بعد نحو 40 سنة على إنشائها، ستنطفئ الشعلة التي تنير جنوب جدة في حي المصفاة، والمعروف باسم بترومين، حيث أصبح إقفال مصفاة جدة أمرا حتميا بالنسبة لشركة أرامكو السعودية إلا أن تاريخ إقفالها لا يزال مصدر اختلاف.
وأوضح مصدر في الشركة لـ"مكة" أن أرامكو تريد إقفال المصفاة بمجرد بداية العمل في مصفاة جازان، حيث سيتم شحن المنتجات كالبنزين والديزل من جازان إلى جدة بدلا من الاستمرار في تشغيل مصفاة جدة.
وكانت الخطة الأساسية تتمثل في إقفال المصفاة بحلول 2018 ولكن لا يبدو واضحا ما إذا كانت المصفاة ستقفل في ذلك الحين، أو سيتم تمديد العمل بها لفترة أطول، إذ إن مصفاة جازان ستبدأ بالعمل في 2017 ولن تصل إلى طاقتها التشغيلية الكاملة قبل حلول 2018، وحتى ذلك الوقت يجب أن تنتج مصفاة جدة زيت الوقود الثقيل الذي يذهب لمحطات الكهرباء وتحلية المياه كوقود لتشغيلها.
ولكن ما الذي يجعل شركة أرامكو تتخذ قرارها بإقفال مصفاة جدة؟ هناك ثلاثة أسباب كما أوضح المصدر لـ»مكة» وجاءت على النحو التالي:
المصفاة ليست اقتصادية:
إحدى مشكلات مصفاة جدة أنها صغيرة الحجم وتكرر فقط نحو 90 ألف برميل يوميا من النفط الخام لتحويله إلى منتجات في أحسن الأحوال إذا ما تم تشغيل كامل طاقتها الإنتاجية، ولكنها ليست كذلك، فهي تكرر فقط ما بين 60 إلى 70 ألف برميل يوميا، وفي عرف المصافي تعد الكمية ضئيلة جدا لجعل أي مصفاة اقتصادية.
المصفاة قديمة جدا:
مصفاة جدة قديمة وتم تأسيسها في 1967 ميلادية، وهي المصفاة الوحيدة لأرامكو اليوم التي لم تخضع لعملية تحديث كبيرة، فهي ليست ملحقة بوحدة تكسير كما أنها ليست ملحقة بوحدة لإنتاج البتروكيماويات، إضافة إلى كونها لا تستطيع تحويل زيت الوقود إلى منتجات أخرى.
وتعمل المصفاة بطريقة قديمة وهي طريقة التقطير، وحتى يتم تحديثها تحتاج إلى استثمارات كبيرة جدا، ولكن الشركة قررت عدم المضي في هذا نظرا لأن أرامكو تمتلك مصفاة جديدة في جازان، ومجموعة مصاف متطورة في ينبع، وتمت توسعة مصفاة بترورابغ، وكان هناك اقتراح بتحويل مصفاة جدة إلى مصفاة «توبينق» لإنتاج زيت الوقود فقط، وليس المنتجات الأخرى، وكان هناك اقتراح بعدم إقفالها وإرسال زيت الوقود إلى جازان أو ينبع لتحويله إلى منتجات خفيفة كالبنزين والديزل، ولكن يبدو أن هذا الاقتراح لم يعد مجديا من الناحية الاقتصادية.
المصفاة غير ملائمة للبيئة:
مصفاة جدة ليست صديقة للبيئة أبدا لسببين، الأول: كونها داخل النطاق العمراني وملاصقة للعديد من المناطق السكنية، أما السبب الثاني لأن أرامكو وضعت خطة لإنتاج الوقود النظيف الذي يحتوي على كبريت بنسبة 10 في المليون من جميع مصافيها بحلول 2017، وتم تحديث العديد من المصافي إضافة إلى أن المصافي الجديدة ستنتج الوقود النظيف، وتريد أرامكو إنتاج الوقود النظيف حتى يكون صديقا للبيئة المحلية ومناسبا للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، وإنتاج الوقود النظيف من جدة سيكون مكلفا جدا ولهذا قررت الشركة عدم المضي في مشروع تحديث مصفاة جدة.
وتخدم المصفاة الواقعة في جنوب مدينة جدة معظم المنطقة الغربية وإغلاقها سيزيد الطلب على المصافي السعودية الأخرى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}