يشهد قطاع صناعة الدراجات الهوائية ثورة فعلية اذ باتت ثلاث دراجات من كل عشر تصنعها شركة "غازيل" احدى كبريات شركات هذا القطاع في هولندا، كهربائية.
وتشهد مبيعات الدراجات الكهربائية ارتفاعا كبيرا في دول اوروبية عدة ولا سيما في هولندا والمانيا وهي تدعم سوق الدراجات الهوائية الاوروبية في مواجهة المنافسة الاسيوية.
وتعتد هولندا بتقليد ركوب الدراجة الهوائية منذ اكثر من مئة عام مع وجود حوالى 20 مليون دراجة فيما عدد سكانها 17 مليونا. وهي السباقة في مجال التطور في هذا المجال.
ويقول خيرارد رييك المحلل المالي لدى شركة "اس ان اس سيكيوريتيز"، "اعطت الدراجة الكهربائية دفعا قويا لسوق الدراجات الهوائية".
وبيعت في الاتحاد الاوروبي خلال العام 2014 حوالى 1,14 مليون دراجة كهربائية في مقابل 907 الاف في العام 2013 و854 الفا في 2012 و98 الفا في 2006 على ما تظهر الارقام التي نشرها الاتحاد الاوروبي لصناعة الدراجات الهوائية الاوروبية.
ففي هولندا كانت 21 % من الدراجات التي بيعت العام 2014 كهربائية وهي النسبة الاعلى بين كل دول اوروبا.
ولم تنشر ارقام العام 2015 الا ان شركة "غازيل" قالت انه في نهاية العام كانت نسبة الدراجات الكهربائية التي انتجتها تصل الى الثلث تقريبا.
واستثمرت "رويال داتش غازيل" وهو اسمها الكامل قبل فترة قصيرة عشرة ملايين يورو في تحديث مصنعها في ديرين قرب الحدود مع المانيا والذي ينتج حوالى 275 الف دراجة سنويا.
وتعود ملكية الشركة الى مجموعة "بون هولدينغز" الهولندية التي تمتلك ماركتي "سيرفيلو" و"سانتا كروز" كذلك.
ويقول فيردي ارتيكين الناطق باسم شركة "غازيل"، "في هولندا تبقى سوق الدراجات الهوائية مستقرة مع تراجع طفيف في حين ان سوق الدراجات الكهربائية تستمر بالنمو" مشددا على ان مبيعات ماركته من الدراجات الكهربائية شهدت ارتفاعا بنسبة 10 % سنويا في الاعوام الاخيرة.
والمشهد نفسه يسجل لدى "اسيل" الشركة العملاقة الاخرى في هذا المجال في هولندا والتي تملك ماركات "باتافوس" و"كوغا" و"سبارتا". فقد ارتفعت مبيعاتها من الدراجات الكهربائية بنسبة 20 % في النصف الاول من العام 2015 في مقابل 4 % على صعيد الدراجات الهوائية التقليدية.
-تضاريس مختلفة-
وترحب جمعية راكبي الدراجات الهوائية بهذا الوضع ويقول الناطق باسمها مارتن فان ايس "نشهد صعود اشخاص على دراجات كهربائية لم يسبق لهم ان ركبوا دراجة هوائية او انهم يفعلون ذلك في مناسبات قليلة".
وهو يعطي مثالا عن اشخاص باتوا يتوجهون الى مركز عملهم على الدراجة بدلا من السيارة او النقل المشترك مشددا على ان "الدراجة الكهربائية تقصر المسافات".
ويشير ايضا الى المسنين "ففي الماضي اذا تراجعت صحة الشخص او اذا كان الامر يتطلب مجهودا جسديا اكبر كانت الدراجة الهوائية تركن في المرآب ولا تخرج منه بتاتا".
الا ان الدراجة الكهربائية الصغيرة ليست موجهة في الاساس الى اسواق الدراجات الهوائية التقليدية مثل هولندا والمانيا او الدنمارك بل ان لها طموحات كبيرة في دول فيها الكثير من الاودية مثل ايطاليا وفرنسا والنمسا على ما يشدد المحلل خيرارد رييك.
ويلفت ايضا الى قيام سوق للدراجات الكهربائية "الرياضية".
ويوضح "هذا امر غير متوقع اذ لا نتصور ان رياضيين يرغبون بامتطاء دراجة مع مساعدة كهربائية".
الا ان الدراجة الكهربائية تسمح للاشخاص الذين لا يتمتعون بكل مواصفات الرياضيين ان يتجاوزوا بعض العقبات.
- استمرارية القطاع -
لكن الدراجات الكهربائية لا تنتشر كثيرا في المدن حيث منفعتها محدودة بسبب كثرة العوائق منها الاشارات المرورية على ما يقول فان ايس.
ويوضح "الدراجة الكهربائية لا تفيد كثيرا اذا كنا مضطرين الى التوقف عند 15 اشارة ضوئية. ولا يمكننا عندها ان نسرع كثيرا بها".
ويبقى سعر الدراجة الكهربائية عائقا ايضا. فهي تكلف لدى "غازيل" الفي يورو كمعدل وسطي في مقابل 600 يورو للدراجة عادية على ام يقول ارتيكين.
ويقول فان ايس من جهته "ان الناس في المدن الكبرى يعتبرون ان الدراجة يجب ان تكون مفيدة وتكلف اقل شيء ممكن ولا ينظرون اليها على انها منتج فاخر".
في العام 2015 زادت سرقات الدراجات الكهربائية بنسبة 20 % ولا سيما في المدن على ما ذكرت الصحف الهولندية اخيرا نقلا عن شركتي تأمين كبيرتين تعنيان بالدراجات الهوائية.
وتراهن المصانع الاوروبية كثيرا عليها في مواجهة اليد العاملة الرخيصة في مناطق اخرى في العالم لا سيما في آسيا.
فالنماذج الرفيعة المستوى لا تزال تصنع في اوروبا في حين ان الدراجات الادنى سعرا تأتي من خارجها على ما يؤكد المحلل خيرارد رييك.
وتصنع 60 % من الدراجات التي تباع في اوروبا محليا في مقابل 76 % في العام 2000.
ويؤكد رييك "يشكل قطاع الدراجات الغالية الثمن مثل الدراجات الكهربائية بالنسبة للمصنعين المحليين مسألة بقاء واستمرارية".
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: