أكد الرئيس التنفيذي لخدمات الطاقة والغاز في شركة جنرال إلكتريك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محمد محيسن، أن قانون تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت، شكل حافزاً كبيراً للشركة لبناء مركز «جنرال إلكتريك للتكنولوجيا» الأول خارج الولايات المتحدة الأميركية في الكويت.
وقال المحيسن في مقابلة له مع «الراي»، إن بناء المركز في الكويت، جاء لحاجة «جنرال إلكتريك» إلى تعزيز وجودها على المستوى الخليجي عموماً والمحلي خصوصاً، وضمن برنامج «الأوفست» الذي يتضمن تنفيذ استثمارات مختلفة في قطاعات متنوعة.
وأضاف أن الشركة تعمل على مشروع محطة الصليبية لتنقية المياه وهي أكبر محطة من نوعها في العالم، وبقدرة إنتاجية بلغ 100 مليون غالون من المياه يومياً، بالتعاون مع الهيئات الحكومية وشركة «الخرافي ناشيونال»، كما تولت مشروع بناء وتشغيل وصيانة محطة الصبية للكهرباء في شمال البلاد، ولعبت أيضاً دور المزود التكنولوجي للمرحلة الأولى من محطة الزور الشمالية.
وهنا نص المقابلة:
* ما سبب اهتمام «جنرال إلكتريك» بتنفيذ استثمارات ضخمة في المنطقة؟
- نؤكد أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تاريخياً تعد أهم منطقة بالنسبة لـ «جنرال إلكتريك»، في ما يتعلق بقطاع توليد الطاقة.
ونشير في هذا السياق إلى أن زيادة العرض والطلب، والحاجة للبنية التحتية في قطاع توليد الطاقة جراء الزيادة السكانية والنشاطات الاقتصادية في مختلف القطاعات، أدى إلى اتخاذ قرار بالاستثمار في المنطقة، بسبب صعوبة تقديم خدمات ذات جودة عالية لعملائنا عن بعد.
وانعكس اهتمامنا بالمنطقة من خلال قرارنا بناء مركز «جنرال إلكتريك للتكنولوجيا» في الكويت، الأول من نوعه خارج الولايات المتحدة.
* لماذا اخترتم الكويت بالتحديد لتكون مقراً لمثل هذا المركز؟
- جاء قرارانا من منطلق حاجتنا لتنويع تواجدنا في المنطقة عموماً وفي الكويت خصوصاً، إذ تعتبر الدولة مهمة جداً لنا، وهناك زيادة في الطلب وحاجة للمواهب والتعليم والتدريب.
ولن يقدّم المركز خدماته للكويت فقط، وإنما ستشمل خدماته المنطقة بشكل عام، فهو بمثابة مركز جامعي يسمح لنا بتعليم عملائنا من المنطقة والعالم أجمع.
* هل قدمت لكم الحكومة الكويتية حوافز معينة لاختيار الكويت مقراً للمركز؟
- على الرغم من أهمية الحوافز التي تقدمها الدول، إلا انها ليست السبب الوحيد الذي يدفعنا إلى الاستثمار في المنطقة، فالمشروع كان جزءاً من برنامج «أوفست» وهو جزء من مشروع ضخم نفذناه في الكويت، والذي يتضمن استثمارات مختلفة من بينها إنشاء مركز تدريبي.
وحرصنا على توسيع المشروع، الذي بات يوفر تدريباً تفاعلياً يسمح باستخدام فوري للآلات التي يتم التدريب عليها.
* إلى أي مدى استفادت «جنرال إلكتريك» من قانون تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر؟
- لطالما كان لدينا طموح وأفكار تهدف لتطوير وجودنا في المنطقة، غير أن الدعم مهم جداً لتنفيذ مشاريع بهذا الحجم والأهمية.
ولعب إقرار قانون تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، دور المحفز لإطلاق مشروعنا في الكويت، غير أن الأهمية كانت لقيمة المضافة التي يقدمها برنامجنا، فقد كنا ندرس المقترح وعملنا على تصميمه بشكل مناسب، مقتنعين بأننا إذا نجحنا بإقناع السلطات بمشروعنا فستقوم هي بدورها بتسهيل عملنا.
* من هم شركاؤكم والمشاريع التي تعملون بها في الكويت؟
- نعمل على العديد من المشاريع ولدينا شركاء في مختلف القطاعات الشركة، ففيما يتعلق بقطاع الطاقة نعمل على مشروع محطة الصليبية لتنقية المياه في الكويت، وهي أكبر محطة من نوعها في العالم، وبقدرة إنتاجية بلغ 100 مليون غالون من المياه يومياً، بالتعاون مع الهيئات الحكومية وشركة «الخرافي ناشيونال».
ونشير إلى أن المحطة ستقوم بمعالجة مياه الصرف الصحي، وتحويله إلى مياه تستخدم في الزراعة والصناعة، وهناك توسعة جديدة للمحطة سنتولى كذلك العمل عليها، ما يعكس النجاح الذي نحققه في الكويت والمنطقة.
ونشير أيضاً إلى أننا تولينا مشروع بناء وتشغيل وصيانة محطة الصبية للكهرباء في شمال البلاد، التي شكلت عند إنشائها 20 في المئة من الطاقة الإنتاجية الإجمالية الكويتية، ولعبنا دور المزود التكنولوجي للمرحلة الأولى من محطة الزور الشمالية.
* هل هناك من مشاريع مستقبلية تعملون عليها في السوق الكويتي؟
- تعتبر الكويت سوقاً مهماً جداً بالنسبة لنا، ونعمل في كثير من الأحيان على تشكيل الحاجة والحل، فهناك مشاريع تعمل الوزارة على تنفيذها ونقوم نحن بتقييمها والمشاركة فيها، وفي حال كنا الجهة الأفضل للعمل على المشروع، فإننا سنكون جزءاً منها، فالسوق تنافسي ونحن جزء من هذه المنافسة.
الحضور في الخليج
* ما الدور الذي تلعبه «جنرال إلكتريك» التنويع الاقتصادي في الخليج بعيداً عن النفط والغاز؟
- لطالما آمنت «جنرال إلكتريك» بنقل العلاقة مع عملائنا من مجرد علاقة تجارية إلى شراكة حقيقية، من أجل ملامسة الاحتياجات الحقيقية في القطاعات التي يجب تقديم المساعدة فيها لنصبح جزءاً من رؤية الدول التي نعمل فيها.
وفي هذا الإطار، يعتبر التنويع الاقتصادي التحدي الأبرز الذي تواجهه الدول الخليجية، وهو هدف نعمل جاهدين في «جنرال إلكتريك» من أجل تحقيقه، فقد عمدنا إلى تقليص رأس المال من أجل دعم أعمال البنية التحتية في قطاع النفط والغاز والطاقة والرعاية الصحية والطيران، وهو ما تحتاج إليه أي دولة من أجل لتطوير بنيتها التحتية.
وفيما يتعلق بتنويع الطاقة، يبرز تحدي توزيع الوقود لتوليد الطاقة بأكثر الطرق كفاءة، إذ فازت الشركة بأول مشروع لتوليد الطاقة الشمسية على مستوى المنطقة في الإمارات، لبناء منشأة بقدرة توليد طاقة تصل 200 ميغاواط.
* ماذا عن استثماراتكم في السعودية؟
- تأتي استثمارات «جنرال إلكتريك» في السعودية، نتيجة لأهمية السوق السعودي بالنسبة لنا، إذ إن استثماراتنا تأتي دائماً متوازية مع الخطط المختلفة لحكومات المنطقة، وقراراتنا ليست مفاجئة، وإنما نتيجة فهم عميق للسوق الذي نتواجد فيه والاتجاه الذي تريد هذه الحكومات السير فيه.
ونؤكد في هذا السياق أن الرؤية السعودية الجديدة القائمة على التنويع الاقتصادي، تطلبت منا في «جنرال إلكتريك» إطلاق مبادرات جديدة تتوافق مع أهداف الرؤية، وهي ليست المرة الأولى التي نستمثر فيها بالمملكة.
وستتضمن استثماراتنا العمل مع شركاء محليين ومع الحكومة في القطاع الرقمي والنفط والغاز والطاقة والطيران.
الندوة التكنولوجية
* ما طبيعة الندوة التي تنظمها «جنرال إلكتريك» اليوم؟
- لقد نظّمنا ندوة تكنولوجية تعكس التزامنا تجاه الكويت، التي نتواجد فيها منذ 3 عقود وتجاه المنطقة حيث نتواجد منذ ثمانية عقود.
وحاولنا من خلال هذا المؤتمر نقل الابتكارات التكنولوجية لعملائنا، ومشاركتهم المعرفة العلمية وأفضل الممارسات، فضلاً عن مناقشة أحدث الابتكارات التكنولوجية التي نوفرها، واتجاهات الطاقة العالمية والتحديات المستقبلية، وكيفية مواجهتها والحلول المصممة خصيصاً لعملائنا في الكويت.
ونتشارك خلال الندوة والخبراء آخر الحلول في هذا المجال، كي يتمكنوا من مواجهة التحديات التي يفرضها قطاع الطاقة.
* تحدثت خلال الندوة عن الإنترنت الصناعي، ماذا يعني هذا المصطلح؟
- الإنترنت الصناعي عبارة عن تحول للقطاعات، في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم، فرؤيتنا في «جنرال إلكتريك» تقوم على كيفية وصل الآلات الكبيرة مع البيانات التحليلية والبشر، من أجل دفع الفعالية والإنتاجية لطرق إدارة الأصول الحالية أو مستقبل الأشياء.
وتقوم رؤيتنا حول كيفية دفع الكفاءة والإنتاجية إلى مستويات وأرقام غير مسبوقة، في مختلف القطاعات التي نعمل فيها.
ونشير هنا إلى أن «جنرال إلكتريك» تقوم بالاستثمار بمنصة «بريدكس»، والعمل على بناء قدراتنا التكنولوجية بشكل ضخم، فضلاً عن زيادة معدلات التوظيف في مقرنا في سان ريمون، بحيث لدينا اليوم أكثر من ألف موظف واستثمارات تتخطى مليار دولار لبناء تلك القدرات، فهذا هو المستقبل.
* كيف يمكن أن تغير هذه الثروة من العالم وإلى أي مدى بدأت الشركات تبني هذا المفهوم الجديد؟
- تتجه معظم الشركات إلى التحول بذلك الاتجاه، ولكننا في «جنرال إلكتريك» لدينا إيمان قوي والكفاءات والقدرات اللازمة لوضعنا في المقدمة.
واتخذنا خطوات ضخمة في هذا الإطار، ونعتقد أن هذا المجال سيساعد العملاء بشكل كبير، ويساهم في نمو الأعمال، وقد ساهمنا في تنفيذ عدد من المشاريع في منطقة الشرق الأوسط ضمن هذا الإطار، على غرار تعاوننا مع شركة راس غاز في قطر، التي تعتبر أول عميل لنا في مجال الإنترنت الصناعي.
ونظمنا في العام الماضي في دبي مؤتمر «العقول والآلات»، الذي بدأنا خلاله الحديث عن الإنترنت الصناعي، واخترنا دبي لمثل هذا المؤتمر من أجل تأكيد تركيز الشركة على النمو والحاجات في المنطقة.
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن المنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منفتحة جداً على الابتكار مقارنة مع مناطق أخرى من العالم، كما ان الدول والعملاء منفتحون على تجربة ابتكارات جديدة، ولذلك فإن أول مشروع إنترنت صناعي لدى «حنرال إلكتريك» على مستوى العالم كان في المنطقة، فالناس متشوقون لتجربة أمور جديدة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}