في ظل تزايد حماس المستثمرين لتعدين الكويكبات، قال محللو مصرف "جولدمان ساكس" إن تكلفة هذه العمليات ستكون في المتناول، علمًا بأن هذه الصخور العملاقة الهائمة في الفضاء تحوي ثروات طائلة، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
وعلى سبيل المثال، تعتزم "ناسا" زيارة أحد الكويكبات في عام 2023، ويتوقع أن يحتوي على كميات ضخمة من خام الحديد تقدر قيمتها بنحو 10 آلاف كوادريليون دولار، لكن هل استعدت الدول المرتادة للفضاء لاستخراج هذه الثروات؟
الاستعداد مبكرًا
- ربما لا يخطر ببال أحد أن لوكسمبورج التي تعد مركزًا مصرفيًا لأوروبا وبالكاد يتجاوز تعداد سكانها نصف مليون نسمة، ستكون أحد اللاعبين الرئيسيين المحتملين في أعمال التعدين الفضائي.
- في الأول من أغسطس/ آب سيبدأ سريان قانون جديد، والذي يمكن أن يشكل نموذجًا للدول الصغيرة الأخرى على استشكاف الكويبكات وضمان حصة من أعمال الفضاء التي ستزدهر سريعًا.
- يعود اهتمام لوكسمبورج بهذا المجال لعام 1985 عندما بدأت دعم الشركة المشغلة لأول قمر صناعي أوروبي خاص "SES SA" والتي حققت في نهاية المطاف أرباحا ضخمة، وباتت أكبر مشغل للأقمار الصناعية في العالم.
- مع ازدهار الخدمات الاقتصادية والاجتماعية، نجحت البلاد في استقطاب شركات فضاء وتكنولوجيا أخرى، ما ساعدها على تحقيق التنوع الاقتصادي، وأصبحت أعمال الفضاء اليوم تشكل 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي للكسمبورج.
- أسهمت شركات الفضاء في تطوير أعمال الرصد البيئي وعلوم المواد وتكنولوجيا المعلومات، واستفادت معاهد البحث والمهندسون في لوكسمبورج من سمعة البلاد وحصلوا على المزيد من الفرص للتعاون على الصعيد الدولي.
تطلعات
- تأمل حكومة لوكسمبورج الآن في أن تكون الكويكبات هي محطتها التالية، خاصة مع انخفاض تكاليف إطلاق البعثات لأعمال التنقيب بشكل كبير بسبب المنافسة المتزايدة في هذا المجال.
- المشكلة الوحيدة هي أن لا أحد متأكد بشكل كاف من قانونية هذه العمليات، وتنص معاهدة الفضاء الخارجي المبرمة عام 1967 على عدم جواز مطالبة الدول أو الكيانات التابعة لها بحقوق ملكية الأجسام الفضائية.
- هنا يبقى سؤال بلا إجابة، هل للشركات أن تفرض ملكيتها على هذه الكويكبات والموارد المستخرجة منها.
- في عام 2015، سعى الكونجرس لحل هذه المعضلة عبر إعطاء الشركات الأمريكية حقوق الملكية للموارد التي يتم استخراجها لكن دون منحها حقوق الكويكب نفسه، مانحًا هذه الصناعة الناشئة دفعة للأمام بعدما عرقلها عدم اليقين.
- حذت لوكسمبورج حذو الولايات المتحدة مؤخرًا، لكنها وسعت نطاق حقوق الملكية ليشمل الكويكب نفسه، ويشكل قانونها الجديد إطارًا للتفويض والإشراف على العمليات بما في ذلك الأحكام المتعلقة بحوكمة الشركات.
مواصلة الاستعداد
- تخطط لوكسمبورج لاستثمار ما لا يقل عن 200 مليون دولار في مشاريع البحث والتطوير ذات الصلة، وعرضت شراء حصص في بعض الشركات التي تعمل في هذا المجال.
- من بين من وافقوا على هذه العروض، شركتان أمريكيتان رائدتان في أعمال تعدين الكويكبات وهما "بلانيتاري ريسورسز" و"ديب سبيس إندستريز"، بينما لا تزال شركات أخرى تبحث العروض المقدمة لها.
- نجاح لوكسمبورج في جذب هذه الشركات يؤكد للدول الصغيرة الأخرى أن أعمال الفضاء ليست حكرًا على القوى العظمى فقط.
- حتى لو تبين أن تعدين الكويكبات ليس كما يبدو، فإن الاستثمار في هذه الشركات سيعزز أعمالها على الأرض، وسيفيد بلا شك في تطوير ورواج بعثات الفضاء الأخرى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}