نبض أرقام
02:26
توقيت مكة المكرمة

2024/07/04
2024/07/03

كيف ستتعامل "أوبك" مع معضلة تتجاوز قدرتها على تحقيق التوازن بالسوق؟

2017/05/09 أرقام

أكثر ما يشغل سوق النفط في الوقت الراهن هو ما إذا كانت منظمة "أوبك" والمنتجون المستقلون سيوافقون على تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج عندما يجتمعون في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وبحسب تقرير لـ"بلومبرج" فإن نتيجة الاجتماع ربما تكون محسومة بالفعل لصالح تمديد الاتفاق، لكن السؤال الذي بات أكثر إلحاحًا وواقعية في الوقت الحالي هو، هل سيتفق المنتجون على تعميق اتفاق خفض الإنتاج؟

وفرض التساؤل الأخير نفسه على الأسواق، بعدما أغلق خام "برنت" القياسي دون 50 دولارًا الخميس الماضي للمرة الأولى منذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني.

ارتباك السوق



- ما زال إنتاج النفط في الولايات المتحدة آخذا في التزايد، مدعومًا بمزيج من تحسن كفاءة الأعمال وأسواق رأس المال المفتوح الذي مكن العديد من شركات التنقيب والإنتاج من الاستمرار في ضخ الخام بأسعار منخفضة.

- في الواقع، يرى الخبير الاقتصادي بأعمال الطاقة "فيل فيرليجر" أن الخيارات المفتوحة في عقود خامي "برنت" القياسي "ونايمكس" الأمريكي للأشهر الـ12 المقبلة قفزت بما يعادل 13 مليون برميل قبل هبوط الأسعار بيوم الأسبوع الماضي.

- بالنظر إلى الهبوط القوي والسريع الذي طرأ على أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي، وارتفاع الخيارات المفتوحة ربما يعكس تسارع إقبال المنتجين على التحوط وهو ما أثر على الأسعار، بحسب "فيرليجر".

- لا شك أن ارتفاع أسعار النفط الذي صاحب اتفاق خفض الإنتاج أسهم في إعادة إحياء الأعمال الصخرية، إذن فإن خفض إمدادات "أوبك" وحلفائها يصحبه أيضًا آثار جانبية سلبية تتمثل في دعم أبرز منافسيهم.

المخاوف أعمق مما تبدو عليه



- هناك أثر جانبي آخر يجب أن تقلق "أوبك" بشأنه، لأن النفط ليس السلعة الوحيدة التي تتراجع، فأسعار النحاس وخام الحديد والنيكل والصلب، كلها تتراجع بسبب مخاوف بشأن مستقبل الطلب الصيني في ظل تقييد الإقراض.

- الطلب هو جزء من معادلة "توازن العرض والطلب" والذي كثيرًا ما يتم تجاهله بمجرد الالتفات إلى تصريحات المسؤولين في "أوبك" لكن السوق لا يمكنه تجاهل الإشارات الهبوطية للأبد.

- إلى جانب هبوط أسعار المعادن، هناك عوامل أخرى مقلقة ومنها مثلًا، ضعف الطلب على البنزين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع، بينما المخزونات ما زالت مرتفعة حيث عززت المصافي إنتاجها بفضل انخفاض أسعار الخام.

- تباطأت مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة، علاوة على عدم استقرار سوق السيارات المستعملة، بالتزامن مع هدوء الطلب الاستهلاكي وإنتاج الصلب، ويضاف لكل ذلك نمو الاقتصاد الأمريكي بأقل من 1% خلال الربع الأول.

معضلة غير قابلة للحل



- الأمر الغريب الذي ربما لم يلحظ أثره على الأسواق لتزامنه مع نفس الإطار الزمني للإعلان عن اتفاق "أوبك" وبدء تطبيقه، هو ارتفاع معنويات المستثمرين وتفاؤل الأسواق عقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

- قفز مؤشر "كونفرانس بورد" لثقة المستهلك الأمريكي إلى 125 نقطة في مارس/ آذار من حوالي 100 نقطة في أكتوبر/ تشرين الأول، مسجلًا أعلى مستوى له منذ عام 2000، وهو ما صاحبه صعود أسواق الأسهم والسلع.

- تراجع المؤشر في القراءة الأخيرة خلال شهر أبريل/ نيسان، وكشفت البيانات عن انخفاض مؤشر التوقعات المستقبلية بشكل أكثر حدة، وذلك يؤكد المعضلة التي لن تختفي مهما حاولت "أوبك".

- إن ما تواجهه "أوبك" وشركاؤها ليس مجرد فقدان الثقة في قدرتها على إعادة التوازن في سوق النفط، وإنما ضرورة تصديها لضعف المعنويات والنشاط الاقتصادي، وفي نهاية المطاف التعرض لمسألة الطلب.

- تمديد اتفاق خفض الإنتاج الحالي سيكون ضرورة فقط لمنع حدوث طفرة في الاتجاه الهبوطي للأسعار، لكن في الحقيقة سيكون على المنتجين تعميق حصص الخفض لطمأنة السوق، وهو ما سيدعم بدوره الأعمال الصخرية ويجدد المعاناة.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة