نبض أرقام
04:37
توقيت مكة المكرمة

2024/08/09
2024/08/08

لم يعتبر الناتج المحلي الإجمالي المؤشر الأمثل لقياس رفاهية الشعوب رغم عيوبه؟

2017/04/19 أرقام

يرى اقتصاديون أن الناتج المحلي الإجمالي يشوبه الكثير من العيوب كمقياس للرفاهية ونجاح السياسات، ورغم ذلك لا يزال هناك سبب وجيه وأثر ساحر لاستمرار البلدان في استخدامه، بحسب تقرير لـ" بلومبيرج".

تقدير النمو بأقل من حقيقته

- قال الخبير الاقتصادي بجامعة هارفارد "مارتن فلدستين" إنه عكف لسنوات على حجة تؤكد أن حسابات الناتج المحلي الإجمالي تقدر النمو الفعلي والإنتاجية بأقل من الحقيقة، مستندًا إلى صعوبة قياس التغير في نوعية المنتجات والخدمات.

- أشار "فلدستين" -على سبيل المثال- إلى أن أغلب المقاييس الرسمية تشمل تطور جودة الخدمات والمنتجات في حال تطلبت مدخلات أغلى، أما إذا لم تتكلف السلعة أكثر مما كانت عليه العام الماضي فإنها لم تتحسن.

- وبالاستناد لهذه الطريقة، فإن القفزات النوعية في خدمات الرعاية الصحية التي أصبحت تتيح للمرضى مغادرة المستشفيات مباشرة عقب إجراء بعض العمليات الجراحية بدلًا من الخضوع للملاحظة لأيام، هي تطور آخر غير مأخوذ في الحسبان.

- الطريقة التي تقيس بها الإحصاءات الرسمية إدخال منتجات جديدة أيضًا لا تعكس مساهمتها الفعلية في رفاهية المستهلكين أو الاقتصاد ككل.

- يرى "فلدستين" أن رسائل الحكومة ينبغي أن تصبح أكثر تفاؤلًا للتأكد من إدراك الناس لأن مدخراتهم ستشتري المزيد في المستقبل، فالسلع والخدمات تحسن حياتهم بأكثر مما يشير إليه ارتفاع الأسعار.



الخبراء يتبارون في التحليل

- على النقيض من "فلدستين" يتبنى "جوزيف ستيغليتز" الحائز على جائزة نوبل وجهة نظر مخالفة منذ زمن طويل، إذ يقول إن الناتج المحلي الإجمالي بطريقة قياسه الحالية يبالغ في تقدير الرفاهية.

- يقاس الإنفاق الحكومي باعتباره بندًا موجبًا، رغم أنه قد يكون غير فعال أو ذا نتائج عكسية، وبناءً على مثال الرعاية الصحية لـ"فلدستين": فإن أمريكا زادت الإنفاق في هذا الشق بينما نتائجه ثابتة أو أسوأ.

- في العام الماضي أشار "تشاد سيفرسون" من جامعة شيكاغو إلى أنه حتى أقوى تقديرات النمو وتحقيق القيمة المضافة في القطاع التكنولوجيا الرقمية ليست كافية لإعادة الإنتاجية إلى مسار ما قبل عام 2004.

- وجد تحليل للخبير الاقتصادي في صندوق النقد الدولي "مارشال راينسدورف" أن الآثار غير المقاسة على الإنتاجية ضئيلة، مشيرًا إلى أن الإحصاءات تفشل في تسجيل بعض القيم المضافة بسبب استخدام قطاع التكنولوجيا للملاذات الضريبية.

- بعض التطورات التي تخلقها التكنولوجيا للمستهلكين لا تنتمي لحساب الناتج المحلي الإجمالي بالمقام الأول، فإذا كانت ستوفر عليهم بعض الوقت فإنهم سيبقون في المنزل ولن يؤثروا في الاقتصاد.

المؤشر الأمثل



- في عام 2013، أعد "نيكولاس أولتون" من كلية لندن للاقتصاد، ورقة لنبذ فكرة أن النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة كان مبالغًا فيه بسبب المبالغة في مساهمة البنوك في الناتج المحلي الإجمالي.

- أكد "أولتون" أنه في حال تم المبالغة في الناتج المصرفي، فإنه ينبغي أن يكون إنتاج بعض القطاعات الأخرى أقل من الحقيقة.

- بقدر ما أن حسابات الناتج المحلي الإجمالي ليست علمًا دقيقًا، فإن النتائج عادة ما تكون منطقية، وهذا هو السبب في أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أحد أقوى مؤشرات التنبؤ بالسعادة والرفاهية.

- لا بأس في الجدال حول أفضل مقاييس الرفاهية، بيد أن هذه المقاييس تجعل المؤشرات أكثر صعوبة مثل مستويات الدعم الاجتماعي والحرية والرغد، فبالنسبة لكثير من البلدان هذه البيانات إما غير متوفرة أو متلاعب بها.

- كذلك ربما كان رأي رئيسة الاحتياطي الفيدرالي "جانيت يلين" التي قالت مؤخرًا إن الناتج المحلي الإجمالي مؤشر "صخب للغاية" حتى في أحسن الأحوال، إلا أنه يظل مفيدًا جدًا كمرجع.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة