نبض أرقام
12:03
توقيت مكة المكرمة

2024/06/30

ما وجه الشبه بين "بتكوين" وفقاعة "بحر الجنوب"؟

2018/01/23 أرقام

يضطر بعض المحللين للعودة إلى الماضي من أجل التفرقة بين أزمات أو مشكلات وقعت بالفعل وأخرى حديثة، وهذا ما حدث عندما لاحظ المثيرون قفزات العملات الرقمية خاصة "بتكوين" التي اقتربت من عشرين ألف دولار ثم انهارت إلى أدنى عشرة آلاف دولار.

 

وفي ظل وصف "بتكوين" بالفقاعة من جانب بعض المشاهير والمحللين، تناول مؤرخون تاريخ الفقاعات المالية لمعرفة كيفية نهايتها، ومن أبرزها فقاعة "بحر الجنوب".

 

 

سلوكيات استثمارية

 

- من الضروري دراسة تاريخ الفقاعات المالية للوقوف على سلوكيات المستثمرين في التداول وضخ أموالهم، ففي "بتكوين" يهرع الكثيرون نحو شرائها إما بغرض الثراء السريع أو لعدم فقدان الفرص المتاحة.

 

- شهدت "بتكوين" ارتفاعات قياسية بسبب استمرار الشراء من جانب البعض على أمل شراء غيرهم وتحقيق المزيد من الأرباح واحتمالية تنظيم تداولها.

 

- رغم تحذيرات الكثير من المحللين من كونها فقاعة واحتمالية انفجارها الوشيك، إلا أن عمليات الشراء كانت مستمرة حتى تعرضت سوق العملات الرقمية بوجه عام لخسائر حادة ومبيعات مكثفة نتيجة إجراءات حاسمة من جانب حكومات أبرزها كوريا الجنوبية والصين استهدفت بورصات تداول العملات الرقمية.

 

- أفاد المستثمر الأمريكي "وارن بافيت" بأن "بتكوين" عبارة عن "فقاعة ضخمة"، وسوف تنتهي بشكل سيئ.

 

فقاعة بحر الجنوب

 

- في الفترة بين عامي 1719 و1721، اشتهرت في العاصمة البريطانية "لندن" شركة "بحر الجنوب" التي كانت بالنسبة للكثيرين فرصة لاستثمار مدخراتهم، وكان للشركة مكتب فخم وكشفت عن مخططات واعدة لدرجة أن جهات حكومية استثمرت أموالا بها كنوع من التحوط ضد أي تقلبات في السوق.

 

- سوقت "بحر الجنوب" لنفسها جيدا لجذب أكبر عدد من المستثمرين وضخ أموالهم بها، وفي خضم الإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس حينها، عاش المواطنون في رخاء وترف، وهو ما يعني امتلاكهم الأموال الضخمة التي يمكن استثمارها.

 

- استهدفت الشركة تحويل ديون الحكومة البريطانية – التي أثقلتها بسبب الحرب مع إسبانيا – إلى أسهم مقابل فائدة تدفعها لندن، ولم يكن في مخيلة أحد إمكانية انهيار هذه الشركة.

 

- في خضم الشد والجذب بين بريطانيا وإسبانيا، كانت الأخيرة تهيمن على حركة التجارة والنقل في العديد من المناطق حول العالم، وتم التفاوض بين الجانبين على منح امتيازات تجارية للندن في بعض المناطق.

 

- عكفت شركة "بحر الجنوب" على الاستفادة من الأموال التي جمعتها من المستثمرين في تمويل أنشطتها التجارية والنقل.

 

- هرع العامة نحو شراء أسهم "بحر الجنوب" متأثرين بتسويق الشركة لأنشطة تجارية ضخمة ووعود كبيرة، وفي 1719، باعت الشركة أسهما في مقابل ديون حكومية حتى استحوذت على نسبة من الدين البريطاني.

 

- اشترى البريطانيون أسهم "بحر الجنوب" حتى عند مستويات مرتفعة معتبرين أنها فرصة استثمارية سانحة في ظل استمرار توسع أنشطة الشركة كما تأثروا بمكاتب ومقرات الشركة الفارهة.

 

 

إنقاذ بريطاني

 

- أدركت الإدارة غير الخبيرة في "بحر الجنوب" أن قيمة الأسهم لم تعكس القيمة الفعلية للشركة أو حتى أرباحها، وهو ما دفعهم لبيع أسهمهم الشخصية في صيف عام 1720.

 

- أثناء البيع، كان لدى الإدارة أمل من عدم تسرب أي فشل محتمل للشركة إلى المساهمين، ولكن على غرار الأنباء السيئة، انتشر الأمر كالنار في الهشيم، وبدأت موجة بيع لأسهم عديمة القيمة.

 

- لم يحدث انهيار تام للنظام المالي في بريطانيا على أثر انهيار "بحر الجنوب" بسبب الوضع الاقتصادي القوي للإمبراطورية البريطانية وقتها.

 

- تدخلت الحكومة وقتها لإنذار القطاع المالي والصناعة المصرفية وأصدرت لندن شهادات أسهم لضمان حقوق المساهمين في الشركة التي أفلست بعد المبيعات بأشهر.

 

- من بين المستثمرين في شركة "بحر الجنوب" العالم الفيزيائي الشهير "إسحاق نيوتن" الذي خسر ثروة بآلاف الجنيهات الإسترلينية، والذي تعرض لانتقادات لاذعة بسبب إدراكه الاستثمار في شركة ليس لها أنشطة في التجارة والنقل وواجهت صدمات هيمنة الإسبان حينها على هذه الأنشطة وشرائه أصلا بلا قيمة رغم نظرياته الرياضية الشهيرة.

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة