على مدى عقود، داعب حلم المصاعد القادرة على حمل الأشياء من سطح الأرض إلى المدار الخارجي للكوكب، أذهان المهندسين وكتاب روايات الخيال العالمي، وكانت الفكرة في البداية من اقتراح العالم الروسي "كونستانتين تسيولكوفسكي" عام 1895.
ووفقًا لتقرير أعدته "الإيكونوميست" كانت فكرة "تسيولكوفسكي" مستوحاة من برج "إيفل"، وفي عام 1979، كتب السير "آرثر كلارك" رواية كاملة تدور حول فكرة المصعد الفضائي تحت اسم "نوافير الجنة".
الذهاب إلى الفضاء أرخص من ذي قبل
- الآن وبفضل شركة "سبيس إكس" وغيرها من شركات الطيران الفضائي الخاصة، انخفضت تكاليف عمليات إطلاق الصواريخ إلى المدار الخارجي، خلال السنوات القليلة الماضية.
- يعد "فالكون هيفي" من إنتاج "سبيس إكس"، الصاروخ الفضائي الأكبر على الإطلاق، وستبلغ تكلفة إرساله للمدار الخارجي 90 مليون دولار، وستكون انطلاقته الأولى خلال أيام على الأرجح.
- لكن إرسال الأقمار الصناعية الصغيرة والمسبرات وحتى البشر إلى الفضاء على متن مصعد عملاق، تظل وسيلة أقل تكلفة وأكثر موثوقية وتحضرًا من استخدام هذه الألعاب النارية العملاقة، بيد أن هذا المصعد يواجه تحديات عدة.
- تقوم الفكرة الأساسية للمصعد الفضائي على تشغيل كبل ثابت من نقطة على خط الاستواء إلى محطة ما مباشرة في المدار الثابت بالنسبة للأرض، أي على ارتفاع 36 ألف كيلومتر.
- تدور الأجسام على هذا الارتفاع حول الكوكب مرة واحدة يوميًا، ما يعني أنها تملك ميزة الدوران فوق بقعة ثابتة على الأرض، وبذلك يمكن تشغيل المركبات صعودًا وهبوطًا عبر الكبل .
عقبات في طريق الصعود
- يحتاج تشغيل المركبات للطاقة أثناء الصعود، بينما الجاذبية ستساعد عند الهبوط، كما ينبغي أن تكون كبيرة كفاية لحمل البشر، وقد تصل مدة رحلة في أي اتجاه 3 أيام إذا انطلقت بسرعة 500 كيلومتر/ الساعة.
- بناء خط سكك حديدية فائقة السرعة وبطول 36 كيلومترًا على الأرض يبدو صعبًا بما فيه الكفاية، وبطبيعة الحال فإن بناء مسار مماثل على شكل عمودي يصل إلى الفضاء سيكون أصعب بكثير.
- العقبة الرئيسية هي أنه لا توجد مادة معروفة إلى الآن تشكل مزيجًا بين الخفة والقوة اللازمة لبناء الكبل (حيث ينبغي تحليها بالقدرة على دعم وزنها) رغم أن الأنابيب النانوية الكربونية تقدم باعتبارها الوصفة المطلوبة.
- لا تملك هذه الأنابيب سوى عُشر نسبة القوة اللازمة لدعم الوزن، ولا يمكن تشكيلها في صورة خيوط لأكثر من بضعة سنتيمترات، ناهيك عن آلاف الكيلومترات.
- قد تكون خيوط الماس النانوية، وهي شكل غريب آخر من أشكال الكربون، أقوى من الأنابيب النانوية، لكنها للأسف لا تزال غير مفهومة الخصائص إلى الآن.
حلم قريب صعب وآخر بعيد سهل
- حتى إذا أمكن العثور على مادة مناسبة، فإن الجزء المتواجد في الغلاف الجوي من الكبل سيكون عرضة لاضطرابات الطقس، وستتعرض المركبات أثناء الصعود والهبوط لاضطرابات خطيرة.
- ثمة قلق آخر من الاصطدامات، فهناك الآلاف من الأقمار الصناعية وغيرها من العناصر في المدار الخارجي للأرض بداية من ارتفاع ألفي كيلومتر، وأي اصطدام بالكبل سيؤدي إلى كارثة.
- لا يزال المؤمنون الحقيقيون بالفكرة يبحثون عن طرق لتخطي هذه العقبات، ورغم أن الأمر يبدو مستعصيًا عليهم، إلا أنهم يرفضون إعلان موت المقترح، ربما بسبب أناقته وبساطته، ما يمنح الحلم أمل جديد.
- الحلم ببناء المصعد الفضائي لا يقتصر على الأرض فقط، فتدشينه سيكون أسهل على مسافة أبعد من الأرض، وتحديدًا بين سطح القمر ومداره الخارجي، وذلك بفضل انعدام الجاذبية والغلاف الجوي الرقيق للغاية.
- لكن بالنسبة للحلم القريب من كوكب البشر، سيتحتم على أي شخص يأمل في الانتقال من الأرض إلى الفضاء الخارجي عبر المصعد الانتظار (ربما لوقت طويل) قبل أن يحصل على مراده.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}