كانت بيانات تسليم "تسلا" لسياراتها الكهربائية في الربع السنوي الثالث مخيبة للآمال ومثيرة للإعجاب في نفس الوقت، فقد كشفت الشركة عن أنها في طريقها لبيع 100 ألف وحدة سنويا للمرة الأولى في تاريخها الممتد لأربعة عشر عاما، ولكن حتى الآن لا تزال الشركة بعيدة عن مستهدفها لمبيعات "موديل 3".
أكدت الشركة الأمريكية على أنها ستنتج 1500 سيارة "موديل 3" في سبتمبر/أيلول، ولكنها أنتجت أقل من 300 وحدة فقط منذ إطلاقها في يوليو/تموز، وذلك رغم أنها كشفت عن خطة لإنتاج 20 ألف سيارة بوجه عام بحلول ديسمبر/كانون الأول و500 ألف وحدة بنهاية 2018.
ولا تزال "تسلا" – التي ارتفع سهمها 65% في 2017 حتى الآن – تحت وطأة الضغوط بسبب تأخر تسليم السيارات التي تم حجزها مسبقا، ونشرت "بيزنس إنسايدر" تقريرا تناولت من خلاله خمسة أسباب وراء معاناة الشركة في إنتاج مستهدفها من "موديل 3".
1. الأرقام لا تعني شيئا
- تمتلك "تسلا" تاريخا من الوعود المبالغ فيها وعدم تنفيذها حسب التعهدات، ولم يقلق المستثمرون أو العملاء مطلقا من هذا الأمر.
- تتسم "تسلا" بالخصوصية والتميز عن شركات السيارات الأخرى مثل "جنرال موتورز" لأن الأولى حددت هدفها على المركبات الكهربائية وتحاول شركات تقليدية التنافس معها في هذا المجال إيمانا بأنها المستقبل.
- لا تأبه "وول ستريت" كثيرا بعد تنفيذ "تسلا" تعهداتها بشأن طلبيات التسليم، فرغم تقلباته على مدار العامين الماضيين، لا يزال سهم الشركة مرتفعا بنسبة 1200% أعلى سعر اكتتابه في 2010، وذلك رغم خسائر فصلية متتالية.
2. "موديل 3" تمثل خط إنتاج جديد
- أبدعت "تسلا" في إنتاج "موديل إس" سيدان و"موديل إكس" ذات خاصية الدفع الرباعي حيث خططت لإنتاج 100 ألف سيارة سنويا وبلغت هذا الهدف عام 2017.
- تحملت عمليات إنتاج السيارتين العديد من المشكلات التي تم حلها لاحقا، وعلى ما يبدو، تواجه الشركة صعوبات في إنتاج "موديل 3" بوصفها تمثل خط إنتاج جديد.
- رغم أن المدير التنفيذي "إيلون ماسك" أكد على أن "موديل 3" مصممة للإنتاج السريع، إلا أنها لا تزال تمثل نسخة جديدة ستمر بالطبع العديد من العقبات.
3. الصبر من الجميع
- جذبت "تسلا" عشاقا وعملاء مخلصين من شتى أنحاء العالم رغم أي انتقادات توجه إليها، كما أن مديرها التنفيذي "ماسك" يمثل أيقونة بالنسبة للكثيرين.
- تعرف "تسلا" هذا الأمر وتحاول الاستفادة منه بين الحين والآخر، وفي هذا الصدد، تعتمد على عدم فقدان تركيزها وأهدافها الرئيسية التي تشدد عليها في حملاتها التسويقية عند الترويج لمنتجاتها وعلامتها التجارية، فإن فكرتها تستند على عدم بيع الكثير من السيارات، ولكن إنقاذ الكوكب.
- على عكس غالبية شركات "وادي السيليكون"، لدى "تسلا" مهمة خاصة لا يمكن معارضتها أو حتى انتقادها، وهي الحد من التلوث لإنقاذ كوكب الأرض، واكتسبت الشركة الثقة من هذا الأمر، وبالتالي، لا يضغط عليها العملاء أو المستثمرون، بل إنهم على استعداد لمزيد من الصبر.
4. إنتاج غير شامل
- بعد زلزال 2011 وما تبعه من موجات "تسونامي" التي أثرت سلبا على منشآت نووية في اليابان، تضررت شركات السيارات المحلية لعل أبرزها "تويوتا" و"هوندا" اللتين تعرضتا لتباطؤ في الإنتاج عالميا.
- لا تزال "تسلا" شركة صغيرة مقارنة بالشركات في صناعة السيارات بوجه عام، ولا تزال تحاول تثبيت أقدامها في السوق العالمي.
- لا يبدو أن "تسلا" متعجلة في تسريع خط إنتاج وتجميع "موديل 3" قبل إتمام الاختبارات على النحو الأمثل رغم التباطؤ في الإنتاج.
5. "موديل 3" لا يبدو أبسط من "موديل إس" و"موديل إكس"
- صممت "تسلا" "موديل 3" ليكون أسهل في الإنتاج من "موديل إكس" و"موديل إس"، ولكن بالمقارنة، تبدو سيارات كهربائية أخرى مثل "شيفروليه بولت" أكثر بساطة.
- تخطط "تسلا" لتبسيط عمليات إنتاج "موديل 3" قدر الإمكان، ولكن على المدى القصير، ربما تدخل بعض التعقيدات وتتسبب في إبطاء وتيرة إنتاجها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}