يتسابق صانعي السيارات حول العالم لإطلاق نسخاً كهربائية لموديلاتهم في إشارة إلى قرب انتهاء عصر المركبات العاملة بمحرك الاحتراق الداخلي التقليدي، ولكن الواقع قد يكون مختلفاً إلى حد ما.
وليس هناك شك في أن صناعة السيارات تشهد تغييراً جذرياً، ففي معرض "فرانكفورت" للسيارات هذا العام يتحدث الجميع عن المركبات الكهربائية، وفقاً لتقرير لـ "بي بي سي".
وقبل يوم من المعرض، قالت "فولكس فاجن" إنها ستقدم نسخاً كهربائية من كل موديل في مجموعتها بما في ذلك تلك التي تباع تحت العلامات التجارية "أودي" و"سكودا" و"سيات" و"بورش" بحلول عام 2030.
و قالت "دايملر" المنتجة لـ "مرسيدس" إنه سيكون لديها إصدارات كهربائية من موديلاتها الخاصة بحلول عام 2022، وقدمت شركات أخرى منها "فولفو" و"جاجوار لاند روفر" و"هوندا" تعهدات مماثلة، ومع ذلك لم يذكر أحدهم نية التخلص من سيارات الديزل أو البنزين.
هل المركبات الهجينة ستكون أكثر قبولاً؟
- يعني مصطلح "مركبة كهربائية" أن تعمل بالكامل ببطارية بالطاقة الكهربائية، أو يظهر وصف "هجينة" الذي يأتي في أشكال كثيرة.
- الموصل الهجين لديه سعة بطارية كبيرة، ويكون قادراً على تشغيل المركبة كلياً بالطاقة الكهربائية على الأقل جزءًا من الوقت، ولكنه سيضم أيضاً محرك يعمل بالبنزين.
- تعمل المركبات الهجينة بالكامل مثل "تويوتا بريوس" بمحرك كهربائي قوي نسبياً إلى جانب محرك تقليدي، ولكن لا يحتاج إلى توصيله لإعادة شحنه.
- أما "الهجينة المعتدلة" فهي سيارة تقليدية مجهزة بمحرك كهربائي صغير يسمح للمحرك بإيقافه مؤقتاً عند إيقاف السيارة عند إشارات المرور، على سبيل المثال، ويمكن أيضاً استخدامه لتحسين التسارع وأنظمة الطاقة المساعدة.
- يمكن لصناعة السيارات ببساطة تقديم مجموعة من المركبات الهجينة المعتدلة للوفاء بالتزاماتهم فهي أرخص إنتاجياً من "الهجينة بالكامل"، ومع ذلك فإنها يمكن أن تقدم فوائد كبيرة من حيث الأداء واستهلاك الوقود.
- برغم أن تعهدات الشركات قد تبدو أكثر دراماتيكية مما هي عليه في الواقع، إلا أن شركات صناعة السيارات تستثمر قدراً كبيراً من المال في موديلات كهربائية جديدة.
ما الذي يقود هذه الخطوات نحو السيارات الكهربائية؟
- أثبت إطلاق "تسلا موديل إس" في عام 2012 أن السيارات الكهربائية يمكنها منافسة نظيرتها التقليدية من حيث الكفاءة وإن كانت مرتفعة السعر.
- منذ ذلك الحين انخفضت تكلفة بطاريات "ليثيوم أيون" بشكل ملحوظ، وتطورت تكنولوجيا البطاريات لجعل هذا النوع من السيارات بأسعار معقولة.
- يجري تشديد التشريعات لمكافحة التلوث في الأسواق الرئيسية، ففي أوروبا ستكون هناك حدود جديدة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بداية من عام 2021، وتستند إلى متوسط مستوى التلوث الذي ينتجه أسطول الشركة المصنعة بأكمله.
- لذلك قد يجد المصنعون أنه من الأسهل بكثير لتحقيق هدف السيارة الخالية من الانبعاثات تطوير السيارات الهجينة منخفضة التكلفة.
- يجدر الإشارة أيضاً إلى فضيحة انبعاثات الديزل في سبتمبر/أيلول عام 2015، التي كشفت حقيقة أن سيارات الديزل بشكل خاص تنتج تلوثاً أكثر ضرراً بكثير من البيانات الرسمية.
- لتجاوز تلك الفضيحة التي تصدرتها "فولكس فاجن" فإنها حاولت استعادة سمعتها بأن تصبح رائدة في مجال تكنولوجيا السيارات الكهربائية.
- كانت خطط التحول إلى المركبات الكهربائية مطروحة على الساحة قبل اندلاع فضيحة "فولكس فاجن"، ولكن الأحداث التي وقعت قبل عامين ربما ساعدت في تسريع العملية، ما جعلها تحصد مكاسب معنوية من جراء استمرار الترويج لهذا الهدف الصديق للبيئة.
تحدي البنية التحتية
- يوجد حالياً حوالي 7.3 آلاف نقطة شحن للسيارات الكهربائية في المملكة المتحدة، والعدد يتزايد بمعدل 10 نقاط شحن جديدة يومياً، وعلى الصعيد العالمي يبلغ الرقم حوالي مليوني نقطة شحن.
- إذا تم استبدال الملايين من سيارات البنزين والديزل بإصدارات كهربائية، فهناك حاجة ملحة إلى استثمار ضخم في البنية التحتية الأساسية يضمن استمرار عمل تلك السيارات.
- كما أنها تحتاج إلى الكثير من البطاريات، وتوفير أماكن لشحنها في أي مكان، وهذا سوف يستغرق وقتاً طويلاً وتمويل كبير.
- في الوقت نفسه ستوفر السيارات الهجينة مرحلة انتقالية مريحة وفعالة مع استمرار الاعتماد على سيارات البنزين والديزل لفترة طويلة غير معلوم مداها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}