أصدر موقع "بلومبرج" أول تصنيف من نوعه لأكثر البنوك المركزية دقة في توقعاتها لأداء اقتصاداتها على مستوى الدول الكبرى، ويعد هذا هو التصنيف الأول من نوعه الذي يقوم به الموقع والذي يقيس مستوي توافق التوقعات الاقتصادية الأولية للبنوك المركزية مع الأداء الفعلي لاقتصادات دولها.
وتنطوي توقعات البنوك المركزية على أهمية كبرى للأسواق والمستثمرين لأنها تعطي إشارة الى أنها تخطط السياسات النقدية للدولة اعتمادا على أسس دقيقة وواضحة، وكلما جاءت تلك التوقعات متوافقة مع الواقع كلما زادت الثقة في الأداء الاقتصادي للدولة بصفة عامة.
تخبط مؤقت
ورغم التخبط الذي اجتاح تقديرات كافة البنوك المركزية على مستوي العالم في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي جعلت دقة التوقع أمرا شبه مستحيلا رصد التقرير تحسنا كبيرا في مستوى دقة توقعات البنوك المركزية مع بدء تراجع حدة الأزمة.
وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ارتكبت البنوك المركزية بالدول السبع الكبرى أخطاء أقل كثيرا فيما يتعلق بتقديراتها المتعلقة بأداء اقتصاداتها مثل معدلات النمو والتضخم وغيرها من العوامل الاقتصادية، باستثناء بنك اليابان الذي مني بأكبر نسبة لعدم دقة التوقعات.
واعتمد تصنيف "بلومبرج" على قياس دقة توقعات البنوك لإجمالي عائد الناتج المحلي لعام مقبل وتقديرات التضخم لعامين مقبلين ومدى توافقها مع الأداء الفعلي لهذه العوامل خلال الفترة من عام 2005 وحتى عام 2014.
وفيما يتعلق بتقديرات اجمالي عائد النمو المحلي حقق البنك المركزي الكندي المركز الأول في "دقة التوقعات" يليه البريطاني ثم الأوروبي فالأمريكي وأخيرا الياباني.
لكن التقرير عزا سوء أداء بنك اليابان بالنسبة لدقة توقعات الناتج المحلي إلى التركيب الأكثر تعقيدا للاقتصاد الياباني، حيث يعد أكثر الاقتصادات تركيبا وتعقيدا على مستوي الاقتصادات المائة وأربعة وأربعين التي يتعقبها مؤشر "التشابك الاقتصادي" لمؤسسة "MIT" والذي يقيس مدى تنوع وتشابك اقتصاد الدولة اعتمادا على البيانات التجارية المتوفرة، على الجانب الآخر يعد الاقتصاد الكندي الأقل تعقيدا على المؤشر مما يزيد سهولة مهمة التوقعات للبنك المركزي ويفسر نتيجة تصنيف "بلومبرج".
وعلى صعيد توقعات التضخم احتفظ المركزي الكندي أيضا بالمركز الأول يليه الأمريكي ثم الأوروبي فالياباني وأخيرا البريطاني.
النقد الدولي
ووفقا لتقرير "بلومبرج" يعد صندوق النقد الدولي المؤسسة المالية الأكثر دقة في توقعاتها للأداء الاقتصادي متفوقا على كل البنوك المركزية سالفة الذكر في هذا الصدد، ورغم كونه مؤسسة مالية دولية كبرى فهو لا يمتلك سلطة محلية في أي دولة لتحديد سياساتها النقدية مثل تحديد أسعار الفائدة، ومن هنا تأتي أهمية تواجد البنوك المركزية للدول التي تقوم بهذه المهمة.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}