طالب مقاولو شركة أرامكو السعودية، بعدم النظر في المدة الزمنية المحددة لتنفيذ برنامج الملك عبدالله لإنشاء الملاعب الرياضية، والتي حددها الأمر السامي بسنتين، مشيرين إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار المساهمة في توطين صناعات سعودية في مجال الإنشاءات الرياضية وإيجاد شركات وطنية تستطيع أن تصدّر خبراتها مستقبلاً إلى الدول المجاورة، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الكثير من الاستثمارات الرياضية ستشهدها المنطقة الخليجية.
وقالوا خلال لقاء أرامكو السعودية بأكثر من 600 شركة ومؤسسة وطنية، بالإضافة إلى المكاتب الاستشارية والهندسية أمس بمقر غرفة الشرقية لعرض مشروع إنشاء 11 أستاداً رياضياً في عدد من مناطق المملكة، إن أرامكو يجب أن تمنح الشركات والمكاتب المحلية الاستفادة القصوى من هذه المشاريع، ليس مالياً فحسب وإنما على مستوى الخبرات التي ستكتسبها الشركات عند السماح لها بتنفيذ هذه الملاعب العملاقة.
وطالبوا بتمديد الفترة أمام الشركات الوطنية، بهدف خلق تحالفات وتأسيس كيانات وطنية عملاقة لتنفيذ المشروع دون الاستعانة بالشركات الأجنية التي دائماً تظفر بالنصيب الأكبر من هذه المشاريع، موضحين أن المدة الزمنية المحددة لتنفيذ المشروع قصيرة جداً ولا تسمح بأن يكون هناك تحالفات عملاقة ووطنية لتنفيذه، معللين بأن المملكة لا ينتظرها في الوقت الراهن مناسبات رياضية عالمية مطالبين بتمديد فترة التنفيذ، إلا أن أرامكو السعودية أكدت بأن الأمر السامي حدد مدة التنفيذ سنتين ولا تستطيع أرامكو تمديده.
وعرض مسؤولو أرامكو السعودية الفرص المتاحة أمام الشركات الوطنية بالإضافة إلى أبرز التحديات المحتملة في تنفيذ مشروع الملاعب، مؤكدة أن الملاعب ستكون مستوحاة من فكرة "ملعب الجوهرة" ولكن لا تشابهها، موضحة أنها بانتظار تحديد واستلام المواقع من قبل إمارات المناطق، محددة أن سبتمبر المقبل سيكون موعداً للبدء في تنفيذ هذا المشروع العملاق.
وقدمت أرامكو بيانات عن الكميات التقديرية للمواد الرئيسة اللازمة لمراحل الإنشاء، والأعمال اللوجستية المختلفة المرتبطة بها. فرسم العرض بذلك صورة تقريبية لمتطلبات تنفيذ تلك المشاريع والتوطين وبرامج تدريب السعوديين التي تشترطها الشركة فيها، وذلك لتوضيح حجم القدرات اللازمة للشركات والمكاتب الهندسية الراغبة في الدخول في تلك المشاريع. كما تحدث مسؤولو الشركة خلال العرض بمزيد من التفاصيل عن أنواع التحديات المرتقبة في تنفيذ البرنامج.
كما بين ممثل إدارة العقود في أرامكو سعيد الغامدي آلية التسجيل الإلكتروني للشركات الراغبة في الدخول لتنفيذ هذه المشاريع وحث الشركات لاقتناص الفرصة في الدخول ضمن مقاولي وشركاء النجاح لتنفيذ المشاريع بعد استيفاء المتطلبات الأساسية.
وقدم مدير عام المشاريع في أرامكو السعودية، المهندس معتز المعشوق، كلمة رفع فيها أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين، على توجيهه الكريم لأرامكو السعودية بتنفيذ برنامج الملك عبدالله لإنشاء الملاعب الرئيسة في مناطق المملكة، والذي سيسهم في تنمية القطاع الرياضي والشبابي في وطننا الغالي.
وعبّر عن اعتزاز الشركة بما ستتيحه لها هذه الفرصة من التواجد في 11 منطقة من مناطق المملكة لبناء منشآت رياضية حديثة، وكذلك لبناء شراكات جديدة مع مقاولين جدد لم يسبق أن عملت معهم، وأشار إلى إدراك الشركة لحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها لتحقيق تطلعاته -يحفظه الله-، في تنفيذ هذه المشاريع على أعلى المواصفات والمعايير العالمية، استناداً إلى خبراتها العريقة ودعم شركائها لها من شركات المقاولات الإنشائية والمكاتب الهندسية.
وقال المعشوق: "إن أرامكو السعودية تفخر بشراكتها الرائدة مع القطاع الخاص والتي أثمرت عن العديد من المشاريع العملاقة، وبروز العديد من رجال الأعمال الذين يتصدرون اليوم المشهد في القطاع الخاص عبر مساهمتهم في تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية."
وتحدث عن النجاحات التي حققتها الشركة في تنمية قطاعي التوريد والمقاولات في المملكة، حيث أشار إلى أنه في العام الماضي فقط بلغت قيمة مشتريات أرامكو السعودية التي تمت ترسيتها على موردين من السوق المحلية أكثر من 23 مليار ريال سعودي، والتي تشكل نسبة 75% من إجمالي مشتريات الشركة.
كما بلغت قيمة عقود مقاولات الخدمات التي تمت ترسيتها على شركات وطنية ما نسبته 92% من إجمالي مقاولات الشركات التي تمت ترسيتها.
وشرح المعشوق في كلمته التحديات الكبيرة التي يكتنفها تنفيذ هذا البرنامج الإنشائي الضخم، بما في ذلك إنجازه خلال عامين، وعلى أعلى المواصفات والمعايير العالمية واضعاً في الحسبان توطين فرص التصنيع وسلاسل التوريد والوصول إلى القوى العاملة المؤهلة، وتنفيذ المشاريع بكفاءة عالية، ضمن هذا الجدول الزمني القصير، مشيراً إلى أهمية إيجاد السبل بما فيها الشراكات للإسهام في بناء قدرات كبيرة في القطاعين الهندسي والإنشائي والاستفادة من التجارب الوطنية الناجحة في هذا المجال.
ودعا المعشوق في ختام كلمته رجال الأعمال للاستفادة من هذا اللقاء والاطلاع على آلية تسجيل المقاولين الجدد مع الشركة ليتمكنوا من المشاركة مع أرامكو السعودية في تحقيق إنجازات جديدة للوطن.
وعرض المهندس إبراهيم المولد -إدارة المشاريع بشركة أرامكو السعودية- فرص العمل المتاحة أمام للشركات والمؤسسات والمكاتب الاستشارية المحلية، موضحاً أنها تشتمل على الأعمال التنفيذية الأساسية المؤقتة ودراسات واختبارات التربة، وتجهيز المواقع وأعمال البنية التحتية للشبكات والمرافق المؤقتة، تجهيز المكاتب وسكن العاملين، بالإضافة لتجهيز مكاتب ومرافق خدمات الأمن والسلامة، المتوفرة هي فرص متاحة لمقاولي الأساسات والأعمال المدنية والمكيانيكية والكهربائية والصحية والأنظمة ذات الجهد المنخفض والأغلفة الخارجية والهياكل الحديدية ومقاولي التصاميم الداخلية والأسفلت والتصاميم الزراعية الطبيعية.
وقال المولد إن أرامكو السعودية ستقوم بشراء المعدات والمواد المهمة بشكل مباشر، كما ستعمل مع المصممين والمهندسين لتطوير وعاء أو قالب موحد يتماز بالمرونة لجميع الملاعب، فيما ستكون الهوية المعمارية الخاصة للملاعب ظاهرة على الغلاف الخارجي للملعب، مشيراً إلى أنه سيتم تحديد التصاميم المعمارية بما يتناسب مع ثقافة كل منطقة من مناطق المملكة المراد إنشاء أستاذ رياضي بها.
وتحدث المولد عن التحديات التي ستواجه المشروع وذكر منها إيجاد فرص تصنيعية قادرة على توفير الكميات المناسبة للمشروع بجودة عالية وفي ظل مدة زمنية قصيرة ومحدودة، وكذلك توفير 7000 من الأيدي العاملة لكل موقع في مدة زمنية قصيرة تتراوح مابين 3 إلى 6 أشهر وبمعدل 77 ألف عامل، وإنجاز جزء كبير من الأعمال المدنية بشكل يومي لفتح مجال عمل للأعمال الأخرى كالكهربائية وغيرها، بالإضافة لتحديد مقاولي الباطن في الإنشاءات لكل منطقة، موضحاً أن مشروع إنشاء 11 أستاذاً رياضياً سيوفر فرص عمل للشباب السعودية تصل إلى 10 الآف فرصة عمل بالإضافة إلى فرص عمل مستقبلية في مجال التشغيل والصيانة.
وبين المولد أن الفترة المقبلة سيتم البدأ في الأعمال الأساسية في المواقع المخصصة لبرنامج الملك عبدالله لإنشاء الملاعب الرياضية في المناطق وكذلك الاستمرار في الانخراط مع مجتمعات الأعمال والجهات المختصة لمناقشة هذه المشاريع.
من جانب آخر ألقى رئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن العطيشان كلمة بين فيها أن قطاع الأعمال السعودي سواء على مستوى قطاع المقاولات أو الخدمات المساندة أن تكون له مساهمة استراتيجية ورئيسية وفق آلية تضمن تنفيذ "برنامج الملك عبدالله لإنشاء الملاعب الرئيسة في مناطق المملكة" بشكل مسؤول واحترافي يراعي من خلاله قواعد المدة الزمنية والتكلفة ومستويات الإنجاز، كما دعى عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية رئيس لجنة المقاولين عبدالحكيم العمار رجال الأعمال إلى المضي في التوجه الذي تنتهجه أرامكو السعودية نحو توطين أعمالها وكذلك الأعمال المرتبطة بمشاريعها في المشتريات والتوريد من السوق المحلية بما يكمل منظومة البناء وفق أسس اقتصادية واستراتيجية، موضحاً أن قطاع المقاولات السعودي أمام فرصة جديدة لتعزيز حظوظه ومكانته تمكينا له وتكريسا للنجاحات التي حققها في الآونة الأخيرة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}