كشف المهندس محمد نور طاهر فلاتة الرئيس التنفيذي لشركة السلام للطائرات أن الشركة تعتزم التوسع في تقديم خدماتها إلى كافة القطاعات العسكرية والأمنية وتصنيع بعض قطع الطائرات العسكرية والعمودية "أ ف - 15" و"الأباتشي" وتقديم برامج صيانة متكاملة إلى مالكي الطائرات الخاصة من الأفراد والمؤسسات، والتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة، مشيراً إلى أنه بذلك ستكون الشركة مركزاً لصيانة طائرات الأباتشي والطائرات العمودية.
وأوضح فلاتة لـ"الجزيرة" أن شركة السلام دخلت مؤخراً في مجال تصنيع وتجميع بعض أجزاء الطائرات، مثل الأجنحة ومقدمة الطائرات، وستواصل جهودها في مجالات تصنيع أجزاء أخرى من الطائرة مستقبلاً، هذا إلى جانب عدد من القضايا التي تناولها الحوار.
* بداية نود التعرف على تاريخ نشأة شركة السلام للطائرات؟
- أُنشئت السلام للطائرات في العام 1988 تحت مظلة برنامج التوازن الاقتصادي كجزء من إستراتيجية المملكة لتطوير القدرات الذاتية في مجال صيانة وتحديث وتعديل الطائرات العسكرية والمدنية والمعدات المساندة لها وتقديم خدمات المساندة لتشغيل وصيانة الطائرات العسكرية التابعة للجهات العسكرية، وتجميع بعض الطائرات وتصنيع بعض أجزائها وقطع غيارها من خلال نقل التقنية المتقدمة في تلك المجالات وبسواعد سعودية.
وقد بدأت الشركة أعمالها في مجال الصيانة المدنية في عام 1993م بطائرة بوينغ 737 تابعة للخطوط السعودية، ثم تبعها العديد من الطائرات المدنية المختلفة مثل طائرات البوينغ 747، 757، 727 وطائرات إيرباص A320.. كما أنها الشركة الوحيدة بالوطن العربي والشرق الأوسط التي تقوم بأعمال الصيانة الثقيلة لطائرات بوينغ 747.. أما العمل على الطائرات العسكرية فقد بدأ منذ العام 1997م.
* ما أهداف الشركة الإستراتيجية؟
- تأسست الشركة كجزء من إستراتيجية المملكة لتطوير القدرات الذاتية في مجال صيانة وتحديث الطائرات العسكرية والمدنية والمعدات المساندة لها والنهوض بصناعة الطيران بالمملكة بوجهٍ عام من خلال نقل التقنية المتقدمة وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في هذه المجالات.
وقد قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق تلك الأهداف، خصوصاً فيما يتعلق بتوفير الكادر الوطني، ذلك على الرغم من أن التخصصات في صناعة الطيران من التخصصات التي يندر توفرها لقلة الأكاديميات المتخصصة في هذا المجال بالمنطقة.. ولكن شركة السلام للطائرات أخذت على عاتقها نقل التقنية في هذه المجالات المتقدمة المتمثلة في صيانة الطائرات وقطع الغيار وتجميع قطع الطائرات، باذلةً جهودًا كبيرة في سبيل تدريب وتأهيل الشباب السعودي، حيث بدأت في استقطاب الشباب السعودي من الجامعات وكليات التقنية وخريجي الكليات الصناعية والثانوية العامة، كما بدأت ببرامج التدريب والتأهيل، والتي ساعدت الشركة في أن يكون خريجوها رافدًا أساسيًا للتقليل من الاعتماد على العمالة الأجنبية قدر الإمكان.
* كيف تقيّمون تجربة الشركة في توظيف الشباب السعودي؟
- حققنا إنجازات ونجاحات في تيسير وتوفير كافة الإمكانيات لدخول الشباب السعودي في هذا المجال، وهذا بشهادة الجميع من المختصين والمسئولين الحكوميين والتي كان آخرها كلمة وزير العمل التي ألقاها أثناء زيارة معاليه لمقر الشركة لتدشين حفل تدريب 33 شاباً سعودياً على صيانة طائرات أف 15، حيث قال إن شركة السلام يجب أن تكون قدوة لرجال الأعمال وذلك بسبب تجربتها في توطين الوظائف، وإتاحة فرص التدريب والتأهيل للشباب السعودي في مجال هام.
وتحرص الشركة على المشاركة في الفعاليات التي تقام من أجل المستقبل المهني للشباب في مختلف الجامعات والكليات وملتقيات التوظيف داخل وخارج المملكة، كيوم المهنة ويوم التوظيف. ونتيجة لتميزها في تأهيل وتدريب الشباب السعودي فقد حصلت على العديد من الجوائز التقديرية في هذا الشأن والتي كانت من أهمها جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - لتوطين الوظائف.
* وماذا عن استقطاب الطلاب المبتعثين للخارج؟
- تؤكد شركة السلام على أن يكون لها دورٌ بارزٌ في استقطاب الطلاب السعوديين الذين يدرسون بمشروع الملك عبد الله للابتعاث حيث إننا نعمِد إلى حضور المعارض التي تقام لتوظيف المبتعثين السعوديين في واشنطن وغيرها من دول الابتعاث ليتم التعاقد مع عدد من الشباب السعودي في تخصصات الهندسة والمحاسبة والعقود وغيرها.
وقد كان آخر نشاط للشركة في هذا المجال حضورها أخيراً معرض بريطانيا للتوظيف.
وترى الشركة أن مشروع خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله، يحفظه الله، للابتعاث هو أحد أضخم المشاريع التي شهدتها التنمية البشرية في المملكة، ويُمثّل فتحاً للشركات الوطنية في الحصول على كفاءات عالية التأهيل في مختلف المجالات إدارية ومالية وفنية.
* ما دور الشركة في مجال التدريب والابتعاث والاستفادة من التجارب العالمية في مجال صيانة وتصنيع قطع غيار الطائرات؟
- يُعتبر تدريب وتأهيل الشباب السعودي أحد أهم أهداف الشركة التي تمتلك قدرات وبرامج تدريبية عالية وفرتها داخلها مما يعزز العائد التدريبي نتيجة لقُرب المتدرب من سكنه وظروف البيئة المساعدة وتهيئة الجو المناسب له.. وتتبنى الشركة (5) برامج تدريبية تمتد فتراتها ما بين 6 شهور إلى (3) سنوات، وتتعاون في ذلك مع مؤسسات عالمية متخصصة.
وينقسم على سبيل المثال برنامج التدريب الخاص بحيازة الرخصة العالمية في صيانة الطائرات إلى ثلاث مراحل المرحلة الأولى يتدرب فيها الطالب على علوم الطيران الأساسية ونظريات الطيران والرياضيات والفيزياء وخلافها، والمرحلة الثانية هي دراسة أساسيات الطائرة وأجزائها الأساسية من هيكل وأجنحة ومحركات وعجلات، أما المرحلة الثالثة والنهائية فتكون أعمالاً تطبيقية على الطائرة حيث يوجد في الشركة ورش مجهزة للتدريب بالإضافة إلى طائرة مخصصة للتدريب.
وعند تخرج الطالب من البرنامج التأسيسي يتم إرساله للولايات المتحدة الأمريكية لأداء الاختبار والحصول على الرخصة الدولية في صيانة الطائرات FAA.
وقد انضم لتلك البرامج نحو 343 طالبًا تخرج منهم 288 طالبًا في كافة التخصصات التقنية.
هذا بجانب التدريب المستمر الذي يخضع له الفنيون لتحديث معلوماتهم لمواكبة المعلومات الخاصة بكل نوع من أنواع الطائرات إضافة إلى دورات إجبارية كأنظمة الطيران، والسلامة، والعوامل الإنسانية وغيرها.
* كم يبلغ تعداد موظفي الشركة؟
- عدد موظفي الشركة ما يقارب 2900 موظف.
* تغلب على أعمال الشركة السرية.. تعليقكم؟
- قد يكون ما أشرتم إليه صحيحاً إلى حدٍ ما في الماضي، لكن ومع توفر وسائل الاتصال والإعلام في الوقت الراهن فإن أخبار الشركة تتوالى في الصحف ومن خلال موقعها بالشبكة العنكبوتية والتويتر وغير ذلك.
ونحن ولله الحمد لدينا من العلاقات الطيبة والمثمرة مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، ولدينا الكثير من المشاريع التي تقوم الشركة بتنفيذها لصالح جهات حكومية وغير حكومية ونتقّيد بما تمليه علينا عقود تلك الأعمال.
* ما أهم الطائرات التي تعمل الشركة على صيانتها وإجراء التعديلات عليها؟
- من أبرز المشاريع التي تعمل عليها الشركة في الوقت الراهن هي الطائرات العسكرية 130 C و F15, وطائرات "الإيواكس" و"التورنيدو" والطائرات العمودية.
* كم يبلغ عدد الطائرات التي تمت صيانتها منذ نشأة الشركة؟
- بلغ عدد الطائرات التي دخلت إلى مرافق الشركة من أجل أعمال الصيانة سواء كانت صيانة خفيفة أو متوسطة أو صيانة ثقيلة نحو (1000) طائرة.
* حدثونا عن الأعمال الخارجية، أي التي يتم استقطابها من خارج المملكة وكم بلغت إيراداتها؟
- تتركز العقود الخارجية على أعمال الصيانة على الطائرات التجارية والخاصة، وتلك الأعمال تفوز بها الشركة بعد منافسات حادة وقوية مع الشركات العالمية، وقد بلغت إيرادات تلك الأعمال ما يقارب 370 مليون ريال.
* هل تقوم الشركة بتصنيع أجزاء من قطع الطائرات؟.. وكيف يتم ذلك؟
- دخلت الشركة مؤخراً في مجال تصنيع وتجميع بعض أجزاء الطائرات، مثل الأجنحة ومقدمة الطائرات، وستتواصل الجهود في مجالات التصنيع إلى أجزاء أخرى من الطائرة مستقبلاً.
* هل هنالك منافسون؟.. وعلى ماذا تعتمد الشركة في منافستها؟
- هنالك العديد من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية التي تنافس شركة السلام للطائرات، ولكننا وبحمد الله نظل منافسين أقوياء، حيث اكتسبت الشركة خبرات وسمعة عالمية وأصبحت منافساً قوياً لغيرها من الشركات المماثلة، معتمدة على موقعها الإستراتيجي الذي يتوسط شبه الجزيرة العربية مما يجعل منه موقعاً مثالياً لخدمـة عملاء الشركة داخل المملكـة وفي قارات آسيا وأفريقيا وأوربا على حدٍ سواء، وعلى المستوى العالي الذي تميز به أداؤها نتيجة الكفاءات الفنية المؤهلة والخبرات المتراكمة التي اكتسبتها على مدى أكثر من ربع قرن، ونعتمد كذلك على أسعارنا المنافسة.
* ما هي التراخيص التي تحملها الشركة.. وهل لديها شهادات دولية في الجودة؟
- بعد مراجعات سنوية دقيقة لإمكاناتها وأدائها، يتم تجديد التراخيص المحلية والدولية التي حازت عليها الشركة، بدءاً بترخيص الهيئة العامة للطيران المدني السعودي (GACA) مروراً بترخيص إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية (FAA)، وترخيص الوكالة الأوربية للطيران والسلامة (EASA) والعديد من التراخيص الإقليمية الأخرى، إضافة إلى شهادة التقييس العالمية ISO 9000.. تلك التراخيص في الواقع فتحت المجال لنا للدخول في منافسات يتم طرحها أمام الشركات العالمية المماثلة.
* ما مدى اهتمام الشركة بالمسؤولية الاجتماعية؟
- تعي الشركة دورها تجاه المسؤولية الاجتماعية.. ولدينا في هذا الجانب، ولله الحمد، العديد من المشاركات، ففي جانب التنمية البشرية، هنالك التدريب التعاوني مع الجامعات السعودية كما أن لدينا تعاوناً مع كليات التقنية في جميع مناطق المملكة لدعم الطلاب في مشاريع التخرج وفترة التدريب التعاوني والذي يمتد لفترة (28) أسبوعاً.
وفي جانب الأعمال الإنسانية، فإن للشركة مساهمات فاعلة في دعم المؤسسات الخيرية أو تقديم الدعم المباشر خلال مناسبات معينة كشهر رمضان وموسم الحج وبداية العام الدراسي وخلافه، وتمتد مساهماتها إلى جوانب التوعية والتثقيف والتبرع بالدم بالتعاون مع العديد من المستشفيات وبنوك الدم في المملكة.
* ما أهمية مشاركة الشركة في المعارض والمحافل الدولية؟.. وهل هناك أمثلة؟
- تحرص الشركة على المشاركة في العديد من المعارض والمحافل الدولية بين كبرى الشركات العالمية المختصة بالطيران، وتلك فرصة ثمينة للتعريف بقدرات الشركة العالمية، ومن هذه المعارض معرض دبي للطيران والذي يُعتبر أكبر معرض عالمي للطيران، كما أن الشركة تشارك في معرض فانبره للطيران في بريطانيا ومعرض باريس أيضًا، ووجود شركة السلام للطائرات في مثل هذه المعارض يبرز نمو وتطور قطاع الطيران في المملكة.
* ما خطط الشركة المستقبلية؟
- شركة السلام للطائرات أثبتت وجودها وحققت الكثير من أهدافها وأصبح للمملكة اليوم قدرة وطنية على تلبية احتياجات طائراتها صيانةً وتعديلاً وتحديثاً، هذا فضلاً على تحقيق العديد من الأهداف الأخرى المصاحبة ومساهمة الشركة في الجانب الاقتصادي والاجتماعي.
غير أن خططنا مستمرة في مزيد من الإنجازات ومن ضمنها التوسع في تقديم خدماتنا إلى كافة القطاعات العسكرية والأمنية، وتصنيع بعض قطع الطائرات العسكرية والعمودية (ف -15... الأباتشي... إلخ)، تقديم برامج صيانة متكاملة إلى مالكي الطائرات الخاصة من الأفراد والمؤسسات، والتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة لتكون الشركة مركزاً لصيانة طائرات الأباتشي والطائرات العمودية، وتعزيز الجهود في تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}