رغم الارتفاع الحاد الذي شهده سوق النفط مؤخرًا والتفاؤل الحالي بمسار الأسعار، فإن المنافسة التي دامت على مدار سنوات بين "أوبك" ومنتجي النفط الصخري حول الحصة السوقية ، لا تبدو في طريقها للهدوء.
وبحسب موقع "أويل بريس تعتقد "أوبك" أن إمدادات النفط الصخري الأمريكية ستنمو بوتيرة تفوق تقديراتها السابقة بنحو 56% لتبلغ 7.5 مليون برميل يوميًا بحلول 2021،.
ووفقًا لـ"أوبك" يبلغ الإنتاج الصخري في أمريكا الشمالية حاليًا 5.1 مليون برميل يوميًا بزيادة قدرها 25% عن 2016، فرغم انخفاض الأسعار خلال السنوات القليلة الماضية، بدت الأعمال الصخرية أكثر مرونة وقدرة على التعافي.
آفاق وآمال
- تتوقع "أوبك" بدء اضمحلال قطاع النفط الصخري بحلول 2025 على أن يبدأ تراجع إمداداته في عام 2030، فيما ستزيد المنظمة إنتاجها بمقدار 8 ملايين برميل يوميًا ليسجل 41.4 مليون برميل يوميًا.
- تتنبأ أيضًا المنظمة بخوض منافسة شرسة مع منتجي النفط الصخري للاستحواذ على حصص أكبر في السوق، لا سيما مع بدء تفعيل اللوائح المتعلقة بوقود الشحن في عام 2030، والتي ستعزز الطلب على الخام الصخري.
- سيزداد إجمالي الإنتاج الأمريكي بمقدار 3.8 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2022، ما يمثل 75% من نمو إنتاج البلدان غير العضوة في منظمة "أوبك"، ويعزى ذلك أساسًا إلى زيادة إنتاج النفط الصخري.
- تقول "أوبك" إن هذا النمو سيكون مدعوما بعمليات الحفر والتنقيب المكثفة لاستغلال موارد التجمعات الصخرية، لكن المنظمة اعترفت بأن النفط الصخري سيستحوذ على جزء من حصتها السوقية على المدى القصير.
- من المرجح أن تبدي المنظمة التزامها باتفاق خفض الإنتاج عندما تجتمع في الثلاثين من الشهر الجاري، ويمكن أن تمدد العمل به حتى نهاية عام 2018، وربما لما بعد ذلك من أجل رفع الأسعار.
"أوبك" تحرث و"الصخري" يجني
- في الوقت الذي تقوض فيه "أوبك" إنتاجها يجد منتجو النفط الصخري أنفسهم أحرارًا في ضخ الكمية التي يريدونها، لا سيما مع ارتفاع الأسعار الذي يشكل حافزًا قويًا لتعزيز إمداداتهم.
- أظهرت بيانات إدارة المعلومات، ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بمقدار 2.1 مليون برميل بعد انخفاض دام شهرين، كما زاد الإنتاج الأسبوعي إلى 9.62 مليون برميل يوميًا، وهو مستوى قياسي.
- يأتي ذلك بعدما بدت الأعمال الصخرية متراجعة، حيث انخفض عدد منصات التنقيب في الولايات المتحدة بشكل مطرد منذ أغسطس/ آب رغم ارتفاع الأسعار، وبدأ إنتاج البلاد في الهبوط منذ منتصف 2015 وحتى الصيف الماضي.
- يمكن أن يشهد الإنتاج زيادة مفاجئة حال استقرت الأسعار فوق 60 دولارًا، لكن ذلك يحتاج لبعض الوقت، فيما تترك "أوبك" الباب مفتوحًا أمام احتمالات تمديد العمل باتفاق كبح الإمدادات، وهي خطوة تكتيكية.
- تراهن صناديق التحوط على تمديد الاتفاق قبل أن يصبح حقيقة بالفعل، لكن في حال تشديد سوق النفط خلال العام القادم، سيزيد منتجو النفط الصخري إمداداتهم بما يشكل ضغطًا جديدًا على السوق، بحسب "سيتي جروب".
لا مفر من الصدام
- قبل عام من الآن، كان أغلب أعضاء "أوبك" سيكونون سعداء لو وصل النفط إلى 50 دولارًا فقط، لكن الآن يطمحون إلى بلوغ 70 دولارًا لبرميل خام "برنت" بحلول نهاية العام الجاري.
- بالنسبة لبلدان "أوبك" التي عانت خلال السنوات الماضية من عجز الموازنات، فإن آمال رفع الأسعار قد تمثل إغراء شديدا يدفع بعضها للغش فيما يتعلق بحصص الخفض.
- قد يؤدي غش المنتجين وزيادة إمدادات النفط الصخري والنمو الاقتصادي الأقل من المتوقع، إلى انخفاض الأسعار مرة أخرى بشكل عاجل غير آجل.
- من المرجح أيضًا أن يعقب ذلك ارتفاع مفاجئ في الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وفنزويلا، ما يقود لخفض الإنتاج وتشديد السوق في وقت أقرب مما كان متوقعًا.
- لذا تتوقع "أوبك" معركة ضارية في المستقبل مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، رغم أنها قدمت لهم الكثير مما تستحق الثناء والشكر عليه لدورها في إنعاش الأسعار ووضع السوق على طريق استعادة التوازن.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}