ارتفع الدولار في أعقاب الضربات الصاروخية الأمريكية في سوريا الجمعة الماضية، لكن المحللين انقسموا حول ما إذا كانت العملة الأمريكية ستواصل استعراض عضلاتها أم أن هذا الجموح سيوضع له حد، بحسب تقرير لـ"سي.إن.بي.سي".
وجاء ارتفاع الدولار رغم تنامي المخاوف الجيوسياسية التي أعقبت إطلاق البحرية الأمريكية عشرات الصواريخ من طراز "توماهوك" لمهاجمة إحدى القواعد الجوية التابعة للحكومة السورية في حمص، إلى جانب نقل حاملة طائرات قرب سواحل كوريا الشمالية.
وترتبت هذه الزيادة على إقبال المستثمرين على الدولار بعد هذه التحركات، إذ تعتبر العملة الأمريكية عادة ملاذًا آمنًا، لذا حققت مكاسب ملحوظة مقابل عدة نظراء بما في ذلك الإسترليني واليورو والدولار الأسترالي والين الياباني.
أثر التطورات الجيوسياسية
- من الواضح أن استجابة الدولار الفورية للضربات الأمريكية في سوريا بدأت في التراجع نوعًا ما، لكن ربما تكون هناك تحركات جديدة في ظل تركيز السوق على الشأن الجيوسياسي بشكل أكبر.
- يتوقع محلل العملات لدى "سيتي بنك" "تود إلمر" استمرار تزايد قوة الدولار وغيره من العملات التي تشكل ملاذًا آمنًا في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
- الضربات الأخيرة لسوريا أثارت تساؤلات لدى المستثمرين حول ما إذا كانت هذه الأفعال ستتسبب في مزيد من التوتر مع حلفاء دمشق أمثال روسيا وإيران، وإلى أي مدى يمكن تطبيق نفس التجربة مع كوريا الشمالية.
- من الضروري هنا الإشارة إلى أن استعراض الدولار لفتوته لا يأتي مدفوعًا فقط بهذه التحركات العسكرية، لكنه تلقى دعمًا من اتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو تشديد سياساته.
- في محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي صدر الأسبوع الماضي، أشار البنك المركزي الأمريكي إلى أنه سيبدأ في خفض حيازاته من السندات البالغة 4.5 تريليون دولار، إلى جانب توقعه تسارع وتيرة رفع الفائدة.
تباين التوقعات
- يقول المحلل "جوزيف كابورسو" إن الدولار اتسم باتجاهين مختلفين عقب التحركات الأخيرة، وهي الضعف أمام عملات البلدان التي تملك فوائض في الحساب الجاري، بينما ارتفع مقابل العملات التي دولها تعتمد على صادرات السلع.
- لذا ففي حال تكرار هذه التحركات ضد كوريا الشمالية ستشهد عملات الدول صاحبة فوائض الحساب الجاري أداءً مذهلًا، وبطبيعة الحال عملات مثل الدولار الأسترالي سيهبط مع انخفاض أسعار السلع مثل الفحم وخام الحديد.
- لكن في المقابل، يرى رئيس شركة "Riedel" للأبحاث "ديفيد ريدل" أن التوقعات الخافتة للسياسات المحلية للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ستؤثر سلبًا على حركة الدولار.
أداء الرئيس الأمريكي
- لم ينجح "ترامب" الشهر الماضي في إقناع مجلس النواب الأمريكي بالموافقة على تعديلاته لقانون الرعاية الصحية، وهو تطور وصفه محللون بـ"الفشل" الذي يثير شكوكًا حول أداء الإدارة.
- فشل "ترامب" في تمرير قانون الرعاية الصحية يضع جهوده لإصلاح المنظومة الضريبية في محل تساؤل حول ما قدرة الرئيس الأمريكي على تطبيق برنامجه الانتخابي والوفاء بتعهداته.
- ما زالت الأسواق تترقب تعزيز "ترامب" للإنفاق على البنية التحتية وإصلاح السياسات الضريبية، وهي التوقعات التي قادت الأسواق لتحقيق مكاسب قوية مؤخرًا.
- يحذر مراقبون من أنه كما أسهم الرئيس الأمريكي في تعزيز قيمة الدولار ورفع الأسهم إلى مستويات قياسية، قد يتسبب أيضًا في تلاشي هذه المكاسب حال تأكد فشل مخططاته.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}