قال محللون استطلعت آراءهم "أرقام"، أن قيام مؤسسة النقد برفع معدل الريبو العكسي مرهون بارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية اليوم.
وأشار المحللون إلى أن استمرار ارتفاع الريبو العكسي سيكون له تأثيرات على ارتفاع سعر الإقراض بين البنوك، وذلك له انعكاسات على الاقتصاد السعودي.
وقال الدكتور سعيد الشيخ، كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي، إنه في حال قيام البنك الفيدرالي الأمريكي برفع معدل الفائدة اليوم، فبطبيعة الحال ستقوم مؤسسة النقد برفع معدل (الريبو العكسي) بنفس المستوى، كما حدث في يونيو الماضي.
وأضاف الشيخ في حديث لـ "أرقام"، أن رفع معدل الريبو العكسي سيؤدي في المحصلة النهائية إلى التوجه برفع معدل (السايبور) سعر الإقراض بين البنوك، "وذلك على اعتبار أنه إذا تم رفع أسعار الفائدة اليوم، وربما احتمالية رفعه في ديسمبر القادم ومن ثم أيضاً في العام المقبل 2018، يكون هناك توجه باحتمال الاستمرار بارتفاع أسعار الفائدة وسيتجه بالتالي معدل السايبور إلى الارتفاع".
وأوضح الشيخ أن التأثيرات الاقتصادية المحلية تأتي من خلال ارتفاع معدل السايبور، والذي ينعكس على ارتفاع معدل الإقراض على جميع القطاعات.
وقال إن سعر إقراض البنك لقطاع معين لا يرتبط فقط بمعدل ارتفاع السايبور، وإنما يتأثر بدرجة المخاطر المرتبطة بنشاط القطاع، "فمثلاً تقييم الإقراض في قطاع الإنشاءات قد يكون أعلى من قطاعات أخرى نتيجة لارتفاع درجة المخاطر فيه ووضع النشاط في الاقتصاد المحلي".
من جانبه، قال عبدالله الربدي، الرئيس التنفيذي لشركة كير إنترناشيونال، إن رفع أسعار الفائدة الأمريكية سيقابله رفع لمعدل الريبو العكسي من قبل مؤسسة النقد وذلك على أساس ارتباط الريال بالدولار.
وتوقع الربدي في حديث لـ "أرقام"، أن سيناريو رفع الفائدة الأمريكية إن حدث فسيتم رفع الريبو العكسي من 1.25% إلى 1.50% بمقدار ارتفاع 25 نقطة أساس، أو بقائه كما هو في حالة عدم رفع أسعار الفائدة.
وأضاف الربدي، أن هناك فارقا نقطيا بين معدل الريبو 2% والريبو العكسي 1.25%، وقال "وحتى في حالة رفع الريبو العكسي إلى 1.50% سيبقى الفارق بين السعرين 0.50%، الأمر الذي يجعل ساما غير مضطرة إلى رفع الريبو وهو المؤثر المباشر على معدل السايبور سعر الإقراض بين البنوك".
وقال "لا أتوقع حدوث تأثير على سعر الإقراض خلال الفترة القادمة، حتى يتساوى سعر الريبو مقابل الريبو العكسي، أو يقترب منه ليصبح الريبو العكسي بمعدل 1.75%، وعند ذلك يجب على ساما المحافظة على فارق نقطي بين السعرين".
وأضاف أن هذه الحالة ستحدث إذا قام البنك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة الأمريكية مرتين من الآن، حيث من المتوقع أن يتم رفع أسعار الفائدة خلال عام 2018، مؤكداً أن تأثيرات ذلك على الاقتصاد السعودي ستكون سلبية.
وأوضح الربدي أن ساما ستواجه تحدياً عام 2018 في مواجهة أسعار الفائدة المرشحة للارتفاع مقابل سياسة الترشيد والتقشف والذي تتطلب تخفيض أسعار الفائدة لتشجيع الاستثمار والنمو وتغيير سياستها المالية نحو الإنفاق في الاقتصاد وتحفيزه ليعود إلى النمو بمستويات مرضية ولكي تتوافق السياسة المالية مع التطورات بالسياسة النقدية المرتبطة جزئياً بالسياسة النقدية الأمريكية.
وحول تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على السندات أشار الشيخ إلى أن ذلك له تأثيرات على قيمتها السوقية في محافظ البنوك والمؤسسات المالية، "ففي حالة التداول يرتفع العائد على السند مع انخفاض سعره، فالعلاقة عكسية بين العائد على السند وسعره، وأما في حالة الاحتفاظ بالسند حتى نهاية فترة الاستحقاق فلا يحدث أي تغيير".
ولفت إلى أن المؤسسات المالية تستثمر في إصدارات السندات الجديدة والتي تمثل عائداً أعلى من إصدارات السندات التي قد تمت، لتعوض بذلك أي انخفاض في قيمة السندات الموجود في محفظتها، أو القيام بعمليات تدوير لبيع بعض السندات والاستثمار في أخرى بعائد أعلى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}