نبض أرقام
12:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/14
2024/11/13

كيف تؤسس "بلوك شين" لديمقراطية الطاقة الخضراء؟

2018/02/05 أرقام

ماذا لو أصبح بمقدور أي شخص شراء لوحة شمسية ووضعها فوق سطح منزله، ومن ثم قرر إنتاج وبيع الكهرباء بالسعر الذي يحدده؟ هل هذا ممكن من الأساس؟ في الواقع تفكر بعض الشركات بذلك.

 

لكن في طريقها لإنجاح هذه الفكرة، كانت هذه الشركات بحاجة للاستعانة بتقنية "بلوك شين" لإضفاء الطابع الديمقراطي على الطاقة الخضراء، بحسب تقرير لموقع "ذا كونفرزشن.

 

 

تحصل الشركات على تصديق المدققين المستقلين باعتبار منتجاتها خضراء، ومن ثم يمكنها بيع شهادات الطاقة المتجددة للمستهلكين، وبهذه الطريقة وبدلًا من توليد الطاقة الخاصة بهم، يمكن لكيانات مثل "آبل" و"جوجل" الاعتماد 100% على الموارد النظيفة.

 

يشار هنا إلى أن الطاقة التي تستخدمها هذه الشركات ليست دائمًا خضراء، لكن بما أن كل وحدة يستهلكونها تساوي شهادة مشتراة، فإن ذلك يساهم في الضغط على الطاقات كثيفة الانبعاث الكربوني، وتشكل هذه الشهادات إشارة قوية للاستثمار في الطاقة الخضراء.

 

تجعل هذه الشهادات من وحدات الطاقة سلعة يمكن تداولها وبشرائها يكون المستهلك ضمن أن وحدة ولتكن "ميجاوات/ ساعة" قد أنتجت نيابة عنه، لكن هذه الوحدات تضاف إلى شبكة الكهرباء مباشرة.

 

لكن بعض الشركات تلجأ إلى اتفاقيات شراء الطاقة، التي تلزمهم بشراء كمية معينة وفق سعر محدد من منتجي الطاقة المتجدة على مدار 20 عامًا تقريبًا، ما يخلق دافعًا قويًا للاستثمار طويل الأجل في الأعمال الخضراء.

 

 

توليد الطاقة الخضراء ليس سهلًا

 

- إصدار الشهادات عملية مرهقة ومكلفة، لذا من غير المنطقي أن تتبناه الأسر والأفراد والشركات متواضعة الحجم، وكذلك اتفاقيات الشراء لا يتم التفاوض عليها إلا عن طريق كبار الشركات.

 

- لكن لو تم خفض تكاليف التصديق، وتجنب الإجراءات المرهقة لإصدار الشهادات وضوابط الأسعار غير السوقية، هل يمكن حينها لصغار المولدين زيادة الإنتاج وتحقيق انتشار أكبر يضمن خفض المخاطر الاستثمارية؟

 

- هذا ما تحاول فعله شركات مثل "باورلدجر" في أستراليا و"إل أو ثري إنرجي" في بروكلين، عبر استخدام "بلوك شين" لتخزين شهادات توليد الطاقة الخضراء التي يتم إنشاؤها بواسطة عدادات غير قابلة للعبث بالمولدات.

 

- كما تُستخدم "بلوك شين" في تخزين سجلات المعاملات الخاصة بتداول هذه الشهادات بحيث لا يمكن إعادة بيع نفس وحدات الطاقة مجددًا، وبتجاوز التدقيق وخفض تكاليف المعاملات وتنظيم الأسعار سيبدو المجال جذابًا لصغار اللاعبين.

 

 

عقبة التوسع

 

- لا يمكن لتكنولوجيا "بلوك شين" اليوم إضافة أكثر من بضع مئات من الشهادات (المعاملات) خلال الثانية الواحدة، وذلك لأن خوادم الشبكة تحتاج إلى معالجة المحتوى الذي سيضاف في كل خانة.

 

- الحجم اللازم لدعم تدفقات مئات الملايين من الألواح الشمسية أبعد من متناول تكنولوجيا "بلوك شين" الحالية، فشبكة "بتكوين" مثلًا تدعم فقط 10 معاملات في الثانية الواحدة، فيما تدعم "هايبرلدجر" أقل من ألف معاملة.

 

- وجود نظام ديمقراطي لشهادات الطاقة الخضراء سيخلق معاملات بوتيرة أسرع بمئات المرات من هذه المعدلات، ولحسن الحظ توصل علماء بجامعة "واترلو" لطريقة تمكن خوادم "بلوك شين" من معالجة معاملات أكثر من المعتاد.

 

- هذا التحسن سيمكن الأعمال الصغيرة من توليد الطاقة الخضراء (حتى تلك التي تشغلها الأسر من المنزل) عبر بيع الشهادات والمشاركة في تداولات الطاقة.

 

 

مليون معاملة في الثانية

 

- يعكف علماء "واترلو" حاليًا على تطوير أول شبكة "بلوك شين" قادرة على معالجة أكثر من مليون معاملة في الثانية، والتي ستمكن الألواح الشمسية من إرسال الشهادات مباشرة عبر عداداتها الذكية ومن ثم بيعها للعملاء.

 

- إذا نجحت هذه الجهود، سيحفز ذلك أصحاب المنازل والشركات الصغيرة على الاستثمار في تكنولوجيات الطاقة المتجددة وبناء مولدات، كما سيشجع المزيد من كبار المستهلكين على التحول للاعتماد الكلي على الموارد الخضراء مثل "جوجل" و"آبل".

 

- يمكن أيضًا لمفهوم "بلوك شين" المستهدف والذي لا يعرف حدود، السماح لمولدي الطاقة المتجددة في البلدان النامية التي تغمرها أشعة الشمس باسترداد استثماراتهم عبر بيع شهادات الطاقة الخضراء للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.

 

-  بالطبع سيحتاج ذلك لوضع خوادم "بلوك شين" في كل منطقة من العالم، وستكون البنية التحتية القائمة لمراكز البيانات حاليًا موطئ قدم مناسبا لاستضافة هذه الملقمات.

 

- من شأن ذلك تقليل الأثر الكربوني للطاقة في العالم، وسيشكل منظومة أكثر كفاءة وأقل تكلفة من الألواح الشمسية، ما يعوض غياب أشعة الشمس عن البلدان الشمالية من الأرض.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.