعي العسكري، الفضاء والحرب السيبرانية

يفوق البنتاجون بنحو 10 أضعاف

 

وقد يستخدم المجمع أيضًا في تسريع عمليات البحث والتطوير والاختبار لتكنولوجيا المركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت (وهي نوع من الأسلحة المتقدمة تتحرك بسرعات تفوق سرعة الصوت وعلى عكس الصواريخ الباليستية التقليدية، تتميز بالقدرة على المناورة أثناء الطيران.

 

 

وتعد مركبة دي إف-زد إف الانزلاقية والتي طورتها الصين، واحدة من أذكى الأسلحة في ترسانة الجيش الصيني.

 

ومن المرجح أن يدعم المجمع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة المعارك، والطائرات بدون طيار القتالية، والروبوتات العسكرية، وقد يكون منصة لاختبار تقنيات جديدة في الحروب المستقبلية.

 

ومن المتوقع أن يضم المجمع مراكز متخصصة في الحرب الإلكترونية والسيبرانية، قادرة على تعطيل شبكات الاتصالات والأقمار الصناعية للخصوم، فضلاً عن تعزيز قدرات الصين في القرصنة والهجمات السيبرانية.

 

ويمكن أن يكون للمجمع دور في دعم العمليات العسكرية الفضائية، خاصة فيما يتعلق بشبكة الأقمار الصناعية الصينية "بيدو" التي تعد منافسة لنظام جي بي إس الأمريكي.

 

وعلى عكس البنتاجون، الذي يركز على إدارة العمليات العسكرية، يبدو أن المنشأة الصينية مصممة لتعزيز الابتكار العسكري وتطوير الأسلحة المتقدمة، مما يمنح بكين تفوقًا نوعيًا على منافسيها.

 

التداعيات الاستراتيجية

 

أنباء تأسيس هذا المجمع ستكون لها تداعيات مؤثرة على الساحة العسكرية العالمية، إذ قد تضطر الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم الدفاعية لمواكبة هذا التطور الصيني الهائل.

 

اتضاح الأغراض العسكرية من وراء هذا المجمع، قد يعيد تشكيل مشهد الصراعات المستقبلية، وربما يجعل الصين القوة العسكرية الأكثر تقدمًا في العقود القادمة.

 

 

وبالطبع لن تظل واشنطن مكتوفة الأيدي حيال هذا التطور، ومن المرجح أن تزيد الميزانية الدفاعية الخاصة بها لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي العسكري، والصواريخ الأسرع من الصوت، وأنظمة الدفاع الصاروخي، إضافة إلى تطوير استراتيجياتها العسكرية.

 

ووفقا لمعهد سيبري" فإن أكبر دولتين من حيث الإنفاق العسكري في 2023 هما الولايات المتحدة بقيمة 916 مليار دولار، والصين بقيمة 296 مليار دولار ليمثلا نحو نصف إجمالي الإنفاق الدفاعي العالمي.

 

وزاد إنفاق الولايات المتحدة العسكري في تلك السنة بنسبة 2.3%، بينما بلغت 6% في الصين.

 

وتشير التقارير إلى أن أرقام الإنفاق العسكري الرسمية للصين تخفي بعض الحقائق حيث قدرت التحليلات السنوية من المؤسسات المستقلة الإنفاق العسكري الصيني في عام 2022 على سبيل المثال بنحو 476 مليار دولار.

 

ويمكن أن يدفع التطور العسكري الصيني دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى زيادة استثماراتها في الدفاع السيبراني والقدرات الفضائية.

 

وقد تسعى الولايات المتحدة إلى تطويق الصين عسكريًا من خلال دعم تحالفاتها في آسيا والمحيط الهادئ مثل توسيع التعاون الدفاعي مع اليابان وكوريا الجنوبية، وتعميق شراكتها مع نيودلهي في مجالات التكنولوجيا العسكرية والفضاء والدفاع السيبراني.

 

وأيضًا من المحتمل أن تسرّع جهود تحالف أوكوس الذي تشترك فيه مع بريطانيا وأستراليا، ويهدف إلى تزويد أستراليا بغواصات نووية وتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي والفضاء لديها.

 

هل تقترب "لحظة الصفر" لغزو تايوان؟

 

بعض المحللين العسكريين يرون أن الصين قد تكون في المراحل الأخيرة من الإعداد لعملية عسكرية ضد تايوان، وأن بناء هذا المجمع يشير إلى أن الصين تعمل على استكمال بنية تحتية لوجستية متقدمة تدعم شن هجوم شامل في المستقبل القريب.

 

 

إذ يرى هذا الفريق أن المجمع الجديد قد يحتوي على مراكز متطورة تمكن الصين من تنفيذ عمليات هجومية دقيقة ضد تايوان.

 

كما أن وصول دونالد ترامب لكرسي الرئاسة الأمريكية مجددًا والذي استهل فترة رئاسته بفرض رسوم جمركية على منتجات الصين، قد يشعل حربًا تجارية بين البلدين، ومع اتساع رقعة هذا الصراع قد تسعى الصين للسيطرة على تايوان.

 

في المقابل، يستبعد البعض هذا السيناريو، مستشهدين بالعواقب التي عانى منها الاقتصاد الروسي إثر العقوبات الاقتصادية الغربية على موسكو بعدما شنت حربًا ضد أوكرانيا.

 

وبالتالي فإن أي تحرك صيني ضد تايوان سيؤدي إلى رد أمريكي قوي بالتعاون مع حلفائها، ما يجعل الصراع أكثر تعقيدًا ويشكل خطورة على العالم أجمع.

 

وفي ظل تصاعد التوترات بين بكين وواشنطن، قد يكون العالم على أعتاب مرحلة جديدة من المنافسة العسكرية والتكنولوجية، التي قد تحدد شكل الصراعات المستقبلية لعقود قادمة.

 

ورغم أن الدوافع الحقيقية وراء هذا المجمع لا تزال محاطة بالغموض، فإن هذا التوسع في القدرات العسكرية قد يغير قواعد اللعبة في الساحة الدولية، لتجد الولايات المتحدة وحلفاؤها أنفسهم أمام تحديات جديدة.

 

المصادر: أرقام- فاينانشيال تايمز- معهد استوكهولم لأبحاث السلام- منظمة راند للأبحاث الدفاعية- وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية- رويترز- ذا ديبلومات- معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.