إن عبارة "سقف الدين" تبدو صارمة ومقيدة، كما لو كانت تهدف إلى تقييد الإنفاق الحكومي، في الواقع تم وضع هذا السقف منذ قرن من الزمان لتسهيل اقتراض الحكومة، لكنه تحول إلى أداة سياسية حيث سعى الجمهوريون في الكونجرس مرارا إلى استخدامه ضد الرئيس الديمقراطي "باراك أوباما" وهم يحاربون من أجل خفض الميزانية.
ولكن الآن يحتاجون إلى تقرير ما إذا كان ينبغي عليهم رفع سقف الدين للسماح للرئيس الجمهوري "دونالد ترامب" بالوفاء بالوعود التي قطعها بشأن التخفيضات الضريبية والإنفاق على الجيش والبنية التحتية.
ويناقش تقرير لوكالة "بلومبرج" تاريخ "سقف الدين" الأمريكي ووضعه الحالي.
الوضع الحالي
- حث وزير الخزانة "ستيفن منوشين" في مايو/أيار أعضاء الكونجرس على رفع سقف الدين قبل مغادرتهم للعطلة في أغسطس/آب حيث إن عائدات الضرائب جاءت أبطأ مما كان متوقعا.
- تخطت الولايات المتحدة الميعاد المقرر لرفع سقف الدين والذي تم تحديده في أكتوبر/تشرين الأول 2015 عندما عمل "جون بينر" رئيس مجلس النواب السابق على اتفاق الموازنة بين الحزبين وعلق الاتفاق على حد الدين حتى 16 مارس/آذار2017 مع تحديد حد جديد مهما كان الدين في ذلك اليوم.
- يمكن لوزارة الخزانة أن تستمر في دفع الفواتير لفترة من الوقت، عن طريق "تدابير استثنائية" مثل تأجيل مدفوعاتها إلى حسابات التقاعد الفيدرالية.
- لكن الفشل في رفع سقف الدين يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تخلف الحكومة لأول مرة عن بعض التزاماتها.
- قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ "ميتش ماكونيل" إن الكونجرس سوف يرفع سقف الدين، ولكنه لم يوضح متى سيحدث ذلك وحذر من تدخل الممارسات السياسية في ديون البلاد.
تاريخ سقف الدين
- تم تحديد سقف الدين الفيدرالي في عام 1917 لتسهيل تمويل الحرب العالمية الأولى من خلال تجميع السندات إلى في فئات مختلفة، وبالتالي تخفيف العبء التشريعي على الكونجرس حيث قبل ذلك كان المشرعون يوافقون على كل سند على حدة.
- مع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، وضع الكونجرس أول حد للديون الإجمالية، وتم رفعه بعد ذلك بشكل روتيني .
- في عام 1953 توقف مجلس الشيوخ عن الموافقة على رفع سقف الدين في محاولة لكبح محاولات الرئيس "دوايت آيزنهاور" لبناء نظام طرق سريعة على مستوى البلاد.
- مع الاقتراب من الموعد النهائي لرفع سقف الدين في عام 2011 شعر المستهلكون والأسواق المالية بالقلق حيث كانوا يخشون أن ترتفع أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري وبطاقات الائتمان وتأخر المدفوعات الحكومية مثل مدفوعات الضمان الاجتماعي.
- بعد أن خفضت "ستاندرد آند بورز" تصنيفها للدين الأمريكي السيادي استخدم الكونجرس ذلك للضغط على "أوباما" من أجل تخفيض الإنفاق .
- تم تخفيض الإنفاق المحلي والإنفاق على الدفاع بأكثر من 2 تريليون دولار على مدى عشر سنوات في قانون مراقبة الميزانية لعام 2011.
لكن "أوباما" أعلن بعد إعادة انتخابه عام 2012 أنه لن يعطي الجمهوريين أي شيء مرة أخرى مقابل رفع سقف الدين.
حجة المؤيدين والمعارضين
- هناك شيء واحد على الأقل واضح بشأن سقف الدين وهو أنه لم يحد من الدين الفيدرالي لأن هذا في يد الكونجرس عندما يحدد مستويات الضرائب والإنفاق ويقترض الأموال عندما يدير عجزا.
- إن رفع سقف الدين يسمح ببساطة للحكومة بدفع ثمن الأشياء التي قررت شراءها بالفعل.
- يريد بعض خبراء الميزانية إلغاء سقف الدين، بحجة أن معارك الكونجرس بشأنه تكلف دافعي الضرائب الأموال عن طريق زيادتها لحالة عدم اليقين الاقتصادي.
- يقول مؤيدو سقف الدين إن المعارضين يبالغون في الأضرار المحتملة، وإن استخدامه للمساومة من أجل خفض الإنفاق يخدم المصلحة العامة عندما تكون مستويات الديون مرتفعة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}