ضعف الأسواق النفطية يجبر أرامكو على إعادة تسعير نفوطها

ظلّت الأسواق الواعدة هي الداعم الرئيسي لمستويات الزيادة السنوية في الطلب العالمي على النفط، مما يحتم - بحسب خبراء الأسواق النفطية - ضرورة مراقبة أداء تلك الأسواق؛ كونها المنفذ الذي يستوعب الزيادات المتوقعة من النفط الخام للبلدان المنتجة.

بدوره قال المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي خلال حديثه ل"الرياض" إن استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار والذي يؤثر سلباً على وتيره تنامي الطلب على النفط في البلدان المستهلكة للنفط (الاسواق الواعدة) مثل الهند، تركيا، جنوب افريقيا وغيرها والتي تعاني من هبوط في عملاتها المحلية مقابل الدولار حيث تأثرت بمقدار 15 - 20 في المائة خلال التسعة شهور الماضية، وهو ما يعني ارتفاع فاتورة وارداتها من النفط الخام والمنتجات البترولية، وهو أمر جدير بأن يحظى باهتمام السوق والدول التي تقوم بتصريف غالب منتجاتها البترولية والبتروكيماوية والنفط الخام الى هذه الاسواق، وقد كان تأثير الازمة المالية واضحا على اقتصادات الاسواق الواعدة في آسيا بصفة عامة خلال عام 1998 حيث هبط إجمالي الطلب على النفط في آسيا من 19.7 مليون برميل يوميا في عام 1997 الى 19.5 مليون برميل يوميا في عام 1998، أي هبوط بمقدار 200 الف برميل يومياً، بينما كانت الزيادة السنوية من هذه الاسواق خلال السنوات 2000 - 2013 عند 700 الف برميل يومياً سنويا من الطلب على النفط الخام وهنا يبرز أهمية وضع هذه الأسواق على أعلى سلم الأولويات، وضرورة متابعتها ومراقبة تطوراتها الاقتصادية لأنه في نهاية المطاف أي أزمة اقتصاديه تعصف بهذه الاسواق تعني بلا شك تأثر اسعار النفط ومختلف الأسواق وإيرادات البلدان المنتجة للنفط، فالعالم اليوم قرية صغيرة مترابطة والاستثمارات أيضاً متفرقة في أسواق العالم وتحظى الأسواق الآسيوية بنصيب كبير من تلك الاستثمارات.

وأشار الشطي إلى أن هنالك علامات ضعف متوقعة في الأسواق الآسيوية خلال الأشهر القادمة مع دخول العديد من المصافي في برامج الصيانة وضعف الطلب على النفط الخام، وقد يبدو ذلك مع تغير في هيكلة أسعار نفط خام دبي تجاه ما يعرف ب "الكونتانغو" وهو يعبر عن توقع فائض في المعروض يؤثر سلبا في اسعار النفط الخام حاليا مقابل المستقبل وهو لذلك يشجع على تخزين النفط الخام خلال هذه الفترة، وقد عكست شركة أرامكو السعودية في تسعيرها لنفوطها حالة الضعف هذه من خلال زيادة الحسومات على نفوطها مقابل نفوط الإشارة وخصوصا النفوط الخفيفة.