قالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن ثلاثة بنوك قطرية هي الخليجي والأهلي وقطر الدولي في المراحل الأولى لمباحثات بشأن عملية اندماج قد تضم أصولا بقيمة تتجاوز 30 مليار دولار.
وإذا حققت الصفقة تقدما فستكون مثالا نادرا على الاندماج بين البنوك في منطقة الخليج إذ إن كبار المساهمين المحليين عادة ما يمانعون في التخلي عن السيطرة نظرا لما يكون لهم من شأن في امتلاك بنوكهم.
لكن في ظل معاناة البنوك القطرية جراء تدني أسعار النفط بالإضافة إلى المشكلة القائمة منذ وقت طويل وهي وجود عدد أكبر من اللازم من البنوك في البلاد، أصبح المنطق وراء مثل عمليات الاندماج تلك أكثر إلحاحا.
ويبلغ عدد البنوك المحلية والدولية التي تخدم سكان قطر البالغ عددهم حاليا نحو 2.4 مليون نسمة 18 مصرفا.
ولم يرد ممثلو البنوك الثلاثة على اتصالات ورسائل بالبريد الإلكتروني.
وإذا حدث تقدم في عملية الدمج فإن أصول الكيان الناتج ستتجاوز قيمتها 120 مليار ريال (33 مليار دولار) وفق حسابات رويترز مما يجعل البنك الجديد الناتج عن عملية الدمج منافسا للبنك التجاري ثالث أكبر بنك في البلاد من حيث الأصول.
وعلى الرغم من أن المفاوضات ما زالت جارية وأن إتمام صفقة قد يفيد البنوك الثلاثة ليست هناك ضمانات للتوصل لأي اتفاق إذ إن آخر محاولة لدمج بنوك في قطر انهارت في يونيو حزيران 2011 بعد أكثر من عام من المباحثات وكانت بين بنكي الخليجي وقطر الدولي.
وما زالت المفاوضات بين البنوك الثلاثة في المراحل الأولى ولم يتم اختيار جهة لتقديم المشورة بعد بحسب المصادر الثلاثة الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لعدم علنية المعلومات.
وقال أحد المصادر إن البنوك الثلاثة تحاول حاليا كسب تأييد المساهمين الرئيسيين في كل منهم وهو أمر مهم في بلد تنتشر فيه ملكية الدولة في الاقتصاد وغالبا ما يمكن أن تتفوق العوامل السياسية على الاعتبارات الأخرى.
وقال المصدر إنه في حالة الحصول على هذا التأييد يمكن أن تنتقل البنوك بعد ذلك إلى الجوانب الفنية الخاصة بدمج أنشطتها مثل تقسيم الملكية في الكيان الجديد.
ويمتلك جهاز قطر للاستثمار -الصندوق السيادي في دولة قطر- 39.99 في المئة من بنك الخليجي الذي يعد الأكبر بين البنوك الثلاثة في حين تمتلك مؤسسة قطر 29.4 في المئة من البنك الأهلي القطري وهي حصة اشترتها من البنك الأهلي المتحد البحريني في 2013.
ومؤسسة قطر هي وعاء استثماري مملوك للدولة يركز على العلوم والتعليم.
ومن بين كبار مساهمي بنك قطر الدولي غير المدرج في البورصة شخصيات بارزة من الأسرة الحاكمة ومن بينهم الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء السابق ورئيس جهاز قطر للاستثمار الذي يتولى منصب رئيس مجلس إدارة البنك.
وقال مسؤول بارز في القطاع المصرفي في قطر إن عملية الدمج الثلاثي ذات جدوى وستحقق فوائد محتملة للبنوك الثلاثة وللقطاع المصرفي ككل على الرغم من تعقيداتها.
وقال المسؤول إن "القطاع المصرفي متشرذم جدا في قطر ومن ثم فإن على البنك المركزي أن يرحب بالاندماج.. إذ قد يقلص (الاندماج) الحاجة إلى دعم البنوك الكبرى إذا صارت الأوقات عصيبة."
أضاف أن بنك الخليجي الذي يتكرر لجوءه لأسواق التعاملات بين البنوك بشكل أكبر للحصول على التمويل سيستفيد من الاندماج حيث أن البنك الأهلي وبنك قطر الدولي يتمتعان بتمويل كبير من خلال الإيداعات.
في الوقت ذاته فإن البنك الأهلي يراقب النفقات عن كثب ويتمتع بعائد أعلى للأصول.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}