نبض أرقام
12:43 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/21
2025/02/20

صناعة الرياضات الشتوية في الصين تزدهر رغم مخاطر المناخ

2025/02/16 سي إن إن

تزدهر صناعة الرياضات الشتوية في الصين، إذ أصبح التزلج والتزحلق على الجليد هوايات شائعة، حتى بين المبتدئين، بفضل التكاليف المنخفضة والمرافق المتزايدة.

 

ووسط تباطؤ الاستهلاك في الاقتصاد الصيني بعد الجائحة، تشهد منتجعات التزلج إقبالاً غير مسبوق، مما يدفع القطاع نحو تحقيق إيرادات 137 مليار دولار بحلول نهاية 2024.ورغم أن الرئيس الصيني شي جين بينغ وصف صناعة التزلج بأنها «جبل من الذهب والفضة»، فإن تحديات المناخ قد تعرقل هذا التقدم. فمع ارتفاع درجات الحرارة، تتزايد الحاجة إلى الثلج الاصطناعي، مما يثير مخاوف بيئية بشأن استهلاك المياه والطاقة.

إقبال متزايد وتكاليف منخفضة

 

على منحدرات منتجع مينغدو للتزلج في مدينة هاربين، اصطف الزوار لاستئجار المعدات وتجربة التزلج للمرة الأولى. دينغ مييتينغ، طالبة تبلغ 18 عاماً، قررت تجربة الرياضة بسبب رواجها الكبير، وربطت وسادة حماية على شكل سلحفاة على ظهرها لتجنب الإصابات.يبلغ سعر التذكرة النهارية الأرخص في المنتجع حوالي 11 دولاراً لمدة ساعتين، شاملة استئجار المعدات، مما يجعل دخول المبتدئين إلى هذه الرياضة أمراً سهلاً، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

 

وقال هو إنجيه، أحد المتزلجين الجدد القادمين من مدينة نانجينغ، إن تكلفة البدء منخفضة مقارنة بأوروبا وأميركا الشمالية، إذ يُنظر إلى التزلج على أنه رياضة للنخبة فقط.

 

نمو سريع وبناء المزيد من المنتجعات

 

تشير بيانات صناعة التزلج في الصين إلى أن زيارات منتجعات التزلج من مايو آيار 2023 إلى أبريل نيسان 2024 زادت بنسبة 16 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها في العام السابق.هذا النمو أدى إلى زيادة دخل المدربين، إذ أوضح يانغ بييوان، مدرب تزلج يبلغ 26 عاماً، أنه أصبح يكسب 15 ألف يوان (حوالي ألفين دولار) شهرياً، أي أكثر بنحو 33 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

 

وقال يانغ إن معظم المتزلجين في الماضي كانوا من ذوي الخبرة، لكن عدد المبتدئين ارتفع بشكل كبير، مما وفر له عملاً ثابتاً في منتجع محلي بدلاً من السفر إلى أماكن نائية.وبهدف تلبية الطلب، افتتحت الصين 30 منتجعاً جديداً في 2023، وهو جزء من خطتها لتعزيز السياحة الشتوية واستضافة الأحداث الدولية الكبرى، مثل دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التي أقيمت مؤخراً في هاربين.

 

التغير المناخي يهدد استدامة الصناعة

 

على الرغم من ازدهار الرياضات الشتوية، يحذر الخبراء من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى مواسم تزلج أقصر.

 

تعتمد الصين بالفعل بشكل كبير على الثلج الاصطناعي، إذ إن الظروف الطبيعية في معظم المناطق غير مواتية للتزلج.سجلت الصين أعلى درجات حرارة في تاريخها عام 2024، مما يهدد قدرة المنتجعات على الحفاظ على الثلج حتى مع اللجوء إلى الإنتاج الاصطناعي.وقالت مادلين أور، خبيرة في علم بيئة الرياضة، إن ارتفاع درجات الحرارة قد يجعل الثلج المصنوع يذوب بسرعة، مما يفقده قيمته تماماً.

 

وأشارت إلى أن المنتجعات في أميركا الشمالية وأوروبا تحتاج إلى حوالي 100 يوم تشغيل في الشتاء لتحقيق الربح، لكن الصين قد تتجاوز هذه العقبة عبر استقطاب أعداد هائلة من الزوار في فترة أقصر.

 

الجدل البيئي حول استخدام الثلج الصناعي

 

تتصدر الصين العالم في بناء منتجعات التزلج الداخلية، إذ تمتلك نصف أكبر 10 منتجعات داخلية في العالم، وفقاً لتقرير Daxue Consulting.لكن استخدام الثلج الاصطناعي يستهلك كميات هائلة من المياه والطاقة، مما يثير انتقادات منظمات البيئة.

 

خلال أولمبياد بكين الشتوي 2022، تعرضت الصين لانتقادات حادة بسبب إنشاء مسارات تزلج صناعية في مناطق تعاني من الجفاف.وترى أور أن الاستثمار الحكومي الضخم في الرياضات الشتوية قد يجعل هذه الصناعة مستدامة اقتصادياً، لكن لا بد من إيجاد حلول بيئية لضمان استمرارها على المدى الطويل.

 

وبينما تستمر صناعة التزلج في الصين في النمو بوتيرة سريعة، فإن التحديات البيئية والمناخية قد تعيد تشكيل مستقبلها. وبينما تبذل الصين جهوداً حثيثة لتعزيز هذا القطاع، فإن استدامته تعتمد على التوازن بين العوائد الاقتصادية والاعتبارات البيئية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.