قال وزير النفط الهندي دارمندرا برادان إن بلاده تخطط للتحول إلى اقتصاد يعتمد على الغاز من خلال زيادة الإنتاج المحلي وشراء الغاز الطبيعي المسال الرخيص بينما يسعى ثالث أكبر بلد مستورد للخام في العالم للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ووعدت نيودلهي بتقليص معدل انبعاثاتها بمقدار الثلث بحلول 2030 من خلال عدة إجراءات من بينها استخدام أنواع وقود الحرق النظيف.
وقال برادان في مقابلة مع رويترز "نتحول تدريجيا إلى اقتصاد يعتمد على الغاز بشكل مستدام."
ويشكل الغاز نحو ثمانية بالمئة من مزيج الطاقة في الهند في حين يمثل النفط أكثر من الربع.
ومن المتوقع أن يتسع العجز في إمدادات الغاز في الهند من 78 مليون متر مكعب يوميا في السنة المالية الحالية إلى 117 مليون متر مكعب يوميا في 2021-2022 بحسب تقديرات حكومية.
وتفاوضت الهند مؤخرا على شروط أفضل لاتفاق طويل الأجل للغاز الطبيعي المسال مع قطر وتجري شركة بترونت المستوردة مباحثات مع إكسون لإعادة التفاوض على أسعار الغاز من مشروع جورجون في أستراليا.
وقال برادان "يجب أن تكون الأسعار في متناول أيدينا. نحترم العقود الطويلة الأجل لكن على الجميع أن يقدروا سيناريو التغيير... لدى الهند إمكانيات لقاعدة سوقية هائلة."
وزار برادان السعودية والإمارات العربية وإيران الشهر الماضي لتعميق العلاقات مع الموردين الرئيسيين للخام.
وقال "نريد أن نتحرك لما هو أبعد من العلاقة بين البائع والمشتري" مضيفا أن بلاده تعرض عليهم حصصا في خطوط الأنابيب ومجمعات البتروكيماويات والمصافي التابعة لها.
وتجري الهند أيضا مباحثات مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وأرامكو السعودية لاستئجار سعات استراتيجية لتخزين النفط.
* عملاق الغاز
قال برادان إن زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لإيران في وقت لاحق هذا الشهر ستحقق "بالتأكيد" نتائج ملموسة.
وأضاف أن إيران جنبت حقل فارزاد-ب للغاز لتطويره من قبل شركات هندية وهو إجراء قد يؤدي إلى بناء محطة للغاز الطبيعي المسال إذ تستهلك الهند حصتها الإنتاجهية أو تقوم بتسويقها.
وهبطت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا على مدى عامين بأكثر من 75 بالمئة إلى 4.65 دولار للمليون وحدة حرارية.
ويتوقع برادان استثمارات ضخمة في الغاز الطبيعي المسال في أنحاء العالم لضمان أسعار ميسورة في المدى الطويل وهو توجه "سيناسب الهند كدولة مستهلكة."
* مد خطوط نقل الغاز
تبني الهند مرافئ للاستيراد على سواحلها الشرقية والغربية بالإضافة إلى خطوط أنابيب لزيادة الاستخدام الصناعي للغاز.
وفي السنة المالية التي انتهت في مارس آذار تقلص إنتاج الهند منذ الغاز بنحو 4.2 بالمئة في حين زادت الواردات حوالي 15 بالمئة.
وعرضت الهند في الآونة الأخيرة أسعار أفضل للغاز لتعزيز الإنتاج المحلي لكن استثماراتها الأحدث في مرفأ الغاز في ولاية كيرالا بجنوب البلاد لم يتم استغلالها بالكامل حيث تفتقر إلى خطوط الأنابيب التي تربطها بمراكز الطلب بعد أن تسببت معارضة المزارعين في مشاكل تتعلق بالاستحواذ على الأراضي.
وقال برادان إن الحكومة تخاطب الولايات وتأمل في حل العقبات المتعلقة بخط الأنابيب الذي يربط بين كوتشي ومانجالور بعد الانتخايات المحلية في كيرالا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}