نبض أرقام
05:16
توقيت مكة المكرمة

2024/07/28
2024/07/27

ثورة الطاقة التى وعدت بها الصين ..لم قد لا تتحقق؟

2017/11/21 أرقام

استمر النمو الاقتصادي المتسارع في الصين على مدى السنوات الثلاثين الماضية معتمداً على الصناعات الثقيلة والتصنيع والبناء.

وأوضح تقرير لـ "فاينانشيال تايمز" أنه لا يزال الفحم مهيمناً وفي تزايد مستمر، ففي عام 1990 استخدمت الصين نحو 446 مليون طن من الفحم، فيما يقدر حجم الاستخدام هذا العام بحوالي 2.8 مليار طن.



وفي الوقت نفسه، نما الطلب على النفط مع الزيادة الكبيرة في أعداد السيارات، وبلغ استهلاك النفط مليوني برميل يومياً في عام 1980، الآن يقارب 12 مليون برميل/يومياً مما يجعل الصين أكبر مستورد للنفط.

ولكن في الوقت نفسه، تعد الصين أكبر مصدر للانبعاثات ما جعلها تعاني بشدة من التلوث الذي يغطي العديد من المدن بالضباب الدخاني، ووعد الرئيس "شي جين بينج" بتغيير جذري من خلال ما سماه بثورة الطاقة لتخفيف تلك المعدلات، ولكن الوعود كبيرة فهل يمكن تحقيقها على أرض الواقع؟



وأظهرت دراسة شاملة لسوق الطاقة الصيني نشرت الأسبوع الماضي كجزء من توقعات الطاقة العالمية الجديدة لوكالة الطاقة الدولية عدة حقائق هي:

- تستھلك الصین 25% من الطاقة المستخدمة عالمياً کل یوم، ولا يزال الفحم مھیمناً علی استخدام الطاقة الصینیة في الصناعة وتولید الطاقة والتدفئة بما يعادل ثلثي إجمالي الطلب، وينتج البلد ويستخدم أكثر من 50% من جميع الفحم المحترق عالمياً.

- نما توليد الطاقة بشكل كبير لتلبية الطلب على الكهرباء التي ازدادت بأربعة أضعاف منذ عام 2000.

- لا يزال استخدام الغاز منخفضا نسبياً ولكنه آخذ في الزيادة، معتمداً في الوقت الراهن على استيراد الغاز الطبيعي المسال.



- تعد الصين المنتج الرائد في مجال توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وأدت التطورات التكنولوجية وكفاءة الإنتاج إلى خفض التكاليف حتى أصبحت المورد المهيمن لألواح توليد الطاقة الشمسية لبقية العالم.

- تشيد الصين عشرات المحطات النووية الجديدة مسجلة أكثر من ثلث المجموع العالمي، وتُطور صناعتها النووية تكنولوجيا المفاعلات الخاصة بها، مستهدفة تصدير هذه الصناعة على مستوى عالمي.

- تقود الدولة صناعة السيارات الكهربائية العالمية، فمن بين السيارات الكهربائية المقدرة بمليوني سيارة على مستوى العالم بحلول نهاية هذا العام، سيكون 40% منها على الأقل في الصين.

- أُحرز تقدم ملحوظ في كفاءة استخدام الطاقة، فانخفضت كمية الطاقة المستخدمة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 30% منذ عام 2000 ولكن الانبعاثات لا تزال تشكل تحدياً، وبعد استقرار معدلاتها لثلاث سنوات دفعها النمو الصناعي للارتفاع مرة أخرى.

تغيرات كبرى تبقى غير كافية

- كل هذه الحقائق تعكس تغيراً جذرياً في السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية، لكنها ليست النهاية، وأيد مؤتمر الحزب الحاكم في "بكين" هذه الخطة الأخيرة التي تستهدف تحول قطاع الطاقة على مدى الخمس عشرة سنة المقبلة.

- سترتفع حصة الوقود غير الأحفوري إلى 15% بحلول عام 2020، وإلى 20% بحلول عام 2030 لتلبية معظم الطلب إن لم يكن كله، وبحلول عام 2030 ستنخفض انبعاثات جميع محطات الطاقة العاملة بالفحم بنسبة كبيرة تصل إلى 80%.

- يشمل الهدف الطويل الأجل لعام 2050 خفض حصة الوقود الأحفوري إلى أقل من نصف الإجمالي، مما يجعل الصين لاعبا مهماً في إدارة الطاقة العالمية.

عوائق الالتزام بالخطة

- يشير التاريخ إلى أنه ليس من الحكمة التقليل من قدرة الصين على تنفيذ خططها ولكن في هذه الحالة هناك أسباب وجيهة للشك، وهناك حاجة إلى دعم البنية التحتية وبنية السوق لتحقيق مزيج الطاقة الجديد.

- يوضح تحليل وكالة الطاقة الدولية غياب البنية التحتية اللازمة مع قواعد تنظيمية تحد بالفعل من إمكانات الغاز الطبيعي، ويمكن أن تقيد نفس المشكلات الطاقة المولدة من الرياح والشمس.

- تتزايد أعداد السيارات الكهربائية ولكن لا تزال هناك احتمالات كبيرة بتوليد الجزء الأكبر من الكهرباء المستخدمة في تلك السيارات من الفحم لفترة طويلة قادمة.



- لا بد من حسن إدارة التغيرات الصناعية ففي قطاعات الفحم والصناعات التحويلية الرئيسية، لا يزال العديد من العمال والمجتمعات المحلية بأكملها يعتمدون على النشاط الذي يحتمل تحوله أو إلغاءه بفعل التكنولوجيا، فصناعة الفحم الصينية وحدها توظف أربعة ملايين شخص.

- يمكن تحقيق الهدف المتمثل في تحقيق الاكتفاء الذاتي الصافي بنسبة 80% من خلال الجمع بين الفحم والطاقة النووية والطاقة المتجددة الجديدة، بما في ذلك الطاقة المائية.

- لكن النسبة المتبقية البالغة 20% تشمل الإمداد النقدي للنفط الذي تضاعف فيه الاعتماد على الواردات في السنوات الخمس الأخيرة.

- بناءً على تقديرات الوكالة ستحتاج الصين إلى استثمار 6.1 تريليون دولار أي 250 مليار دولار سنوياً على إمدادات الطاقة من الآن وحتى عام 2040، سيوجه ثلثاها إلى قطاع الطاقة.

- ستكون هناك حاجة إلى 2.1 تريليون دولار أخرى - 90 مليار دولار سنوياً - لتحقيق المكاسب المطلوبة في كفاءة استخدام الطاقة.

- الصين هي القوة المهيمنة في سوق الطاقة العالمية، ولكن الطاقة أيضاً مهمة لبقاء النظام في "بكين"، فلم تنته العملية السياسية بإعادة انتخاب الرئيس "شي" حيث ساعد التحسن المستمر في مستويات المعيشة على مدى العقود الثلاثة الماضية على بقاء الحزب الشيوعي في السلطة وأي تغييرات قد لا تكون في مصلحته. 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة