نبض أرقام
01:24 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/02/16
2025/02/15

العولمة الهجينة.. تصور جديد للنظام التجاري الدولي وسط تفاقم الشقاق الاقتصادي

2025/02/14 أرقام

يواجه العالم في الوقت الراهن خطر نشوب حرب تجارية بين مختلف أطرافه بسبب التوجه الحمائي للإدارة الأمريكية الحالية، لكن الأمر يعد الحلقة الأحدث في سلسلة من تفتت النظام الاقتصادي الدولي إلى تكتلات متنافسة خلافاً للاتجاه السائد منذ تسعينيات القرن الماضي.

 

أصبحت الشركات العالمية تفضل تنظيم سلاسل الإمداد الخاصة بها في مجموعات من الدول ذات القيم والاعتبارات الأمنية والاقتصادية المتشابهة، وباتت البلدان ذات الاهتمامات والمصالح المشتركة تؤسس تكتلات جديدة على أسس متنوعة أبرزها التعاون الاقتصادي كما في حالة تحالف "بريكس".

 

 

العولمة الهجينة

طرح صندوق النقد الدولي تصوراً جديداً لشكل النظام الاقتصادي العالمي أطلق عليه مفهوم "العولمة الهجينة"، لمحاولة التغلب على العوائق التي تهدد بتقويض حركة التجارة العابرة للحدود، ويُعد النظام المقترح نسخة مُصغرة من ظاهرة العولمة بمفهومها الاقتصادي للحفاظ على بقاء الصلات التجارية بين الأقطار المختلفة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

آلية عمل النظام المقترح

يقوم النظام المقترح على فكرة وجود دول وسيطة تحافظ مراكز إنتاجها على استمرار تدفق حركة التجارة بين التكتلات الاقتصادية المختلفة، وتكون بمثابة نقاط اتصال بين القوى الرئيسية، ومن الأمثلة الحالية على ذلك المكسيك وفيتنام اللتان تعدان جسوراً للتجارة في أمريكا الشمالية وجنوب شرق آسيا.

 

مميزات النظام الجديد

يهدف مفهوم "العولمة الهجينة" في المقام الأول إلى الحفاظ على الترابط المالي بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم، الصين وأمريكا، إذ استثمرت بكين فوائضها المالية في سوق الديون الأمريكية خلال حقبة العولمة الكاملة، لكن بكين قلصت هذه الاستثمارات في السنوات القليلة الماضية وحل محلها عدد من الحلفاء السياسيين والعسكريين لواشنطن.

 

 

بداية النهاية

عوضت استثمارات الحلفاء في سوق الديون الأمريكية تراجع الدور الصيني في هذا الصدد، خاصة في ظل تزايد العجز التجاري للولايات المتحدة مع بكين، لكن هذا لم يساهم كثيراً في الحفاظ على ما تبقى من العولمة الاقتصادية الدولية، إذ بات الكثير من رؤوس الأموال يوجه للاستثمار في البلدان الناشئة خاصة بإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

 

السياسات الحمائية الأمريكية

واصل العجز التجاري الأمريكي الاتساع على مدار السنوات الماضية، ما أدى إلى ظهور أصوات تنادي بحل هذه المشكلة خاصة مع تفاقم حجم الدين العام وأعباء خدمته، وباتت هذه المشكلات ركناً أساسياً في سياسات الرئيس الحالي "دونالد ترامب" الذي هدد بشن حرب تجارية شاملة من شأنها إسراع وتيرة تفكك النظام الاقتصادي العالمي.

 

تحديات صاعدة

يواجه تصور "العولمة الهجينة" تحديات صاعدة أخرى منها حالة الانقسام الراهنة بين دول الجنوب العالمي بسبب المنافسة الجيوسياسية والاقتصادية المتجذرة بين عدد من القوى الإقليمية مثل الصين والهند، وميل بعض الدول الناشئة لفرض تعريفات جمركية على المنتجات الصينية لحماية صناعاتها المحلية كما في حالة إندونيسيا.

 

الخلاصة

أصبحت الشركات العالمية غير قادرة على الاعتماد كلياً على التكتلات الاقتصادية لتوفير بيئة مستقرة أثناء عمليات تأسيس سلاسل التوريد والتوزيع كما كان الحال عليه سابقاً، وباتت حالة انعدام اليقين واحتمالات تفتت النظام التجاري العالمي خطراً داهماً، لذا صارت هناك حاجة لنظام بديل يضمن استمرار حركة التجارة بين مختلف أرجاء العالم.

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.