قال المهندس أحمد السبيعي المدير التنفيذي لشركة أس – أويل (الذراع النفطي لأرامكو في كوريا) ، إن المملكة تصدر أكثر من مليون برميل نفط يومياً لكوريا الجنوبية ، وأن دول الخليج قادرة على سد الفراغ الذي ستخلفه إيران في سوق النفط. وتحدث المهندس السبيعي عن (أس – أويل) التي استطاعت بفضل الرؤية الإستراتيجية أن تصبح انجح واربح المصافي الموجودة في الإقليم والعالم .
ولفت المدير التنفيذي ل (أس – أويل) نية الشركة والشركات الكورية استقطاب المؤهلين من السعوديين من خريجي الجامعات الكورية، مؤكداً قدرة تلك الشركات على الاستيعاب نظراً للقيمة والحجم الخاص للمشاريع التي يحصلون عليها . فإلى نص الحوار :
* كيف بدأت فكرة « أس – أويل « ؟
- الفكرة بدأت منذ أن كان معالي الوزير المهندس علي النعيمي المدير التنفيذي لأرامكو وفي ذلك الوقت بدأت تتجه الشركة لتأمين منافذ بيع في الخارج حول العالم . الوزير النعيمي في ذلك الوقت جاءته فكرة ( أس - اويل ) وكانت الشركة مع الإيرانيين وهم في ذلك الوقت تخلوا عنهم . (أس - أويل ) بدايةً هي قصة نجاح كبيرة فقد بدأت بستين ألف برميل ومن ثم الشركة أصبحت تنتج 700 ألف برميل في اليوم، وهذا بفضل الرؤية السعودية، عندما أخذناها لم نستلمها كما هي حالها الآن.
معالي الوزير في عام 1991 اجتمع مع رئيس الشركة وكانت تملكها شركة "سانغ يونغ" وكانوا يملكونها مع الإيرانيين الذين تركوا الشركة منذ أربع أو خمس سنوات ويبحثون عن شريك . وفي ذلك الحين كانت التقارير تشير إلى أن عملية الشراء ليست مجدية وكان ذلك يتزامن مع حرب الخليج آنذاك، والظروف الاقتصادية والسياسية لم تكن مواتية ، ولكن النظرة البعيدة للوزير بأنها ستكون مجدية على المدى الاستراتيجي ، ودخلنا في الشركة وقمنا بتوسيع الشركة من 90 إلى 330 ألفا وقمنا بتوسيع آخر والتوسعات في ذلك الوقت كنا قد عملناها بمواصفات تتقبل نوع النفط ، وبعد هذه التوسعات الكبرى ، حدثت أزمة آسيا الاقتصادية ، لكن بسبب الرؤية الإستراتيجية وبعد ثلاث سنوات وفي عام 2000 بدأنا نكسب مكاسب كبيرة وبعد عشر سنوات أصبحت من اكبر الشركات التابعة لأرامكو ومن انجح واربح المصافي الموجودة في الإقليم والعالم .
* كم برميل تصدر المملكة لكوريا الجنوبية من النفط ؟
- تصدر لكوريا أكثر من مليون برميل في اليوم وحصة الاسد من هذا الرقم ل" اس – اويل " هي تقريباً 640 – 650 ألف برميل للتكرير ، إضافة إلى ذلك أرامكو تتعامل مع شركات أخرى في كوريا مثل (SK ) و (GS) . وكانت قصة ناجحة لأن دور الشركة بشكل تلقائي أصبحت همزة الوصل بين المملكة وكوريا وتحملت أن تكون الجسر بين البلدين ، وكما تعرف ان نظرتنا للشرق هي نظرة اقتصادية بحتة ولا يوجد أي اتصال سوى فيما يخص هذا الشأن ، أما الآن فأصبح الأمر يأخذ عدة أوجه على مستوى الأكاديمي والثقافي لدرجة تجد أن هناك تشابها كبيرا فيما يخص الجانب الثقافي بين البلدين .. وأستطيع القول انهم " بدو الشرق " فهم لديهم التفاصيل الخاصة بجانبنا الاجتماعي من الكرم وغيرها . واعتقد ان التجمعات البشرية التي تقطن شبه الجزر مختلفة عن تلك التي تعيش في الجزر ، فمثلاً شبه الجزيرة العربية والكورية والاسبانية والايطالية هناك تشابه على صعيد التعامل فهم يغضبون بسرعة ويهدأون بسرعة والتكاتف مع بعضهم البعض ، حتى في العادات الغذائية .
* على الصعيد الثقافي والأكاديمي، هل لدى "أس – أويل" رغبة في استقطاب بعض السعوديين الذين انهوا دراستهم كمبتعثين في الجامعات الكورية ، خاصة أن هناك حديثا أن بعض الشركات الكورية بدأت في هذه الخطوة ؟
- هذا مجال يجب أن يحظى بعناية أكبر ، فالعلاقة الثقافية بين البلدين علاقة جديدة وتوجهنا في المملكة كان غربياً ، ولم يكن هناك توجه للشرق ، وأرامكو كانت من الأوائل التي تبعث للشرق ، ولكن بعدد قليل . الآن أصبح هناك اهتمام كبير، كما أن من أسرار نجاح كوريا هو الاهتمام بالتعليم.
علينا أن نعطي اهتماما كبيرا كشركات ومن ضمنها "أس - أويل" والشركات الأخرى الحاصلة على المشاريع الكبيرة في المملكة أن نعطي عناية خاصة وان نبدأ فعلا باستقطاب المؤهلين من السعوديين ، والشركات لديها تقبل فهم لديهم قدرة كبيرة يوظفون بالثلاثة آلاف شخص ليقوموا بالمشاريع الكبيرة التي تصل قيمتها إلى عشرة أو عشرين مليارا . فأرامكو تفرض عليهم تأسيس مركز لديهم في المملكة ليتمكنوا من التوظيف ثم إعطاء الأولوية لمن تخرجوا من الجامعات الكورية لأنهم حصلوا على اللغة وكذلك التفوق وأصبحوا مستعدين . نحن مقصرون لكن سنبدأ الآن وهناك إقبال كبير من الشركات في هذا الموضوع.
* ما هي الخطة التوسعية لديكم في كوريا الجنوبية ؟
- التوسعة التي قمنا بها في العام الماضي.. ولأول أول مرة في التاريخ شركة خاصة محدودة يحضر رئيس الجمهورية ومعالي الوزير في الافتتاح إضافة إلى 150 مديرا تنفيذيا في العالم، وهذه شدت الأنظار لشركة "اس – اويل" وهو نجاح يدرس في كافة انحاء العالم . .. كيف يمكن جلب دولة منتجة للنفط ودولة مستهلكة وتجمعهم مع بعض بقدراتهم وتكون إستراتيجية عمرها عشرون عاماً نجني ثمارها الآن، وما حدث في العام الماضي يشعرنا بالفخر نحن والكوريين.
* كيف يمكن أن تسهم زيارة الرئيس الكوري في التعاون في مجال الطاقة ؟
- الزيارة ستفتح التعاون مع المملكة في هذا المجال ، خصوصاً مع المشاكل الحاصلة في المنطقة التي ستوطد العلاقة بين الجانبين ومع دول الخليج ، فهم الوحيدون القادرون على سد الفراغ الذي ستخلفه إيران في سوق النفط .
* أخيراً ، برأيكم ما هو سر الانطلاق والنهوض الكوري ؟
عندما نشأنا في المملكة في السبعينات والثمانينات، كانت أغلب المباني بنيت من الكوريين والمعجزة الكورية التي لم يعطها الاعلام حقها كتلك التي حدثت في اليابان أو في ألمانيا، لكن المعجزة الكورية مختلفة ففي مطلع الثمانينات كان دخل الفرد الكوري اقل من دخل الفلبيني ودخل الفرد في مصر ، والآن هم تاسع أكبر اقتصاد في العالم واحتفلوا كذلك ببلوغ تجارتهم التريليون دولار ، وهذا التحول هو معجزة .
وقد درس العلماء هذه الظاهرة ورأوا أنها بسيطة والأمر يتعلق بالتنفيذ والجدية ، فالإخلاص في العمل في كوريا لم أرَ مثله في حياتي ، وأتذكر هنا عندما أتيت للشركة وفي الأسبوع الأول طلبت عددا من التقارير والتحاليل، وتوقعت ان تلك التحليلات ستكون جاهزة خلال ثلاثة او اربعة أيام، وعندما ذهبت للمنزل وعند الساعة الثالثة صباحاً وصلتني التقارير على البريد الاليكتروني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}