منذ انفجار فقاعتي "دوت كوم" والإسكان في عامي 2000 و2008، أصبح استكشاف الفقاعات يشكل هاجسا عاما، وأخذ المستثمرون يرصدونها في أسواق السندات والائتمان والأسهم والذهب على مدار السنوات القليلة الماضية.
لكن ربما تكون الفقاعة الأكبر تضخمًا الآن ليست في أي من هذه الأصول، وإنما في العملة الرقمية "بتكوين" التي رسخت لوجود اسمها في الأسواق وعززت قيمتها بسرعة هائلة، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
ملامح عامة عن الفقاعة
- تحلت "بتكوين" بكل سمات الفقاعة منذ البداية، فكانت أصلا جديدا كليًا، وشكلت نظامًا للدفع الرقمي يتيح للمستخدمين إجراء معاملاتهم في أي مكان في العالم دون وسطاء أو تدخل حكومي، وتدار تعاملاتها عبر شبكة لامركزية.
- قال الصحفي البريطاني "مايك داش" في كتابه عن فقاعة التوليب التي وقعت في القرن السابع عشر في هولندا: من المستحيل فهم هوس التوليب دون معرفة إلى أي مدى كانت تختلف عن غيرها من الزهور.
- نفس الأمر ينطبق على الفقاعتين الأخيرتين وعلى العملة الرقمية التي تكتنفها السرية، والتي تسمح لطرفي البيع والشراء إجراء التعاملات دون الكشف عن هوية أي منهما، ما يكسبها شعبية لدى المجرمين والقراصنة.
- يضاف لذلك أيضًا أن أصل نشأتها غامض، فالعالم يعرف مؤسسها باسم "ساتوشي ناكاموتو"، لكن لا أحد يعلم من هو هذا الشخص بالضبط أو إذا كان شخصًا واحدًا بالأساس، وكل ذلك يعيد للأذهان فقاعة أخرى.
تضخم فائق السرعة
- في ذروة فقاعة "ساوث سي" في إنجلترا عام 1720 طرحت إحدى الشركات أسهمها، بعد التعهد بتحقيق منفعة وتجربة مميزة للغاية لا يعلم أحد عنها شيء، ورغم ذلك أهدر المستثمرون أموالهم على هذه الشركة.
- خلال هذه الفترة ارتفع سهم شركة "ساوث سي" 400% خلال ثلاثة أشهر قبل أن ينهار سريعًا.
- تتركز قيمة "بتكوين" فيما ينوي المشتري أن يدفع بها ثمنه، ما يجعلها عرض للحجة الكامنة وراء كل الفقاعات وهو السعر المناسب، والحقيقة أن سعر العملة الرقمية بات مثيرًا للقلق.
- ارتفع سعر "بتكوين" 3 ملايين في المئة منذ إطلاقها في يوليو/ تموز عام 2010، وحققت عائدا استثماريا سنوي يبلغ 351% منذ ذلك الحين، وليس من السهل تبرير هذا النوع من العوائد لأي استثمار.
- تشبه "بتكوين" السلع مثل الذهب والنفط، إذ يصعب (وربما يستحيل) فصل القيمة الجوهرية لأي منها عن السعر، لكن السلع في نهاية المطاف تقدم شيئا ماديًا للمستثمر يمكن حيازته، لذا يرجح خضوع "بتكوين" لمضاربات مكثفة.
تساؤلات ومخاوف
- في استثمارات أخرى مثل سوق الأسهم، يحق للمساهمين الحصول على حصة من أصول الشركة وأرباحها ويمكن تقدير قيمة هذه الاستثمارات بشكل مستقل عن طريق سعر السهم، ونفس الأمر ينطبق على مدفوعات السندات.
- الاختلاف بين السعر والقيمة مكّن المراقبين من التحذير إزاء أسعار أسهم شركات الإنترنت المتضخمة أواخر التسعينيات، ومن عدم تحلي سندات الرهن العقاري بالآمان خلال فقاعة الإسكان، وهو ما لا ينطبق على "بتكوين".
- سئل الملياردير "وارن بافيت" خلال فقاعة "دوت كوم" لم لا يشتري أسهما تكنولوجية، وأجاب حينها بأنه لا يفهم هذا النوع من الأسهم، وكان يقصد أن لا أحد على الإطلاق يفهمها، وهو ما تبين صحته.
- بالتفكر مجددًا في سذاجة المستثمرين خلال الفقاعتين الأخيرتين، فلا يسع أحدا إلا أن يتساءل عما إذا كان مشترو "بيتكوين" يعون جيدًا ما يستثمرون فيه، وسيكون من الحكمة لو طرحوا السؤال بأنفسهم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}