نبض أرقام
10:10 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/15
2025/02/14

هل يجب أن يكون الموظف سعيدًا في عمله؟

2025/02/14 أرقام

- قد يبدو البحث عن السعادة في مكان العمل هدفاً طبيعياً، لكن الواقع يشير إلى أن مفهوم السعادة في هذا السياق غالباً ما يُضخَّم ويُبالَغ في تقديره.

 

صحيح أن بعض المزايا، كالوجبات الخفيفة المجانية، وأيام العطلات غير الرسمية، وطاولات تنس الطاولة، قد تُضفي على الموظفين شعوراً مؤقتاً بالبهجة.

 

- ولكن إذا كنت تعتقد أن هذا هو ما يُبقيهم منخرطين في العمل على المدى الطويل، فربما الأجدر بك أن تُوزِّع عليهم الكعك على أمل أن يحل ذلك مشكلة الإرهاق المزمن.

 

- المشكلة هي أن السعادة هدفٌ صعب المنال في الحياة، سواء في العمل أو في أي مكان آخر. فلنُركِّز على ما يُجدي نفعاً بالفعل.

 

المشكلة في ملاحقة السعادة

 

 

- السعادة هدف مراوغ. ففي حين أن المرء قد يشعر بجرعة من الدوبامين بعد تقديم عرض تقديمي ناجح أو الاحتفاء بانتصار فريق، فإن هذه المشاعر، كاندفاع السكر، سرعان ما تتلاشى.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- وإذا جعلنا السعادة هدفًا، فإننا بذلك نُعد الموظفين للإحباط عندما تصطدم رؤاهم بالواقع، المتمثل في ضغوط المواعيد النهائية، وصعوبة التعامل مع بعض العملاء، والإلحاح المستمر من موظف قسم المحاسبة.

 

- بل إن العلم يُؤكد أن السعي المفرط إلى الشعور بالسعادة قد يؤدي في الواقع إلى نتائج عكسية. يُطلق علماء النفس على هذه الظاهرة اسم "مفارقة السعادة"، إذ كلما زاد سعينا وراءها، ابتعدت عنا (جروبر وآخرون، 2011).

 

- وعندما تنحسر السعادة بشكلٍ حتمي، قد يبدأ الموظفون بالشعور بأن ثمة خطأً فيهم، مما قد يُفضي إلى الانعزال والإرهاق.

 

البديل: استهدف المعنى وليس السعادة

 

 

- إذا كانت السعادة بمثابة جرعة سريعة الزوال من السكر، فإن المعنى هو بمثابة وجبة متوازنة تُبقي المرءَ مُستداماً.

 

- فعلى النقيض من السعادة، لا ينطوي السعي وراء العمل الهادف على مُلاحقة المشاعر الإيجابية، بل يتعلق بفعل شيء ذي قيمة حقيقية.

 

- لا يعني هذا أن العمل يجب أن يكون دائمًا مبهجًا ومزهرًا؛ فالعمل الهادف قد يكون صعبًا ومُحبِطًا ومُرهِقًا في بعض الأحيان.

 

- لكنه نوع التحدي الذي يستحق العناء، لأنه يتوافق مع القيم الشخصية، ويُحدث تأثيرًا إيجابيًا، ويولّد شعورًا عميقًا بالفخر - وهو شعور يدوم طويلًا مقارنةً بلحظة عابرة من الفرح.

 

- تؤكد الدراسات صحة ذلك؛ فالأفراد الذين يجدون معنى لأعمالهم يُعبّرون عن رضا وظيفي أعلى، وصحة نفسية أفضل، وقدرة أكبر على التكيّف.

 

كيف يمكن للقادة بناء هذا المعنى؟

 

 

- لا داعي لإطلاق مبادرات أخرى تتعلق بالصحة والعافية. بدلًا من ذلك، حفز الموظفين وأشعل شغفهم بعملهم. وإليك الطريقة:

 

1- ربط المهام اليومية برسالة أسمى. حتى الأعمال الرتيبة تكتسب أهمية عندما يدرك الموظفون كيف تُسهم في تحقيق هدف أكبر. لا تجعل الموظفين يشعرون بأنهم مجرد تروس في آلة صماء، بل أظهر لهم الأثر الفعلي لعملهم.

 

2- الاحتفال بالإنجازات ذات المعنى، لا تهتم بأرقام المبيعات فقط، بل الأثر الذي تُحدثه. هل حققتم هدف الإيرادات؟ هذا رائع! شارك مع فريقك كيف يُغذي هذا الإنجازُ الابتكارَ ويُسهم في خدمة العملاء.

 

3- سرد قصص واقعية، فالناس لا يشعرون بالإلهام من جداول البيانات. اسرد أمثلةً عن كيفية إحداث عملهم لفرقٍ ملموس، سواءً كان ذلك بحل مشكلة عميل، أو ابتكار شيء جديد، أو حتى تسهيل حياة شخص ما.

 

- تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يرون في عملهم رسالةً سامية لا مجرد وظيفة، يكونون أكثر مشاركة وأداءً، وينعمون برفاهية أكبر بشكل عام.

 

- ولا يعني هذا بالضرورة أن كل وظيفة يجب أن تُنقذ الأرواح، بل يكفي مساعدة الناس على إدراك أهمية عملهم.

 

المكافأة الحقيقية: بيئة عمل مزدهرة

 

- يتجاوز العمل الهادف مجرد إشعار الموظفين بالرضا، فهو يحفزهم على البقاء في وظائفهم، والعمل بجدية أكبر، والاهتمام الحقيقي بأعمالهم.

 

- وهذا ليس مجرد كلام نظري جميل، بل تؤكده الدراسات التي تظهر أن العمل الهادف يؤدي إلى أداء وظيفي أعلى، والتزام أقوى من الموظفين، وانخفاض معدل دوران العمالة.

 

- لذا، إذا كنت ترغب في فريق عمل متحمس وعالي الأداء، فعليك التوقف عن التركيز على مجرد إسعاد الموظفين، وابدأ في بناء بيئة عمل يشعر فيها الموظفون بأن ما يفعلونه له معنى وأهمية.

 

الفكرة الأخيرة

 

- إذا كانت استراتيجيتك الوحيدة لتحقيق سعادة الموظفين هي منحهم الامتيازات، فلك أن تتأمل الآتي:

 

- هل يدرك موظفوك القيمة الحقيقية لأعمالهم؟

 

- هل أنت حريص على خلق لحظات فخر حقيقي وشعور بالهدف، بدلًا من مجرد توفير وسائل ترفيه عابرة؟

 

- هل سيظل موظفوك ملتزمين بالعمل إذا تم حرمانهم من الوجبات الخفيفة المجانية؟ (كن صريحًا مع نفسك).

 

- الشاهد هنا أن أفضل بيئات العمل ليست تلك التي تركز على توفير السعادة بشكل سطحي، بل التي تهتم بغرس الشعور بالمعنى والهدف. اعمل على تحقيق ذلك، وستجد أن المشاركة والاحتفاظ بالموظفين وتحسين الأداء سيتحقق تلقائيًا.

 

المصدر: سيكولوجي توداي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.