عندما يزور الأمريكيون أوروبا يلاحظون ضعف القوة الشرائية للدولار، فالضعف الحاد الأخير في عملة الاحتياط العالمية لا يمثل مشكلة للولايات المتحدة وحدها ولكنه أيضاً مشكلة لبقية العالم، مع زيادة التحديات الاقتصادية والسياسية المعقدة بالفعل.
وأشار تقرير لـ "فاينانشيال تايمز" إلى تحذيرات "دونالد ترامب" منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني من قوة العملة التي تضر بقدرة الشركات الأمريكية على المنافسة دولياً.
ومنذ ذلك الحين، تراجع الدولار بشكل مطرد، مسجلاً أدنى مستوى له منذ 33 شهراً خلال جلسة التداول يوم الجمعة الماضية بنسبة تراجع 9% في المؤشر حتى الآن في عام 2017.
اعتبر ذلك تحركاً واسع النطاق ضد عملات الاقتصادات المتقدمة والناشئة، حتى مع حفاظ البعض على الروابط طويلة الأمد مع الدولار، بما في ذلك الصين، التي بدأت في المقاومة خلال الأيام القليلة الماضية.
ويعود سبب تراجع الدولار إلى تضييق الفارق في توقعات السوق للنمو الاقتصادي والسياسة النقدية.
تشابك الاقتصاد الأمريكي مع الاقتصادات العالمية
خلال الأشهر القليلة الماضية، انتعش النمو الفعلي والمتوقع في أوروبا وآسيا، اللتين ترتبطان نسبياً بالولايات المتحدة.
تتباين توقعات المستثمرين تجاه توقيت الخطوة القادمة من الاحتياطي الفيدرالي لرفع الفائدة، ويأتي هذا بالتزامن مع إشارات داخلية من البنك المركزي الأوروبي حول احتمالية تحرك الفائدة في أقرب وقت في الشهر المقبل بالإضافة إلى الإعلان عن خطط للحد من مشتريات الأصول على نطاق واسع.
وستعاني بعض من الأسر والشركات الأمريكية من الانخفاض الأخير للعملة، إلا أن التأثير الاقتصادي العام من المرجح أن يكون مواتياً، من خلال تعزيز القدرة على المنافسة في الأسعار.
يوفر هذا فرصة للنشاط الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة، ما يدعم الأسواق المالية، مع كون الشركات في مؤشر "إس آند بي 500" تستمد جزءاً كبيراً من إيراداتها من الخارج.
كما يزيد من فرص مجلس الاحتياطي الفيدرالي في استعادة سياسته المتوازنة وميزانيته العمومية إلى مستويات أقل تطرفاً وأقل تشويهاً دون عرقلة النمو أو التسبب في عدم الاستقرار المالي.
الصورة ليست وردية لبقية العالم
- يتعين على معظم الاقتصادات الآن التعامل مع رياح عكسية أقوى ضد النمو، وفي حالة أوروبا فإن الضغوط الهبوطية على معدل التضخم الذي يقلق البنك المركزي منه بالفعل منخفضة جداً.
- مع استمرار تأخر تنفیذ مجموعة السیاسات الداعمة للنمو التي تشتد الحاجة إلیھا حالياً، فإن ذلك یؤدي إلی إضعاف زخم النمو الدوري وتضخیم آثار العوائق الهيكلية علی النمو الأکبر والأکثر شمولیة.
- كما أن تحرك الدولار ارتفاعاً وانخفاضاً على مدى الأشهر العشرة الماضية يبرز أيضاً بعداً مهماً في أسواق العملات اليوم.
- فمع استثناءات محدودة، مثل ألمانيا، هناك عدد قليل جداً من البلدان قادر على استيعاب وامتصاص فترة الارتفاع الحاد المستدامة في قيمة العملة بسهولة، فلا تزال محركات النمو ضعيفة جداً.
- مع الهشاشة الهيكلية للاقتصاد العالمي اليوم، ومع استمرار الاعتماد المفرط على السياسة النقدية، يمكن بسهولة أن تؤثر الانخفاضات في العملات على باقي الاقتصادات في دول العالم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}