نبض أرقام
12:37 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

كيف يتم تداول الذهب في البورصة؟

2015/02/07 أرقام
مع التوسع في حركة تداول الذهب كإحدى السلع المرغوبة من قبل المستثمرين نمت الحاجة إلى مزيد من الأدوات التي تساهم في سرعة إنجاز شراء المعدن النفيس وبيعه كذلك.

ويعد تداول الذهب في بورصة العقود المستقبلية الأداة الأهم في هذا الصدد، فيما شهدت حركة الأسعار تطورا دراماتيكياً منذ فك ارتباط الدولار/ الذهب (35 دولارا للأوقية) الشهير من قبل الرئيس الأمريكي "نيكسون" عام 1971 وما نجم عنه من ارتفاع بنسبة ناهزت 2200% في سعره خلال السنوات التسع التي تلت اتخاذ هذا القرار.

وبلغ ثمن الأوقية الواحدة حوالي 800 دولار عام 1980، قبل أن تدخل في مسار هبوطي لمدة 19 عاما تقريبا مع بلوغها 256 دولارا سنة 1999 لتعكس اتجاهها إلى الصعود مع بلوغها مستوى قياسيا جديدا فوق 1900 دولار خلال سبتمبر/أيلول عام 2011.

وربما لا يعرف الكثير من متابعي حركة أسعار المعدن الأصفر الكيفية التي يتم عن طريقها تداوله من خلال بورصة العقود المستقبلية ومجموعة "سي ام إي" التي تعد الأكبر عالمياً في سوق عقود السلع الآجلة بشكل عام.

كيف يصل الذهب إلى مستودعات بورصة العقود المستقبلية؟

الأمر ليس معقدا فبعد الحصول على الذهب بنقاوته المرتفعة بعد استخراجه من المناجم، أو إذا كان على شكل خرده "على هيئة كسر وقطع مستعملة من الحلي والمجوهرات"، وإتمام تنقيته وإنتاج سبائكه في معامل وشركات تكريره بالمواصفات القياسية المتعارف عليها يصبح جاهزا للتسليم.

ومن المعلوم أن السبائك والقضبان الذهبية المنتجة تكون إما مملوكة من قبل شركات التكرير التي اشترتها بالفعل من المناجم أو تقوم تلك الشركات بتنقيتها وتكريرها لعملاء خارجيين.

هذا ويجب أن تكون الشركات العاملة في هذا المجال ذات علامة تجارية مسجلة ومعترف بها مثل مجموعة "Heraeus" الألمانية التي تأسست في منتصف القرن التاسع عشر تقريبا، والتي لا يتوقف عملها فقط على الذهب بل يشمل الفضة وبقية المعادن الثمينة.
 


ولكن كيف تتم عملية النقل؟ ومن الذي يقوم بذلك؟

بعد إنتاج السبائك الذهبية بمواصفاتها القياسية يأتي دور شركات متخصصة في نظم الأمن والتي يقع مقرها في ريتشموند "Brinks"، وتوجد أيضا "IBI Armored" و "Via Mat International" لنقلها إلى مستودعات مخازن "كومكس"، ولا يمكن أن تتم تلك العملية إلا عن طريق شركات معتمدة وموثوقة.

وفي حال خروج سبائك وقضبان الذهب من مخازن بورصة العقود المستقبلية، فإن مجموعة "سي ام إي" لا يمكنها ضمان بقائها ضمن نطاق المعايير والمواصفات القياسية المعروفة، وإذا رغب مالكها في إعادتها مرة أخرى يجب أن يتم ذلك عن طريق الشركات المذكورة آنفا وبنفس الطريقة.

متى تصبح السبائك الذهبية قابلة للتداول في البورصة مثل الأسهم وغيرها؟

بعد وصول السبائك إلى مخازن بورصة العقود المستقبلية بالطريقة السليمة تصبح "مؤهلة للتداول"، حيث تحرر "ايصالات" التسليم، ويصبح الذهب كالأسهم "المسجلة".

وتعمل تلك الإيصالات كصكوك الملكية التي يمكن تناقلها من طرف لآخر بينما يدفع حاملها تكاليف التخزين، وفي الغالب الأعم فإن تلك الإيصالات تبقى مع شركة السمسرة التي تقوم بعملية الوساطة في التداول، وتعد حالات احتفاظ الأشخاص بها نادرة جدا فهي مثل تداول الأسهم والسندات التي لا ينظر التجار إلى اقتنائها بل لتحقيق ربح من ورائها.

ما العلاقة بين مخزون الذهب وحركة الأسعار؟

بالطبع هناك علاقة بين الذهب الموجود ضمن مخزن البورصة في كومكس، وحركة الأسعار، وهو ما يوضحه الرسم البياني المأخوذ من " BullionVault"، حيث يميل المخزون إلى التراجع مع هبوط أسعار المعدن النفيس، أي أن العلاقة بينهما طردية حسب الرسم الذي يمثل ما يزيد قليلا عن 18 عاما.
 

 

لكن كيف يتم تبادل العقود المستقبلية التي تمثل الذهب؟

كما ذكر آنفا فإن بورصة مجموعة "سي ام إي" تعد الأكبر عالمياً في مجال تداول العقود المستقبلية، والذهب باعتبارة سلعة يجرى تداولها من قسم "كومكس" في بورصة نيويورك التجارية الذي تم شراؤه من قبل المجموعة.

ومن خلال التداول فإن العقود المستقبلية التي تعد بمثابة اتفاق لتسليم كمية محددة في وقت محدد مستقبلاً، فيما تظل هناك كمية كبيرة من السيولة في هذه السوق نتيجة الروافع المالية التي تسمح بدفع كمية صغيرة من المال والحصول على أضعاف أضعافها حسب شركات السمسرة لشراء كمية كبيرة من الذهب.

وتحاول الشركات العاملة في هذا المجال التحوط سواء في المناجم، مصنعي المجوهرات، وغيرهم ضد التذبذب الحاصل في هذه السوق بشراء العقود المستقبلية، لكن يشاركهم في ذلك مضاربون يريدون تحقيق أرباح من ارتفاع وانخفاض الأسعار.

ولهذا السبب فإن معظم صفقات تلك العقود يتم إنهاؤها قبل موعد التسليم المحدد، وليس ذلك للذهب فقط بل لجميع عقود السلع تقريباً مما يعني أن الغالبية الكبرى للمشاركين في السوق من المضاربين.

لكن يوجد بعض الشركات – كما ذُكر تريد التحوط- مثل وحدة تقوم بصناعة المجوهرات ضد مخاطر حركة الأسعار ومن ثم تدخل سوق العقود لبيع بعضها.

ولتوضيح ذلك لنفترض أن صائغاً يحتاج لمئة أوقية لتصنيع 400 خاتم ذهبي، وسوف يستغرق ذلك على الأرجح حوالي أسبوعين للانتهاء منها، فيما لا يريد هذا الصائغ التعرض لمخاطر حركة الأسعار فماذا يفعل؟؟

يتجه إلى سوق العقود الآجلة لبيع عقد "100 أوقية" من خلال البورصة المختصة، بينما يقوم في ذات الوقت بشراء الذهب العيني اللازم لتصنيع تلك الخواتم "100 أوقية"، أي يتلاشى بذلك تعرضه لمخاطر تقلب الأسعار عن طريق هذا التحوط، وبعد اتمام عملية تصنيع الخواتم وبيعها خلال الأسبوعين يقوم بشراء العقد الآجل الذي باعه.

وهكذا يتواصل التداول في سوق العقود المستقبلية ويحاول المضاربون دفع الأسعار في اتجاه ما، والذي تحدده عوامل كثيرة تشمل الصناعة بحد ذاتها وأساسياتها، بجانب كون الذهب أحد أهم الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات الأزمات.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.