تواجه أرامكو السعودية خطر تقويض مسعاها الرامي إلى جمع تمويل مع تأهبها لتدشين أكبر طرح عام أولي في العالم والذي تستهدف من خلاله تقييما يصل إلى تريليوني دولار.
ويزيد ذلك التقييم المنشود بنحو ستة أمثال عن قيمة إكسون موبيل أكبر شركة نفط مدرجة في العالم.
بيد أن الخطط الحالية التي تهدف إلى ضخ سيولة في سلسلة من المشروعات التي قد يتبين أنها تقع ضمن تصنيف ما يسمى "الفيلة البيضاء"، وهي الأصول العالية القيمة التي لا تحقق في الوقت ذاته فائدة كبيرة لأصحابها، من المفترض أن تدفع المستثمرين إلى المطالبة بخصم.
وتُوصف شركة أرامكو في بعض الأحيان بأنها دولة داخل الدولة. ولكي نفهم السبب في ذلك علينا النظر إلى استثمارها المزمع والبالغة قيمته 4.4 مليار دولار في منطقة صناعية جديدة بالمنطقة الشرقية تركز على الاستثمار في الطاقة بالبلاد وفقا لما ذكرته رويترز يوم الثلاثاء.
ومثل تلك المحاولات الرامية إلى توفير المزيد من فرص العمل للشباب السعودي إحدى ركيزتين أساسيتين للخطة الاقتصادية التي وضعها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العام الماضي. وهناك الكثير من الخطط المماثلة في المملكة تهدف إلى تعزيز الصناعات التحويلية المحلية وجذب الاستثمار الأجنبي.
غير أن هناك مشكلتين أولاهما أن المملكة فشلت إلى الآن في معالجة قضية البطالة التي ترتفع معدلاتها في البلاد بما يماثل تقريبا المعدلات في البلدان الفقيرة بإفريقيا جنوب الصحراء وتصل إلى 30 في المئة من القادرين على العمل وفقا لبيانات البنك الدولي. وهبط الإنفاق على الواردات اثنين في المئة فقط في 2015 على الرغم من الاستثمار في بناء قدرات صناعية محلية على مدى عقود.
أما المشكلة الثانية فهي أن اتجاه التوظيف يجعل الركيزة الأخرى للخطة الاقتصادية، وهي جمع أكبر قدر ممكن من الأموال من بيع أسهم أرامكو، أكثر صعوبة. وتفتقر الشركة بالفعل إلى تفاصيل يمكن الإطلاع عليها بشأن أوضاعها المالية.
وإذا كانت أرامكو تخطط أيضا لشطب المليارات بصفة دورية للإنفاق على بناء المدن فإن المستثمرين يجب أن يضعوا ذلك في الحسبان عند تقييم الشركة.
ولا تزال قوة العمل في أرامكو تمثل نحو ثلثي حجم قوة العمل في نظيرتها العالمية رويال داتش شل التي يعمل بها 93 ألف موظف، ومن ثم فإنها ربما لا تحمل جميع سمات عدم الكفاءة كنظيراتها الحكومية. بيد أنها إذا استمرت في ممارسة الدور الاجتماعي غير العملي هذا سيبدأ المستثمرون بتقييم التريليوني دولار قبل أن يطالبوا بخصم يستند إلى فكرة "الفيلة البيضاء."
*أخبار في السياق
- قال عبد العزيز عبد الكريم نائب رئيس شركة أرامكو للمشتريات في السابع من مارس آذار إن الشركة تعتزم تطوير مدينة صناعية في شرق المملكة تركز على الأنشطة المرتبطة بقطاع الطاقة.
- قال عبد الكريم إن أرامكو ستستثمر 16.5 مليار ريال (4.4 مليار دولار) في المنطقة الصناعية الجديدة.
والمخطط جزء من خطة حكومية لخلق المزيد من فرص العمل في قطاع الطاقة بالسوق المحلية. وتخوض المملكة عملية إصلاح لاقتصادها بهدف تقليص الاعتماد على صادرات النفط.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}