في الوقت الذي تبحث فيه "أوبك" عن خطوات إضافية لدعم أسعار النفط المتدنية، تعلن الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بهدوء بدء حقبة جديدة من أعمال النفط والغاز والتي يجدر تسميتها بـ"عصر الحقول الرقمية".
ودار الحديث منذ مدة طويلة حول قدرة البرمجيات على تحويل صناعة الطاقة بالكامل، لكن حتى وقت قريب لم يتخط ذلك كونه مجرد حديث ونقاش حول بعض الافتراضات والاحتمالات، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".
"تأثير أمازون" يصل لأعمال النفط
- حاليًا، بدأت الأمور في التغير، وبعض المراقبين مثل الشريك الإستراتيجي لـ"كوتونوود فينتشر" "مارك ميلز" يرون أن صناعة النفط أوشكت على تحول شبيه بما أحدثته شركة التجارة الإلكترونية "أمازون" في قطاع التجزئة.
- يرى "ميلز" أن العوامل التكنولوجية الثلاثة التي أحدثت ما يسميه "تأثير أمازون" الذي غير وجه قطاع التجزئة إلى الأبد، بدأت تتجلى في سوق النفط والغاز الآن.
- هذه العوامل الثلاثة هي، الحوسبة الرخيصة مع قدرات التطبيق الصناعي، إلى جانب انتشار شبكات الاتصالات في كل مكان بجانب التقنيات السحابية، علاوة على إنترنت الأشياء وتحليلات الذكاء الاصطناعي التي تسللت مؤخرًا لأعمال النفط.
- يعتقد "ميلز" أن هذه العوامل ستكون من بين الدوافع الرئيسية لثورة جديدة في أعمال النفط الصخري، ما يعزز كفاءتها التي ازدادت بالفعل بعد انخفاض أسعار النفط.
حوافز التحول
- تحدث منتجو النفط الصخري منذ مدة عن الفوائد الكبيرة التي يمكن أن تقدمها حلول البرمجيات إلى أعمالهم، ما يسهم في فتح الأعمال أمام المستقلين، بعدما اقتصرت على الشركات الكبرى فقط لعقود.
- إن عدم الثقة في التكنولوجيا الذي امتد لفترة طويلة آخذ في التضاؤل الآن نظرًا لفوائده الواضحة، والتي تشمل تبسيط العمليات، وتعظيم معدل النجاح في أعمال التنقيب، وتحسين الإنتاجية.
- يعود الفضل في ذلك لمجموعة من الشركات الناشئة التي تستهدف قطاع النفط والغاز تحديدًا، عبر توفير شبكة للمقاولين حسب الطلب، وبرامجيات داعمة لأعمال الحفر الأفقي، إلى جانب منصات التخطيط باستخدام الذكاء الاصطناعي، وغيرها.
- السمة المشتركة بين هذه التقنيات والابتكارات هي تركيزها بشكل رئيسي على تقديم حلول لمختلف أعمال صناعة النفط بما يسمح بخفض الوقت والعمالة والتكاليف اللازمة لإتمام العمل، بالإضافة إلى تحسين النتائج.
تشجيع الشركات على الاندماج
- لا تزال الاستثمارات التكنولوجية بين شركات النفط المستقلة أقل بكثير من نظيرتها في قطاعات مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية، لكن هذا بصدد التغير.
- في المستقبل القريب قد تقود موجة من عمليات الاندماج والاستحواذ تطوير برمجيات النفط والغاز، والسبب وراء ذلك هو وجود شركات مستقلة كثيرة في الأعمال الصخرية.
- ستفصل التطورات التكنولوجية قريبًا بين الفائزين والخاسرين، لذا من المؤكد أن الكثيرين سيفضلون الاندماج أو الاستحواذ خلال السنوات القليلة المقبلة للبقاء في الجانب الرابح.
- الشركات المستقلة في قطاع النفط الصخري مثقلة بالديون ولن تتمكن جميعها من البقاء على قيد الحياة حتى العصر الرقمي، وإلى جانب مواجهتهم مع الشركات الكبرى سيكون عليهم التعامل مع تزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة.
- كل ذلك سيشكل حافزًا قويًا للعاملين في النفط الصخري للتأكد من اللحاق بركب التطور التكنولوجي، وبأسرع ما يمكن، وتشجيع الاندماج بين المستقلين.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}