افتتحت شركة «أرامكو - السعودية» يوم الجمعة الماضي أكبر مركز بحثي لها خارج المملكة في مدينة هيوستن عاصمة صناعة النفط الأميركية، في خطوة ترى الشركة أنها ستساعدها على زيادة إنتاجها من النفط والغاز، خاصة وأنها تبحث عنهما من مصادر غير تقليدية وصعبة الاستخراج.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو - السعودية» خالد الفالح في خطاب افتتاح المركز أن زيادة الإنفاق على البحث العلمي للشركة أصبح ضرورة ملحة، إذ إنها تستخرج حالياً 50 في المائة من النفط الموجود في مكامنها ولكنها تسعى لزيادة معدل الاستخلاص (recovery rate) إلى 70 في المائة، وذلك يتطلب تقنيات حديثة ومتطورة.
وبحكم قوانين الطبيعة لا تستطيع شركة نفطية على وجه الأرض استخلاص أو استخراج كامل النفط الموجود في مكامنها حتى الأرض، إذ إن عوامل مثل وجود الماء والغاز الطبيعي في المكامن تحول دون ذلك. ويبلغ معدل الاستخلاص أو الاستخراج في أحسن الحالات في معظم الحقول العالمية ما بين 30 في المائة إلى 40 في المائة.
ويكون معدل الاستخلاص عالياً في بداية عمر أي حقل ثم يهبط مع التقادم وانخفاض الضغط الطبيعي له. وبإمكان الشركات اليوم زيادة هذا المعدل من خلال الحفر بطرق مختلفة كالحفر الأفقي بدل من الرأسي.
ويضيف الفالح في خطابه أن «أرامكو - السعودية» حريصة من خلال زيادة الإنفاق على البحث العلمي أن تكون مصدراً موثوقاً لإنتاج الطاقة، إذ إنها تنتج اليوم برميلا من بين كل ثمانية براميل ينتجها العالم.
ولهذا السبب فقد ضاعفت الشركة إنفاقها على البحث العلمي بنحو 5 أضعاف وزادت من عدد الباحثين بنحو 3 أضعاف كما قال الفالح، إلا أنه لم يكشف عن قيمة المبالغ المرصودة.
وأوضح الفالح أن مركزاً بحثياً مثل المركز الجديد في هيوستن سيساعد الشركة مستقبلاً في تقليل نفقاتها على أعمال الإنتاج إذ يذهب 60 في المائة من الإنفاق غير الرأسمالي للشركة على عمليات الحفر وأي «تطور ولو بسيطا» كما يقول الفالح سيكون له أثر كبير جداً.
وتسعى الشركة لتطوير «السوائل الذكية» التي تستخدم في الحفر وتزيد معدلات الإنتاج وتقنيات النانو وأمور أخرى ضمن خططها البحثية، كما أوضح الفالح.
وتنوي «أرامكو» إنفاق 40 مليار دولار سنوياً في العقد القادم على مشاريع رأسمالية، جزء كبير منها سيكون لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي والحفاظ على الطاقة الإنتاجية للشركة عند 12 مليون برميل يومياً.
وسبق أن أعلن الفالح في أبريل (نيسان) الماضي في باريس أن الشركة استثمرت 3 مليارات دولار (ما يقارب 11 مليار ريال) لإنتاج الغاز الطبيعي من الجيوب الرملية حول مدينة طريف في شمال المملكة بالقرب من الحدود الأردنية، كما تقوم الشركة في الوقت ذاته بالتنقيب عن الغاز الصخري في نفس المنطقة الذي قدر وزير البترول السعودي علي النعيمي حجمه بنحو 600 تريليون قدم مكعب.
وتنوي «أرامكو» زيادة عدد مراكزها البحثية حول العالم ضمن خطتها الاستراتيجية للتحول إلى مصدر للتقنية وليس مجرد مستورد لها. وفي الولايات المتحدة سيكون لـ«أرامكو» ثلاثة مراكز وهي في هيوستن لأبحاث إنتاج النفط والغاز وفي بوسطن لأبحاث النانو وتطوير تقنيات الحاسب الآلي في عمليات كشف المكامن والمركز الثالث في ديترويت عاصمة صناعة السيارات، وسيطور هذا المركز تقنيات لكفاءة استهلاك الوقود في محركات السيارات.
أما خارج الولايات المتحدة فهناك مركز في باريس وآخر في هولندا ومركز لبحوث ثاني أكسيد الكربون في كوريا لإجراء البحوث وتطوير التقنيات المبتكرة والحلول لمعالجة تحديات الطاقة العالمية.
وتسعى الشركة الآن إلى إضافة مركز آخر في العاصمة الصينية بكين.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}