نبض أرقام
10:15
توقيت مكة المكرمة

2024/07/28
2024/07/27

كيف غيرت التكنولوجيا صناعات التعدين والنفط والغاز؟

2017/05/18 أرقام

أنتج التقدم المفاجئ في التكنولوجيا تغييرات واسعة في جميع الأنحاء الاقتصادية، من التصنيع إلى الوقوف في طابور الشراء بأسواق "وول مارت"، ومن البحوث القانونية لجراحة الليزر.

 

مع ذلك، فإن معظم الناس افترضوا أن بعض الصناعات لن تتأثر نسبيًا بالموجة الحالية من التقدم التكنولوجي، ومن الأمثلة على ذلك الصناعات الاستخراجية مثل التعدين والنفط والغاز، وفي حين أن هذه الصناعات لديها رأس مال مرتفع، فإنها تُستخدم لخلق الملايين من فرص العمل، ليس فقط خلال مراحل الاستكشاف والبناء في المشاريع الاستخراجية الرئيسية، ولكن أيضا في مرحلتي الإنتاج والصيانة.

 

الآن كل ذلك تغير، فعلى سبيل المثال، سابقًا كانت الاختبارات الزلزالية للمواقع المشتبه في احتوائها على رواسب غنية؛ تتم بمساعدة الكابلات وتكلفة باهظة مع وجود عدد كبير من العمالة.

 

لكن الآن أجهزة الاستشعار والاتصالات اللاسلكية، وأجهزة الكمبيوتر يمكن أن تفعل هذه المهمة بسرعة أكبر وبتكلفة زهيدة وبدقة، أو يمكن أن تساعد الشركات على وضع الخطط وتجنب التأخير غير الضروري، مثال آخر هو عملية حفر الآبار، والذي كان يتم بطرق يدوية ولكن في الوقت الحاضر، تحل أجهزة الكمبيوتر محل العمال.

 

 

الفائدة الأولى: أحد الأسباب التي تجعل مستخرجي النفط، وخاصة صغارهم، ينجذبون إلى التكنولوجيا الجديدة هو تقليل سعر المعادل للبرميل الواحد، وبالتالي، فإن هوامش الربح تزيد، كما أنّ انخفاض الأسعار واتساع الفرصة للبيع في السوق العالمية يجعلهم مستمرين في العمل، ولذلك قد يتطور الأمر لتصل الأرباح لنسبة تتراوح بين 30 أو 40٪.

 

الفائدة الثانية: يمكن لمستخرجي النفط أيضا التنقيب بصورة أسرع بفضل التكنولوجيا الجديدة. وذكرت "نيويورك تايمز" مؤخرًا أنّ شركة "بيونير ناتشورال ريسورسز" وهي شركة متخصصة في عملية التنقيب في غرب تكساس، يمكنها الآن حفر ما يقرب من ضعف الآبار سنويا دون الحاجة إلى زيادة العمالة والمرتبات.

 

الفائدة الثالثة: تتمثل في العوائد الناتجة من كل بئر، فالتكنولوجيا الحديثة تمكن الشركات من الحفر بشكل أكثر دقة، والاستفادة من الظروف الجيولوجية وتحسين كل من عملية الحفر والإنتاج، ويتحقق ذلك من خلال الرصد المحوسب لجميع الأنشطة، ومن خلال تمركز المعلومات في مراكز المراقبة، والتي تحسن من نوعية عمليات الشركة.

 

الفائدة الرابعة: تعزيز السلامة، وهو أمر رئيسي في الصناعات الاستخراجية لكونها عرضة للحوادث، ليس فقط بسبب انخفاض العمالة في الموقع، ولكن أيضًا لأن التكنولوجيا الحديثة تقلل من عدد من الاستثناءات والحاجة المستمرة لإعادة المهام المحددة من خلال التجربة والخطأ حتى يتم تحقيق النتيجة المرجوة، كما أنّ العديد من المهام الخطيرة التي قام بها العمال سابقًا في أماكن خطيرة يصعب الوصول إليها في المناجم أو الآبار لأنّه ينبعث منها عدد من الغازات الضارة، ويرتفع فيها مستوى الضغط، فإنّ أجهزة الاستشعار والكمبيوتر يمكنها أداء تلك المهام بأمان ودون جهد كبير وفي وقت مناسب.

 

 

هذه المزايا إدخال التكنولوجيا الجديدة بسيطة مقارنةَ بما تقدمه عمليات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وقد تسبب الروتين في خسارة العديد لوظائفهم في الولايات المتحدة على مدى السنوات الـ 25 الماضية، في حين أن العمالة في المهن اليدوية غير الروتينية، وخاصة المهن المعرفية، نمت بمعدلات مضاعفة لتصبح الوظائف التقليدية أكثر ندرة.

 

العالم الجديد الذي يستخدم التكنولوجيا الحديثة لاستخراج الموارد الطبيعية يجب أن يعلم أن الأمر لا يتعلق فقط بالابتكارات الخيالية والبرمجيات الذكية، فإنّه يتطلب مجموعة من العمال لمراقبة وتشغيل العمليات، وذكرت مجلة "سيكولوجي ساينس" مؤخرا أن ألعاب الفيديو تحسن من عملية التنسيق بين اليد والعين، وهي مهارة يحتاجها بشدة مئات من مشغلي الكمبيوتر الذين يتحكمون الآن في العمليات الاستخراجية من مساحات تصل إلى مئات وآلاف الأميال.

 

في سياق مماثل، سلطت مجلة "سسينتيفيك أمريكان" الضوء على الأبحاث التي أكدت أنّ ألعاب الفيديو تعمل على تحسين قدرات التعلم والوظائف المعرفية.

 

الفائدة الخامسة، وربما الأكثر ثورية، هي أن التقدم التكنولوجي الهائل أدى إلى تغير طريقة البحث والتطوير التي تتبعها، إذ تقوم مختبرات الشركات بتجميع الأبحاث الموجودة في مجالات محددة من الكيمياء وإجراء تجارب محاكاة، مما يتسبب في تقليل تكلفة بحوث المواد وتطوير المنتجات الجديدة وإنهائها بصورة أسرع.

 

 

تفيد الجمعية الكيميائية الأمريكية أن الهندسة الكيميائية قد تسارعت بشكل كبير وتحسنت من خلال استخدام أساليب التوافق. وتقلل هذه التقنيات من الحاجة إلى محطات تجريبية ومشاريع ضخمة مكلفة والتي يستغرق إتمامها وقتا طويلا.

 

سيستمر استخدام التكنولوجيا الحديثة في الصناعات الاستخراجية فحتى وقت قريب، كان العمل الآلي يعني استخدام أدوات تعمل عن بعد وكانت الخطوة التالية هي إضافة أجهزة الاستشعار والمنطق وفي وقت لاحق ظهرت الحاجة لوجود برامج آلية تعمل على تصحيح المسارات مع متابعة بشرية.

 

في الآونة الأخيرة، ظهرت آلات أوتوماتيكية بالكامل لتصبح الخطوة التالية المتوقعة وجود آلات مستقلة يمكن أن تقيم بيئتها وتتصرف وفقًا لعقلها الخاص مع تطور الظروف وهذه الآلات الذكية يمكن أن تخطط وتنفذ وتتواصل مع آلات أخرى.

 

وبالتأكيد، سيجلب المستقبل تطورات أخرى وربما يأتي اليوم الذي تسيطر الآلات على الموارد الطبيعية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة