انطلق السباق نحو "البيت الأبيض" من ولاية "آيوا" الأمريكية في الأول من فبراير/شباط الجاري، وتعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أهم الأحداث السياسية والاقتصادية في العالم، وهي تعد أطول السباقات الرئاسية وأكثرها تكلفة بين دول العالم، حيث تستغرق نحو عامين وتتكلف قرابة 4 مليارات دولار (وفقاً لتقديرات انتخابات 2016 حتى الآن).
واستعرض "بي بي سي" مراحل الانتخابات الأمريكية بالتفصيل منذ التفكير في الترشح وحتى حفل تنصيب الرئيس الذي يضطلع بأصعب وظيفة في العالم.
المراحل المبكرة
- أي مواطن أمريكي لا يقل عمره عن 35 عاماً وأقام بالولايات المتحدة لمدة 14 عاماً الحق في الترشح للرئاسة.
- يقوم الراغب بالترشح بتكوين "لجنة استكشافية" لرصد حجم شعبيته وقدرته على جمع التبرعات، فإذا لفت انتباه الإعلام ومسؤولي الأحزاب والمحللين والمتبرعين فإنه يعلن رسمياً عن ترشحه للرئاسة.
- خلال الـ 70 عاماً الأخيرة كان أغلب مرشحي الأحزاب الرئيسية من أصحاب المناصب العامة مثل النواب وحكام الولايات والقيادات العسكرية المتقاعدة، لكن هذا العام شهد فارقاً حيث ترشح بعض الأشخاص من خارج تلك الدائرة مثل رجل الأعمال "دونالد ترامب" وجراح الأعصاب "بن كارسون" المرشحين عن الحزب الجمهوري.
- بعد الإعلان عن المرشحين يقوم كل منهم بدعاية انتخابية مكثفة حتى موعد الانتخابات.
الانتخابات التمهيدية والكوكاس:
- هناك نوعان من الاقتراع في هذه المرحلة، بعض الولايات تختار ما يعرف بالانتخابات التمهيدية وهي تشبه الانتخابات التقليدية وتٌقام بمراكز الاقتراع ويشارك بها عدد كبير من الناخبين.
- هناك ولايات أخرى تختار نظام المجالس الانتخابية أو "كوكاس" ويتم في الكنائس والمدارس والبيوت، ويقوم المندوبون بتكوين فرق لإقناع الناخبين بمزايا المرشح، ولا يشهد هذا النظام كثافة انتخابية كبيرة حيث يقتصر غالباً على الناخبين المرتبطين ايديولوجياً بأحزاب المرشحين.
- تنطلق هذه المرحلة في الأول من فبراير/شباط، وتعد ولاية "إيوا" أولى محطاتها منذ السبعينيات، ففي عام 1972 بدأت الولاية الانتخابات التمهيدية في يناير/كانون ثاني أي قبل موعدها المعتاد، ومن حينها وهي تعتبر الانطلاقة الأولى لهذه المرحلة.
- بدأت هذه المرحلة بالفعل وتم الإعلان عن فوز "هيلاري كلينتون" على "بيرني ساندرز" عن الحزب الديموقراطي، وفوز "تيد كروز" على "دونالد ترامب" عن الحزب الجمهوري، وتستمر حتى يونيو/حزيران، ويحاول خلالها كل مرشح جذب أكبر عدد من الناخبين.
مؤتمرات الحزبين الديموقراطي والجمهوري
- في نهاية فصل الصيف وقبل شهرين ونصف تقريباً من الانتخابات النهائية تنعقد المؤتمرات الوطنية للحزبين الديموقراطي والجمهوري، فيعلن كل حزب عن مرشحه الرسمي النهائي بناءً على تصويت الناخبين في الانتخابات التمهيدية و"الكوكاس".
- في معظم الأحيان يكون المرشح الفائز معروف مسبقاً، لذلك تجرى المؤتمرات وسط أجواء احتفالية تعزز موقف المرشح مع عرض على أهداف وأجندة الحزب.
ــ يقوم المرشح الفائز خلال أو بعد المؤتمر باختيار مرشحه لشغل منصب نائب الرئيس، وغالباً يكون من المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز.
المنافسة النهائية
- بعد المؤتمرات الوطنية تحتدم المنافسة مباشرة بين المرشحين الفائزين، وتشتد الدعاية الانتخابية من خلال الظهور الإعلامي وتنظيم المناظرات الانتخابية، وينفق كل مرشح ملايين الدولارات على الدعاية في تلك الفترة.
- سيشهد الموسم الانتخابي الحالي ثلاث مناظرات بين المرشحين الرئاسيين ومناظرة بين مرشحي منصب نائب الرئيس ــ وفقاً لما أعلنت لجنة المناظرات الرئاسية.
- خلال الأسابيع الأخيرة يكثف كل مرشح الدعاية في الولايات التي يطلق عليها "أرض المعركة" نتيجة لتقارب نسبة التصويت بين المرشحين أملاً في حسم النتيجة لصالحه.
- تقوم أعداد كبيرة من المتطوعين ومندوبي الانتخابات مدفوعي الأجر بدعاية واسعة في الولايات الرئيسية، حيث يقومون بإجراء المكالمات الهاتفية وزيارة المنازل لإقناع الناخبين بالتصويت لمرشحيهم.
يوم الانتخاب:
- تجرى الانتخابات النهائية في يوم الثلاثاء في الفترة بين 2 إلى 8 من شهر نوفمبر/تشرين ثاني ، وهو ما يصادف الثامن من الشهر هذا العام.
- لا يضطر الناخبون للتوجه بأنفسهم للجان الاقتراع حيث تعتمد الولايات المتحدة "نظام الكلية الانتخابية، وفيه يختار الناخبون "ممثلين" عنهم يقومون بجمع الأصوات بكل ولاية، ويتم تخصيص عدد معين من الممثلين لكل ولاية وفقاً لعدد سكانها.
- وبسبب هذا النظام قد يفوز أحد المرشحين بالبيت الأبيض على الرغم من عدم فوزه في الانتخابات الشعبية حيث ينجح "بالكلية الانتخابية على غرار ما حدث في انتخابات عام 2000 بين كل من "جورج دابليو بوش" و"آل جور" حيث فاز الأول بالرئاسة على الرغم من خسارته في التصويت الشعبي.
حفل التنصيب
- وفقاً للدستور الأمريكي يتم تنصيب الرئيس الجديد في العشرين من يناير/كانون ثاني اللاحق لعام الانتخابات.
- خلال الفترة الممتدة من إعلان نتيجة الانتخابات ويوم التنصيب يقوم المرشح الفائز بتشكيل وزارته ورسم استراتيجية أكثر وضوحاً لتنفيذ برنامجه الانتخابي.
- في نفس الوقت يقوم الرئيس السابق بجميع متعلقاته استعداداً لمغادرة البيت الأبيض.
ما بعد التنصيب
ــ ملامح الحياة الرئاسية بعد التنصيب تكون صعبة، حيث يصبح الرئيس سجين البيت الأبيض، فلا يستطيع التجول في الشوارع بحرية دون مرافقة المساعدين وأفراد الحراسة.
- سيتحمل المراقبة والانتقاد لكل كلمة أو موقف يصدر منه طوال 24 ساعة، وسيعمل لـ 12 ساعة متواصلة وسط عدد من المساعدين الطامحين للسلطة.
- ستكون هناك صراعات متواصلة مع وسائل الاعلام والمعارضة التي تكرس جهودها لعرقلة كل خطوة يقوم بها الرئيس بدءاً من البرامج الاقتصادية الضخمة وحتى أبسط الاجتماعات.
ــ لكن على الجانب الآخر سينول شرف ترك بصمته على دولة تضم 318 مليون شخص بل والعالم أجمع، فسيساهم في تشكيل اقتصادها وثقافتها ومجتمعها ويضمن لنفسه صفحة مميزة في كتب التاريخ.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}