يراقب العالم الصين ليرى قدرتها في الضغط على اقتصاد كوريا الشمالية والدول المجاورة لها ، إلا أن تلك الجهود قد تضر بها إلى حد كبير، ويبدو أن كوريا الجنوبية أفضل مثال على ذلك.
حيث تعاني شركات كوريا الجنوبية منذ أوائل هذا العام بعدما أغضبت الحكومة الصينية بنشر نظام دفاع صاروخي أمريكي على أراضيها.
وترى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن نظام الدفاع الصاروخي يهدف للحيلولة دون تهديد كوريا الشمالية، إلا أن الصين تعتبر نفسها هدفاً حقيقياً.
واستعرض تقرير "سي إن إن موني" القطاعات المتضررة التي تضم شركات في مجال السياحة وتجارة التجزئة وأيضاً شركة "هيونداي"، واحدة من أكبر شركات صناعة السيارات في العالم، التي اضطرت لوقف الإنتاج في الصين لمدة أسبوع.
وهنا تكمن عقوبات "بكين" غير الرسمية
السيارات
- تراجعت مبيعات "هيونداي" في الصين التي تعد أكبر سوق أجنبية لها بنحو 64% خلال الربع الثاني مقارنة بالعام السابق، منذ إعلان حكومة كوريا الجنوبية في مارس/آذار نشرها نظام الدفاع المعروف باسم "ثاد".
- برغم استعدادها للقيام بمشروع مشترك مع صانع سيارات صيني، إلا أن ذلك لم يمنع وسائل إعلام حكومية صينية من دعوة المستهلكين لمقاطعة منتجاتها.
- يعد الانهيار في الإيرادات أحد الأسباب التي دفعت "هيونداي" لقرار وقف الإنتاج في مصانعها الصينية بعد نزاع مع مورد كبير بسبب تأخرها في الدفع.
- كما شهدت "كيا" العلامة التجارية الشقيقة لـ "هيونداي" تراجعاً أيضاً في مبيعاتها في الصين.
- تشمل الصعوبات التي تواجهها شركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية عواقب على اقتصاد الصين أيضاً، فانخفاض المبيعات وتراجع الإنتاج يعنيان عملاً أقل للموظفين الصينيين.
السياحة
- انخفض عدد السياح الصينيين الذين يزورون كوريا الجنوبية منذ أن أبلغت "بكين" وكالات السفر بشكل غير رسمي في مارس/آذار بوقفها اتخاذ مجموعات سياحية هناك.
- تراجع عدد الوافدين من الصين إلى النصف تقريباً في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام ليصلوا إلى 2.5 مليون سائح مقابل 4.7 مليون سائح في نفس الفترة من عام 2016 وفقاً لمنظمة السياحة الكورية.
- شكل ذلك أزمة ضخمة للفنادق ومتاجر السوق الحرة وغيرها من أطراف صناعة السياحة.
- بلغ عدد الزوار الصينيين ما يقرب من نصف عدد الوافدين البالغ عددهم 17 مليوناً في كوريا الجنوبية في العام الماضي، والذي ينفق فيه الفرد أكثر بمعدل أكبر من أي جنسية أخرى.
التجزئة
- تعرضت إحدى الشركات على وجه الخصوص لضربة شديدة بشكل خاص من رد فعل الصين على "ثاد".
- طلبت الحكومة من "لوت جروب"، أحد التكتلات التي تديرها إحدى عائلات كوريا الجنوبية، توفير الأرض لنظام الدفاع الصاروخي.
- عانت "لوت" في كوريا الجنوبية من هبوط أعداد السياح الصينيين، حيث أغلق المسؤولون العشرات من متاجر البيع بالتجزئة داخل الصين، كما توقف مشروع لبناء مدينة للملاهي في البلاد.
- انخفضت مبيعات الشركة في سوق المحلات التجارية في الصين بنسبة 95 % خلال الربع الثاني.
هروب الإلكترونيات
- لا توجه "بكين" ضربات قوية لكوريا الجنوبية حتى الآن، حيث امتنعت عن التفريط في جارتها الصغيرة التي تعد أضخم صانع للإلكترونيات، على الأرجح لأن الصين ستعاقب نفسها بتعرضها لتأثيرات شديدة على اقتصادها.
- توفر كوريا الجنوبية أكثر من ربع الرقائق الإلكترونية الصغيرة "ميكرو تشيبس" التي تشتريها الصين.
- بالرغم من الصدمة السلبية التي تسببت فيها التدابير الاقتصادية الصينية على صناعة السياحة في كوريا الجنوبية، إلا أن آثارها باتت محدودة بفضل ارتفاع صادرات الإلكترونيات الكورية الجنوبية في ظل قوة الطلب العالمي على الإلكترونيات.
- سعى الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية "مون جاي إن" إلى تحسين العلاقات مع "بكين"، وشملت تحركاته المبكرة تجميد عمليات نشر إضافية لقاذفات "ثاد" لحين إجراء مراجعة بيئية.
- إلا أن الصين تريد إزالة هذا النظام تماماً من كوريا الجنوبية، وهو إجراء يبدو مستبعداً للغاية بسبب التوترات المتصاعدة حول كوريا الشمالية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}