نبض أرقام
01:35 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

هل تنفجر فقاعة "دوت كوم" جديدة؟

2016/10/18 أرقام - خاص

ترصد "أرقام" مدى احتمالية تكون فقاعة "دوت كوم" جديدة بعد مثيلتها التي ظهرت في أواخر التسعينيات، وما وجه الخلاف بين الحالتين؟

اتسمت الفقاعة السابقة بالارتفاع السريع لسوق الأسهم في استثمارات شركات الإنترنت، حيث بدأت وسائل الإعلام تروج لمصطلح  ''الاقتصاد الجديد''، ولعبت دورًا في تكوين الفقاعة من خلال بث مناخ تفاؤلي حول عمليات الاستثمار في شركات الإنترنت.

فقامت تلك المشاريع بالاقتراض من المستثمرين وطرحت أسهمها للاكتتاب العام، وكان المستثمرون متحمسين لضخ أموالهم في أي شركة تندرج تحت صناعة الـ " دوت كوم" على أمل جني الربح السريع، واستمرت الحال على ذلك على مدار سنوات، مما أدى إلى تكوين فقاعة ضخمة حتى بلغ الضغط مستواه الحرج في العاشر من مارس/آذار عام 2000، عندما بلغت قيمة مؤشر ناسداك 5048 نقطة، وهي أقصى قيمة بلغها خلال الأزمة.



وفي غضون أسابيع قليلة فقدت سوق الأسهم 10% من قيمتها، وبدأ رأس المال الاستثماري يجف، وبدأت شركات الـ "دوت كوم" تعاني من ضائقة مالية، لأنها لم تحقق أرباحًا تترجم هذا النمو في القيمة الرأسمالية السوقية المتضخمة.

وبحلول عام 2001 انهارت معظم شركات التكنولوجيا، وخسر المتعاملون في السوق نحو تريليون دولار، وقبل حدوث الانهيار، كانت القيمة السوقية لأسهم شركات التكنولوجيا تتجاوز 1.4 تريليون دولار، وعند انتهاء الانهيار  تراجعت إلى نحو 400 مليار دولار. فعلى سبيل المثال كانت القيمة السوقية لشركة (سهم "أمازون" قبل الفقاعة 107 دولارات وانهار إلى 7 دولارات بعد الفقاعة).

ولم يقتصر أثر الانخفاض في أسعار الأسهم على شركات الـ "دوت كوم"، وإنما انتقل إلى قطاعات أخرى في البورصة، وانهار عدد كبير من الشركات في قطاعات مختلفة، ولكن الشركات المرتبطة بالإنترنت كانت الأكثر تأثرًا بالأزمة.



فقاعة جديدة في الأجواء

الآن، تحقق بعض شركات الإنترنت الجديدة قيمة استثنائية، فـ "أوبر" تبلغ قيمتها أكثر من 60 مليار دولار، و"إير بي إن بي" تجمع تمويلًا من جولة جديدة سوف تجعل قيمتها ترتفع إلى 30 مليار دولار، وفي لندن جمعت شركة  توصيل الطعام " Deliveroo" 275 مليون دولار، ليقترب تمويلها من 500 مليون دولار، بينما تبلغ قيمة مجموعة فنادق "أكور" 12 مليار دولار. وتبلغ قيمة شركة "Dropbox" 10 مليارات دولار، و"سنابشات" 18 مليار دولار. وفي المجمل يوجد نحو 169 شركة ناشئة حول العالم تبلغ قيمتها 619 مليار دولار.

ورغم أن هناك اختلافا كبيرا بين عام 2000 واليوم الحاضر، إلا أن الآن هناك فقاعة  غير مرئية تلوح في الأفق، وهناك شركات ناشئة جديدة تحقق قيما مرتفعة للغاية، دون أن تكون مدرجة على قوائم التبادل، وتكمن المشكلة في أن الفقاعة لو انفجرت من جديد ربما تؤثر على النظام المالي العالمي بأكمله، ولن ينجو أحد من تأثيرها.



كيف تختلف فقاعة التكنولوجيا الآن؟

هناك العديد من الاختلافات بين الفقاعة التي تتكون الآن بشكل غير مرئي وبين فقاعة الـ"دوت كوم"، يتضمن ذلك ارتفاع تقييمات الطروحات الأولية،  فعلى الرغم من أن العديد من شركات التكنولوجيا طرحت أسهمها للاكتتاب في السنوات القليلة الماضية، إلا أن معايير وتقدير الشركات ارتفعت مقارنة بالتسعينيات.

ففي الفقاعة الأخيرة صار لزامًا على الشركة ألا تقل إيراداتها عن 100 مليون دولار قبل أن تطرح أسهمها للاكتتاب العام، بينما خلال فقاعة الـ "دوت كوم" كانت هناك شركات مثل " Noosh" تطرح أسهمها للاكتتاب العام دون أن تكون لديها إيرادات على الإطلاق.

كما  تُتيح الأسواق الخاصة الآن للمستثمرين بيع أسهمهم بأرباح إلى مستثمري المرحلة المبكرة، مما أدى إلى تخفيض الضغط وانخفضت كمية رأس المال المطلوب لتأسيس شركة بعد فقاعة الدوت كوم، وذلك بفضل خدمات التكنولوجيا التي جعلت من السهل تأسيس شركة ناشئة دون تكلفة كبيرة، بينما كانت الشركات خلال فقاعة الـ"دوت كوم" تحتاج إلى إنفاق الملايين لشراء وتشغيل أنظمة الكمبيوتر الكبيرة.


وأدى تقليص الحواجز أمام إنشاء شركات جديدة إلى ظهور العديد من الشركات الخاصة التي تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار، لكن خلال فقاعة الـ "دوت كوم" لم يكن الناس يتتبعون تقييمات الشركات الخاصة، لأنه كان من السهل جدًا عليهم تتبع الاكتتاب العام.

أثناء فقاعة الــ"دوت كوم" كان هناك تنوع في القطاعات التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام، إذ كان بها 9 قطاعات من بينها استشارات الويب، التسويق عبر الإنترنت، أمن الإنترنت، مزودو خدمات الإنترنت، والتجارة الإلكترونية، بينما في فقاعة التكنولوجيا الحالية فعدد اكتتابات مرتفعة في فئات أقل، فهناك شركات للتجارة الإلكترونية مثل "علي بابا"، وشبكات تواصل اجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر".

أيضًا خلال أزمة الـ "دوت كوم"، اقترض كثير من الشركات مليارات الدولارات على سبيل تمويل التشغيل، إلا أن الشركات خلال الفقاعة الحالية ليس لديها مثل هذا الكم من الديون.

متى تنفجر الفقاعة الجديدة؟

رغم كل تلك الاختلافات، يُنتظر أن تنفجر فقاعة الإنترنت مرة أخرى إذا تم طرح أسهم الشركات للاكتتاب العام بقيمة أقل من القيمة السوقية.



وعلى عكس فقاعة الـ"دوت كوم"، سوف تنفجر الفقاعة الحالية في الأسواق الخاصة وشركات التمويل، وسوف تضطر الأخيرة لغلق أبوابها-إذا تحقق التوقع وانفجرت الفقاعة- بعد أن تعجز عن الدفع بالمزيد من الأموال إلى رأس مالها، ورغم المؤشرات التي تبين أن هناك فقاعة تتكون على الطريق مع كبر حجم كرة الثلج، إلا أن أحدا لا يعرف متى تنفجر بالتحديد، ومن سيحتضن كرة الثلج بعد توقفها عن التدحرج؟

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.