واحدة من أشهر طرق التمويل التي قد يعتمد عليها رواد الأعمال أثناء سعيهم إلى تأسيس شركة جديدة هي "رأس المال المُغامر" أو ما يطلق عليه بالإنجليزية (Venture Capital).
فرأس المال المغامر هو المال الذي يتم تقديمه للمساعدة في بناء الشركات الناشئة التي غالباً ما يكون لديها إمكانات نمو واعدة، ولكن في نفس الوقت تحوطها مخاطر عالية.
وعادة ما تتركز الشركات الناشئة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا، بما في ذلك صناعات مثل البرمجيات والإنترنت والشبكات، ومؤخراً ظهرت مجموعة من شركات "رأس المال المغامر" التي تركز على الاستثمار في الشركات الناشئة المسؤولة اجتماعياً.
ويتجه غالباً رواد الأعمال إلى أصحاب "رأس المال المُغامر" طلباً للتمويل، بسبب أن شركتهم الناشئة لا تزال جديدة ومحفوفة بالمخاطر، لذلك يصعب عليهم تأمين التمويل اللازم من مصادر التمويل التقليدية مثل المصارف.
وخلافاً لأشكال التمويل الأخرى، والتي يُطلَب خلالها من أصحاب المشاريع سداد مبلغ القرض بالإضافة إلى فوائده، عادة ما يقوم أصحاب "رأس المال المغامر" بتوفير التمويل مقابل حصة في ملكية الشركة، لضمان أن يكون لهم رأي في اتجاهها المستقبلي.
وعلى النقيض مما قد يعتقده البعض، لا تتم جميع استثمارات "رأس المال المُغامر" في المرحلة التأسيسية للشركة فقط، وإنما يمكن أن يتم توفير هذا النوع من التمويل في جميع مراحل تطور الشركة.
ومن بين الشركات الأكثر شهرة التي اعتمدت على تمويل "رأس المال المغامر" خلال مراحل تطورها المختلفة، "آبل" و"مايكروسوف" و"جوجل"، وذلك بحسب تقرير نشره موقع "بيزنس نيوز دايلي".
من أين يأتي "رأس المال المغامر"؟
- يأتي تمويل "رأس المال المغامر" من شركات متخصصة في هذا النوع من التمويل، تضم مستثمرين محترفين على دراية جيدة بتعقيدات التمويل وعملية بناء الشركات حديثة التأسيس.
- الأموال التي تستثمرها شركات "رأس المال المغامر" تأتي من مصادر متنوعة، تشمل صناديق تقاعد خاصة وعامة، وصناديق أوقاف، ومؤسسات وشركات، وأثرياء محليين وأجانب.
- هؤلاء الذين يستثمرون في صناديق "رأس المال المغامر" يعتبرون شركاء محدودين، في حين أن مديري شركات "رأس المال المغامر" هم الشركاء العامون المكلفون بإدارة الصندوق والتعامل مع الشركات الفردية الباحثة عن التمويل.
- في مقابل تمويلها، يتوقع أصحاب "رأس المال المغامر" ارتفاع عائد استثماراتهم وكذلك أسهم الشركة، وهذا يعني أن العلاقة بين الطرفين تكون طويلة الأجل إلى حد ما.
- بدلاً من العمل على استرداد أموالهم فوراً، يعمل أصحاب "رأس المال المغامر" مع الشركات الناشئة لمدة تتراوح عادة ما بين 5 إلى 10 سنوات قبل محاولة استعادة أي جزء من أموالهم.
- عندما يقرر أصحاب "رأس المال المغامر" الخروج من الاستثمار، يقومون ببيع حصصهم في الشركة إلى مؤسسيها، أو من يقومون بطرح عام أولي يأملون أن يتمكنوا عن طريقه من تحقيق عائد كبير على استثمارهم الأولي.
الفارق بين "رأس المال المغامر" و"الاستثمار الملائكي"
- "الاستثمار الملائكي" أو "Angel Investing" هو مثل "رأس المال المغامر" طريقة أخرى للتمويل، وفي حين أنه يمكن من خلالها توفير المال اللازم للشركات الناشئة إلا أن هناك العديد من الاختلافات الرئيسية بينهما.
- الاختلاف الأول والأكثر وضوحاً هو أن "رأس المال المغامر" يأتي من شركة أو من "مؤسسة"، في حين أن "الاستثمار الملائكي" يقف وراءه مستثمرون أفراد.
- الفارق الثاني، هو أن الشركات الناشئة الجديدة يمكنها الحصول على ملايين الدولارات من شركات "رأس المال المغامر"، بينما لا يضع "المستثمرون الملائكة" عادة أكثر من مليون دولار في أي مشروع.
- هناك فارق آخر، وهو أن أصحاب رأس المال المغامر يستثمرون في أي شركة ناشئة يشعرون بأن لديها القدرة على تحقيق عائدات قوية، في حين أن المستثمر الملاك يرغب بشكل عام في الاستثمار بالشركات التي تعمل بقطاعات لديه دراية شخصية بها.
- أخيراً، لا يطلب عادة المستثمرون الملائكة دوراً فعلياً في إدارة الشركة الناشئة مقابل تمويلها، وذلك على عكس أصحاب "رأس المال المغامر".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}