ينذر الارتفاع الحالي في سعر النحاس بموجة صعودية أكبر مفاجئة وغير متوقعة بالنسبة للاقتصاديين والمصنعين والمستثمرين، بحسب تقرير لـ "فاينانشيال تايمز".
ولن تدفع الصين ارتفاع الأسعار هذه المرة أو بفعل عمليات المضاربة في العقود الآجلة للنحاس ذات المكاسب المنخفضة للغاية، ولا سيما بالنظر إلى ارتفاع سعر المعدن بأكثر من 60% على مدى العامين الماضيين.
ولا تزال شركات التعدين حذرة في حجم إنتاجها بعد صدمة انخفاض نمو الواردات الصينية في 2015-2016، فعلى الرغم من التدفقات النقدية للشركات إلا أنها لا تخطط لزيادة إنتاجها من المعدن.
ساهم ذلك في تراجع إنتاج النحاس في العالم أكثر من 2.5% العام الماضي بسبب انخفاض درجات الخام وتراجع الطاقة الإنتاجية للمناجم مع الإضرابات العمالية.
تجربة النفط الصخري والنحاس
- قد يرى محللون أن مع ارتفاعه أعلى 7100 دولار للطن وبتكلفة هامشية عالمية للإنتاج تقدر بحوالي خمسة آلاف دولار للطن ينبغي أن تكون هناك موجة من الاستثمارات الجديدة لزيادة إنتاج النحاس.
- سيحدث ذلك في حال كان مسؤولو صناعة النحاس من مهندسين واقتصاديين وسياسيين يشبهون أولئك العاملين في قطاع النفط والغاز الصخري الأمريكي.
- يوجد مئات الآلاف من آبار النفط في العالم فيما يوجد فقط حوالي 700 منجم نحاس، ويوفر أكبر عشرين منجما نصف إجمالي الإمدادات.
- يعتبر الوقت اللازم لبناء منجم جديد أو مصنع لاستخراج النحاس من مخلفات المناجم أطول بكثير مما هو مطلوب لمعظم حقول النفط، فالنحاس كان محور الاستكشاف لفترة طويلة جداً وتم العثور عليه بسهولة، فيما تم اكتشاف النفط منذ عقود.
- استخرج عمال المناجم النحاس من درجات خام رقيقة مع المزيد من رأس المال والتكنولوجيا، وأصبح من المستحيل تقريباً تحقيق ذلك مع مصانع الخام الموجودة حاليا في مناطق مستقرة سياسياً.
مخاطر الاستثمار
- يوجد خياران لتوفير مزيد من الإمدادات من المعدن إما بالتوجه نحو إفريقيا أو الحفر في باطن الأرض لحوالي آلف متر، ويصل الوقت المستغرق بداية من قرار الاستثمار حتى الوصول للإنتاج إلى عقود، بافتراض إمكانية التغلب على مشكلات التصاريح البيئية.
- يأتي ذلك إلى جانب القدرة على إيجاد مهندسين تعدين وعمال مهرة، فضلاً عن تحديات الاستثمار في إفريقيا في حد ذاته حيث أعلنت جمهورية الكونغو قبل أسابيع عزمها فرض زيادات بأثر رجعي على الرسوم والضرائب على الرغم من التزاماتها التعاقدية.
- احتجت الشركات وسوف تلجأ إلى طريق طويل من المفاوضات والتقاضي، لاستكمال أعمالها في الكونغو وفي أماكن أخرى في إفريقيا التي تعتبر من أغنى المناطق بالنحاس، إلا أن المخاطر السياسية تعوق قدرتها على جذب مزيد من رؤوس الأموال.
تشيلي محرك الأسعار القادم
- لكن المثير هذا العام، سيكون في تشيلي التي تعد مصدراً لحوالي ستة ملايين طن من إجمالي عشرين مليون طن في العالم تنتج سنوياً.
- لسوء الحظ أيضاً تعاني من نزاعات عمالية في مناجم تضم أكثر من ثلاثة أرباع الطاقة الإنتاجية في البلاد، وإذا انخفض إنتاجها الحالي ولو بمليون طن فقط بسبب الإضرابات فإن حركة الأسعار ستتجه نحو مزيد من الصعود.
- يعلم عمال المناجم التشيليون جيداً مسألة نقص القدرة الإنتاجية والاحتياطيات من المعدن في العالم، ولكن لن يعوضوا هذا النقص في الإنتاج بشكل سريع.
- لا يوجد وعي بكيفية تحول النحاس بعيداً عن الوقود الأحفوري، فتحتاج شبكات نقل الطاقة إلى مزيد من النحاس لتوليد الطاقة المتجددة، كما تتطلب السيارات الكهربائية المزيد من النحاس بكميات تفوق الديزل أو الغاز اللازم لتشغيل المركبات.
- تشمل استخداماته أيضاً تصنيع مكيفات الهواء وعددا لا يحصى من المحركات الكهربائية وكذلك الذخيرة، ومع كل تلك الاحتياجات من المعدن لم يكن محل اهتمام سياسي أو مالي في السنوات الأخيرة.
- دائما ما يُنظر إلى صناعة التعدين على أنها جزء من الماضي ما دفع ذلك المهندسين والعمال لتركه للانتقال إلى العمل في شركات التكنولوجيا أو غيرها من القطاعات، لكن ينبغي الآن قبول الزيادات في أسعار النحاس الناتجة عن نقص العرض الذي بات أمراً واقعًا وفي تزايد.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}