أصبحت أستراليا أول دولة في العالم تفرض نمطاً موحداً لتغليف منتجات التبغ ومن المقرر أن تلحق المملكة المتحدة بركبها في مايو/ آيار القادم، لكن هل يمكن لأي دولة في العالم فعل ما فعلته أستراليا؟
ليس من السهل أن يكون المرء مدخناً في أستراليا لا سيما مع خطط لزيادة الضرائب حتى يصل سعر عبوة السجائر نحو 30 دولاراً إلى جانب حظر التدخين داخل أماكن العمل والحانات والمطاعم، بحسب تقرير لـ"بي.بي.سي".
ويقول مخطط متنزه سيدني "مارك دريفر": اعتاد المدخنون في السابق على التجمع في ممرات المشاة وبالقرب من وسائل النقل العام، مطلقين سحب الدخان التي تعرف باسم "نقاط التدخين الساخن".
لكن الآن يمنع التدخين في نطاق 10 أمتار من الملاعب وعلى بعد أقل من 4 أمتار من مداخل البنايات العامة أو على أرصفة السكك الحديدية ومواقف سيارات الأجرة والحافلات.
مجهودات جادة
- تطبق هذا القواعد بالأساس في نيو ساوث ويلز لكنها استنتسخت في كثير من الولايات الأخرى إلى جانب حظر التدخين على العديد من شواطئ البلاد، كما تم حظره أيضاً داخل أغلب السجون.
- حظرت كل الولايات التدخين داخل السيارات التي تقل أطفالا، وتتباين الغرامات المفروضة حال تم مخالفة القواعد لكنها قد تصل إلى 1540 دولاراً، وبحلول 2020 سيحتاج المدخن لدفع 30 دولاراً نظير حصوله على عبوة سجائر.
- مرت خمس سنوات منذ أصبحت أستراليا أول دولة في العالم تحدد نمطاً إلزامياً لتغليف السجائر، كما حظرت منذ فترة طويلة إعلانات التبغ، وأصبحت العبوات ذات شكل هو الأقبح وبلا أي شعارات ومغطاة بالتحذيرات الصحية.
- يقول مدخنون إنهم لا ينظرون حتى للتصميمات القبيحة للعبوات، لكن هناك أبحاث دللت أن اتباع سياسات التجاهل تلك تعد مؤشراً على قرب إقلاع المدخن في وقت لاحق.
- جاء كل ذلك على رأس حملات لمكافحة الظاهرة قادت لتراجع معدلات التدخين في أستراليا منذ سبعينيات القرن الماضي.
وسائل مبدعة
- كجزء من هذه المجهودات توضح الحملات عبر إعلاناتها أن مزيجاً من السموم يشمل "الأمونيا" والمزيل الكميائي لطلاء الأظافر "الأسيتون" و"البنزين" و"سيانيد الهيدروجين" المستخدم في سم الفئران، كلها تضخ إلى الجسد مباشرة عبر التدخين.
- تشير الدلائل إلى أن مثل هذه الإعلانات الصادمة والتي تظهر الأضرار الحقيقية للتدخين تكون أحد أكثر الوسائل فاعلية، بحسب رئيس مكافحة التبغ بمجلس السرطان في نيو ساوث ويلز "سكوت ولسبرجر".
- مع ذلك نجحت حملات أخرى أكثر لطفاً في إبراز سرعة تحسن صحة المدخن مرة أخرى بمجرد التوقف عن التدخين، إلى جانب حملات أخرى تبعث بالرسائل المحفزة يومياً والمساعدة في التغلب على الرغبات الملحة.
- تعهدت الحكومة بالحد من عدد المدخنين البالغين 10% بحلول عام 2018، وتنص القواعد الإلزامية على أن تحتوي مساحة 75% من الواجهة الأمامية لعبوة السجائر و90% من الواجهة الخلفية على تحذيرات صحية.
- ارتفعت الضرائب على التبغ بنسبة 25% عام 2010 وتواصل ارتفاعها سنوياً بنسبة 12.5%، فيما ناقش برلمان ولاية تسمانيا مشروع قانون من شأنه حظر التدخين لمن ولدوا بعد عام 2000.
تشكيل الثقافة
- يقول أحد رواد الحملات المكافحة للتدخين "بول دن" إن المقلع عن التدخين يبدأ في استشعار التحسن خلال 5 أيام ويرى أنه وفر المزيد من المال وبشرته أصبحت أكثر نضارة.
- الأثر التراكمي لهذه السياسات هو انخفاض معدلات التدخين بين البالغين إلى النصف تقريباً منذ عام 1980 إلى 13% مقارنة مع المعدل العالمي البالغ 20% بحسب باحثين، إلى جانب انخفاض معدل دخول المستشفيات بسبب التدخين.
- تقول الأستاذة المشاركة في الجامعة الوطنية الأسترالية "سيمون دينيس" إن ثقافة الخجل الذي يلاحق المدخن بدأت في التنامي وهي أحد العوامل الرادعة عن التدخين إضافة لتخصيص مناطق محددة للمدخنين لعدم إزعاج العامة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}