تحول سوق النفط العالمي على مدى العقد الماضي بفعل طفرة الأعمال الصخرية في الولايات المتحدة، والتي عكست الاتجاه الهبوطي للإنتاج الأمريكي وشكلت تحديًا لنفوذ "أوبك"، وساعدت في انهيار الأسعار عام 2014، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
وكانت الخطوة التي جعلت النفط الصخري قابلا للاستخدام التجاري لأول مرة بمثابة ثورة إنتاجية، حيث قامت شركة "EOG Resources" وغيرها بتطوير طريقة استخراج النفط من الآبار بمعدلات كبيرة، بفضل تقنيات محسنة للحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي.
وتمكنت شركات التنقيب والإنتاج من حفر الآبار بشكل أسرع، واستخراج المزيد من النفط عن طريق استهداف الصخور المناسبة وبشكل أدق وأكثر فاعلية، والآن تعتمد آفاق هذه الصناعة على مدى استمرارية تلك المكاسب وحتى زيادتها.
البيانات تشير إلى التراجع
- تعكس بيانات عدد منصات التنقيب ومستويات الإنتاج المكاسب الهائلة في إنتاجية القطاع، حيث ظلت أعمال الحفر نشطة في مناطق التشكيلات الصخرية مثل "إيغل فورد" و"باكن"، حتى رغم انخفاض عدد المنصات بين عامي 2014 و2016.
- في عام 2008 تم تشييد أول منصة تنقيب أفقي في "إيغل فورد" و"باكن"، وفي عام 2011 بدأ الإنتاج في التزايد مع اندفاع الشركات إلى النفط الصخري، وفي عام 2014 بلغ عدد المنصات ذروته.
- لكن مكاسب الإنتاجية تباطأت على مدار العام الماضي كثيرًا، ما ينذر بانتهاء فورة أعمال النفط الصخري، فعلى سبيل المثال تراجع إنتاج "إيغل فورد" الذي تقاس بمقدار ما تضخه كل بئر مقابل المنصات النشطة.
- بيد أن بيانات الإنتاجية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة هي مؤشر غير كاف، فهي لا تأخذ في الحسبان قيام الشركات بحفر الآبار وتأجيل إدخالها إلى حيز العمل في انتظار ارتفاع الأسعار.
- تحسنت كفاءة المنصات بشكل كبير من عام 2013 إلى 2016 وتراجع الوقت اللازم لإكمال عملية الحفر، وأصبحت إدارة عدة آبار أفقية عبر لوحة تحكم واحدة ممكنًا، لكن معدل التحسن في هذا الشق تباطأ أيضًا.
ذروة التطور
- عادة ما يكون الحفر الأفقي عبر طبقة الصخور المحملة بالنفط أكثر إنتاجية من الآبار الرأسية التي يتم خلالها اختراق جزء محدود من هذه الطبقة، وقبل سبع سنوات كان عدد الآبار من كلا النمطين متساويا.
- لكن الأمور تبدلت منذ ذلك الحين، وترجع الزيادة المسجلة في عدد منصات الحفر منذ عام 2011 إلى هذا التحول الكبير نحو الأنماط الأفقية.
- من بين التغيرات الكبيرة الأخرى التي طرأت خلال السنوات الأخيرة على التكسير الهيدروليكي، كان ضخ المياه والرمال والمواد الكيميائية في أعماق البئر وفق مستويات ضغط عالية، ما يسمح للنفط والغاز بالتدفق لأعلى.
- استخدمت الشركات حفارات أكبر، وكميات أكثر من الرمال، والنتيجة كانت مزيدا من الإمدادات، لكن بعض الدلائل تشير إلى أن هذه العملية قد تبلغ حدا لا يمكن تجاوزه.
- أفضل طريقة لتقييم الإنتاجية الحقيقية هي النظر لمستوى إنتاج كل بئر، وأخذ عميقها في الاعتبار، وبناءً على ذلك خلصت شركة أبحاث الطاقة الفرنسية "كايروس" إلى أن إنتاجية الحوض البرمي توقفت عن النمو العام الماضي.
تساؤلات
- أنفقت صناعة النفط الصخري أموالًا طائلة، ولم تستطع شركات كثيرة تغطية تكاليف الحفر من إيراداتها، وباتت بحاجة مستمرة للحصول على تمويل، وهو ما لم يكن صعبًا بفضل رغبة المستثمرين بالاشتراك في هذه الثورة.
- لكن إذا كان وقت الطفرة قد انتهى، فهل سيواصل المستثمرون دعم هذه الصناعة بنفس راضية؟ الحقيقة أن عمليات جمع التمويل تباطأت بشكل حاد بالفعل من قبل شركات التنقيب والإنتاج في الولايات المتحدة هذا العام.
- إلا أن "إس آند بي جلوبال بلاتس" ترى أن الكثير من الفرص الاستثمارية الجذابة لا تزال موجودة في النفط الصخري، حيث تبلغ العائدات 30% وأكثر في أعمال الحوض البرمي.
- من الأسئلة الواجب الإجابة عنها هنا، هل سيكون هناك ما يكفي من هذه الفرص الجذابة للحفاظ على ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط كما تتوقع إدارة معلومات الطاقة وغيرها؟
- يقول رواد القطاع: نعم ستتوافر هذه الفرص، لكن بيانات الحفر والإنتاجية تستحق المتابعة عن كثب خلال الأشهر القادمة لمعرفة مدى صدق هذه الرؤى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}