أكد مدير إدارة المبيعات المحلية والمساندة اللوجستية في ارامكو السعودية المهندس وليد الكليبي أن رسوم فحص شاحنات نقل المنتجات البترولية تعتبر بسيطة مقارنة بحجم الاستثمارات في الناقلة نفسها، ومقارنة بالمردود الإيجابي للفحص المطلوب الذي سيجنيه مالك الناقلة, موضحاً أن رسوم الفحص من الطبيعي أن تدفع من قبل أصحاب الشاحنات لأنهم هم المستفيد الأول من تطبيق هذا البرنامج الذي يساعد على حماية استثمارات المقاولين في تلك الشاحنات من الأخطار، وسيساعدهم كذلك في الاستمرار في مجال عملهم بكل سلامة وموثوقية أثناء تعبئة ونقل وتفريغ المنتجات البترولية.
وأوضح في حواره مع "الرياض" أن ارامكو بدأت العمل مطلع العام الجاري ببرنامج متكامل لإدارة سلامة وتشغيل الشاحنات الصهريجية الخاصة بالمقاولين الذين يملكون عقودا مع أرامكو السعودية لنقل وتوزيع المنتجات البترولية في المملكة حرصاً على سلامة نقل وتوزيع المنتجات البترولية في المملكة بعد أن اكتشف أن معدل عمر الشاحنات الصهريجية 25 سنة مما تسبب في الكثير من الحوادث بالإضافة إلى أن تقارير السلامة بأرامكو تؤكد مخالفة 1000 شاحنة شهرياً لمعايير السلامة.
وأشار المهندس الكليبي إلى أن عملية الفحص ليست عملية روتينية أو سطحية، بل تحتاج لأجهزة دقيقة وفنيين على مستوى عالٍ من التدريب والخبرة في مجال الفحص والمعاينة، مؤكداً أن تفاصيل الفحص المعمول به في أرامكو السعودية هو المنصوص عليه في المعايير والمقاييس المعتمدة من قبل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الخاص بالفحص والمعاينة والصيانة الدورية للشاحنات الصهريجية التي تعباً من الأسفل.
وبين أن ارامكو تجري حالياً مباحثات مع شركات لتقديم خدمات الفحص الفني للشاحنات في مناطق المملكة سعياً لإيجاد أسعار تنافسية تسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة وقد تم إسناد هذا البرنامج لشركات القطاع الخاص في كافة مناطق المملكة، حيث وقعت مذكرات تفاهم مع 4 شركات لتوفير تلك الخدمات.
برنامج متكامل
* بداية.. حدثنا عن الأسباب التي وقفت وراء إصرار الشركة على تطبيق هذا البرنامج وإلزام المقاولين به؟
- لدينا برنامج للسلامة العامة في أعمال مناولة المنتجات البترولية في المملكة، للمحافظة على موثوقية واعتمادية الإمدادات إلى المستهلكين، وعقدنا منذ سنوات برامج توعوية في سلامة نقل المنتجات البترولية لممثلي المقاولين المتعاقدين معنا، فيما يعرف "بيوم العميل"، وكانت محطات عمليات التوزيع في أرامكو السعودية تقوم بفحص وتفتيش للشاحنات عند دخولها في كل مرة إلى محطات التوزيع التابعة لنا، والأخرى كل ستة أشهر لكل شاحنة وفق آلية وإجراءات تضمن السلامة الخارجية للصهريج فقط .
لكن نظراً للزيادة الملحوظة في عدد مخالفات السلامة المتعلقة بشاحنات نقل المنتجات البترولية التي تم رصدها في محطات أرامكو السعودية، إضافة إلى كثرة حوادثها على الطرق، وأثناء تفريغ حمولتها، وما سببته من خسائر في الممتلكات، رأينا ضرورة تطبيق هذا البرنامج المتكامل، حرصاً منا كذلك على كل ما يتعلق بسلامة مناولة مختلف المنتجات البترولية، سواء داخل منشآت أرامكو السعودية أو نقلها وتوزيعها خارجها على الطرق وتأثير ذلك على أمن وسلامة مرتادي تلك الطرق والمجاورين لمحطات الوقود أو أي منشأة تتعامل مع تلك المنتجات.
وقد قسمناه إلى جزأين يتمثلان في برنامج لفحص ومعاينة الشاحنات الصهريجية بصفة دورية ، وبرنامج آخر لتوحيد تصميم المقطورات.
وقام فريق عمل البرنامج من أرامكو السعودية باجراء مسح ميداني على 3 آلاف شاحنة، مؤخرا وتبين من نتائج هذا المسح أَن معدل العمر التشغيلي للشاحنات الصهريجية الحالية يبلغ خمسة وعشرين عاماً ومستوى معايير السلامة فيها منخفض، مما أدى إلى التسبب في عدد كبير من حالات الأَعطال والحوادث في السنوات الماضية.
كما أظهر المسح الذي أجريناه أن عدد الشاحنات التي يتم رفض دخولها إلى مرافق التوزيع من أجل التعبئة بالمنتجات لمخالفتها اشتراطات السلامة والمحافظة على البيئة، قد بلغ أَكثر من ألف شاحنة شهرياً. هذا، إلى جانب غياب الآليات المناسبة لدى الكثير من المقاولين التي تحكم سلامة تشغيل هذه الصهاريج.
ولتلافي حدوث مثل هذه المخالفات الفادحة والأعطال المتكررة في المستقبل، قامت أرامكو السعودية بإدراج جهات تفتيشية مؤهلة في السوق تقوم بتقديم خدمات الفحص لصهاريج العملاء ومقاولي النقل للتأكد من مطابقة الصهاريج لمواصفة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة ذات العلاقة.
تكلفة الفحص
* شكا عدد من المقاولين من ارتفاع تكلفة الفحص الفني وطالبوا الشركة بتحمل تلك التكلفة. ما تعليقكم على ذلك؟
- الفحص ليس عملية روتينية أو سطحية، بل تحتاج لأجهزة دقيقة وفنيين على مستوى عالٍ من التدريب والخبرة في مجال الفحص والمعاينة، حيث يتم إخضاع الصهريج لعمليات اختبار دقيقة حسب جدول معين، تشمل عمليات ضغط للصهريج وتفتيش عن عيوب في الصهريج، كعيوب في اللحام والأنابيب وسلامة تشغيل وصلات التعبئة والتفريغ الخاصة بالصهريج بشكل خاص والشاحنة ككل بشكل عام. كما تشمل عمليات الفحص الفني التحقق من كفاءة عمل التجهيزات المرتبطة بالسلامة في المقطورة والقاطرة معاً. في حين لا يتطلب الفحص الدوري الذي تشترطه الإدارة العامة للمرور، فحص المقطورة.
وهذا الفحص بتفاصيله المعمول به في أرامكو السعودية هو المنصوص عليه في المعايير والمقاييس المعتمدة من قبل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الخاص بالفحص والمعاينة والصيانة الدورية للشاحنات الصهريجية التي تعباً من الأسفل.
ولذلك فإن رسوم هذا الفحص لكل ناقلة تعتبر بسيطة مقارنة بحجم الاستثمارات في الناقلة نفسها، ومقارنة بالمردود الإيجابي للفحص المطلوب الذي سيجنيه مالك الناقلة.
ولا شك أن رسوم هذا الفحص من الطبيعي أن تدفع من قبل أصحاب الشاحنات لأنهم هم المستفيد الأول من تطبيق هذا البرنامج الذي سوف يساعدهم بلا شك على حماية استثماراتهم في تلك الشاحنات من الأخطار، وسيساعدهم كذلك في الاستمرار في مجال عملهم بكل سلامة وموثوقية أثناء تعبئة ونقل وتفريغ المنتجات البترولية.
وقد كان وما زال لأرامكو السعودية دور كبير في توسع هذا القطاع الاستثماري الحيوي على مدى العقدين الماضيين، وذلك جزء من جهود الشركة لدعم قطاع المقاولات في المملكة ضمن الإسهام في نمو الاقتصاد الوطني.
اربع شركات
* تحدث بعض المقاولين عن عدم وجود هذه الخدمة إلا في المنطقة الشرقية، وأشاروا إلى أن ذلك قد يشكل نوعاً من المعاناة والتكاليف الإضافية لدى ملاك الشاحنات التي تنشط أعمالها في مناطق بعيدة. ما ردكم؟
- تم إسناد تطبيق هذا البرنامج لشركات القطاع الخاص في كافة مناطق المملكة، لتسهيل التزام موزعي منتجات الشركة وناقليها بفحص شاحناتهم دورياً، أياً كان موقع أنشطتهم؛ حيث بادرت الشركة بتوسيع نطاق خدمات الفحص الفني لتشمل جميع المناطق، فوقعت مذكرات تفاهم مع 4 شركات لتوفير تلك الخدمات.
وعلى الرغم من أن المكاتب الرئيسية لتلك الشركات توجد في المنطقة الشرقية، بحكم ارتباطها بالأعمال والعقود الموقعة مع أرامكو السعودية في أعمال متعلقة بصناعة وتكرير المنتجات البترولية؛ إلا أن جميع هذه الشركات ملزمة بتوفير فحص ومعاينة الشاحنات البترولية في كافة مناطق المملكة.
فقد ألزمناها بتوفير مكاتب خدمات في هذه المناطق في حال توافر عدد كبير من هذه الشاحنات فيها، أو إيفاد مندوبيها بشكل دوري لهذه المناطق لتوفير خدمة فحص الشاحنات من خلال برامج مجدولة لذلك، بشكل لا يؤثر على سير عمل الشاحنة نحو الالتزام في تزويد الوقود.
ونجري حالياً مباحثات مع شركات أخرى لتقديم نفس الخدمات في مناطق مختلفة من المملكة، سعياً منا إلى إيجاد أسعار تنافسية تسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة من خلال تلك الشركات.
وعلى كل حال فقد قمنا بإشعار جميع عملائنا كتابياً وعبر اللقاءت المفتوحة معهم خلال الأشهر الماضية بأهداف هذا البرنامج، وأوضحنا جميع الترتيبات المتعلقة بذلك. وبينا لهم ضرورة البدء بجدولة فحص شاحناتهم مع الشركات التي تم اعتمادها وذلك ضماناً لعدم تأثر إمدادات السوق المحلية بالمنتجات البترولية.
خدمة العميل
* هل توجد أماكن محددة للجهات التفتيشية في جميع مناطق المملكة لتقديم خدمات الفحص الفني؟
- ستقوم هذه الجهات التفتيشية بخدمة العميل في المكان المناسب له وذلك بالتنسيق بينه وبين الجهة التي يريد أن تقوم بفحص شاحنته مباشرة في أي من مناطق المملكة.
* ما الذي سيترتب عليه إجراء الفحص الفني للشاحنات؟
- إذا اجتازت الشاحنة بما فيها المقطورة الفحص الفني، فسيحصل العميل على شهادة اجتياز بالإضافة إلى ملصق يتم تثبيته في مكان معين على الهيكل الخارجي للمقطورة كل ستة أشهر. وستكون اختبارات الفحص مجدولة حسب نظام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة. وإذا لم تجتز الفحص، فلن يسمح للشاحنة بالدخول إلى محطات التوزيع في أرامكو السعودية. وستقوم الجهات التفتيشية بتزويد العميل بنسخة من جميع المتطلبات الواجب تعديلها قبل فحصها مرة أخرى.
سلامة الصهريج
* هل هناك فحص يومي آخر سيبقى العمل به سارياً عند كل عملية دخول للشاحنة؟ وهل سيمنعها من دخول محطاتكم في حال عدم اجتيازها له بنجاح؟
- نعم , وسيتم التأكيد على العميل بضرورة المحافظة على سلامة الصهريج قبل الدخول إلى محطات أرامكو السعودية. فإذا وجد أن سبب المنع هو ناتج عن إهمال من قبل العميل، فيجب أن يقوم العميل بالإصلاح المطلوب ومن ثم محاولة الدخول مرة أخرى. أما إذا وجد أن السبب هو ناتج عن اهمال في عملية الفحص، فسيجري ابلاغ مسؤولي الشركة الفاحصة كتابياً لتقييمه.
تصميم موحد
* أشرتم في بداية حديثكم إلى أن هناك برنامجاً جديداً لتصميم موحد للمقطورات الصهريجية، حدثنا عن هذا البرنامج؟
- تنبع أهمية هذا البرنامج من جهة أنه لا يوجد حالياً تصميم موحد ومرجع لجميع الناقلين والعملاء في المملكة، مما يسبب اختلافات في عملية التصنيع وعدم مطابقتها لمتطلبات السلامة في جميع أجزاء الصهريج ومرفقاته. لذلك، راينا أنه لا بد من وجود تصميم موحد يعتمد على مقاييس شاملة تسهل معاينة الصهريج وفحصه حسب أنظمة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة.
ونحن نهدف كذلك من خلال التصميم الموحد للصهاريج البترولية إلى عدد من الفوائد من أهمها؛ زيادة الموثوقية، والكفاءة، وانخفاض التكلفة، بالإضافة إلى توحيد الشكل الخارجي للصهاريج، الذي بدوره سينعكس إيجاباً على قطاع النقل في المملكة.
وقد قمنا بإخطار جميع ورش تصنيع الصهاريج بالتصميم الموحد المطابق لمواصفات الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، الخاصة بتصميم الشاحنات والمقطورات الصهريجية التي تعبأ من أسفل. وطلبنا منهم تطبيق التصميم الموحد على المقطورات الصهريجية الجديدة التي سوف تدخل الخدمة في الشركة ابتداءً من تاريخ تطبيق النظام فقط.
وسيتم تنفيذ التصميم الموحد للصهريج باستخدام ثلاثة خيارات من المواد التصنيعية حسب رغبة مالك الشاحنة وهي الألومينيوم، الفولاذ المعتدل، أوالفولاذ المقاوم للصدأ. أما عن الصهاريج البترولية والموجودة في الخدمة حالياً، فسيستمر العمل بتصميمها الحالي إلى موعد يتم تحديده لاحقاً بعد الاتفاق مع الجهات المختصة لتحديد التغييرات اللازمة لها.
* هل التصميم الموحد شامل للمقطورات الصهريجية الناقلة لجميع أنواع المواد البترولية؟
- نعم، سيشمل التصميم الموحد جميع المشتقات البترولية التي يتم تحميلها أو تفريغها من محطات التوزيع ماعدا المقطورات الصهريجية الخاصة بالأسفلت والغاز المسال.
* هل يلزم التصميم الموحد بسعة ثابتة لجميع المقطورات الصهريجية؟ وشكلٍ موحدٍ للدهان الخارجي؟
- ستكون السعة حسب نوعية المواد البترولية المراد نقلها وذلك عبر تنسيق العميل مع المصنع. أما شكل الدهان الخارجي فقد اعتمدت الشركة شكلاً موحداً لذلك، تراعى فيه متطلبات الدفاع المدني، ومتطلبات اسم الناقل على المقطورة ومتطلبات الملصق الخاص بعملية الفحص.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}